آداب إسلامية

ما هي الأخلاقيات التي يجب على المعلمين الالتزام بها

من الحقائق المعروفة أن التدريس يعد من أعظم المهن التي يقوم بها الإنسان، نظرًا لأن هذه المهنة كانت من مهن الأنبياء (عليهم السلام) الذين رسّخوا الإيمان الصحيح، وعملوا جاهدين على اخراج الناس من الظلمات إلى النور. وكذلك، فإن مهنة التعليم تشكل عاملًا أساسيًا في تقدم الدول وبناء المجتمعات الناجحة.

يظهر من النص أعلاه أنه يجب على الراغبين في العمل كمعلمين أن يتمتعوا بخصائص وأخلاقيات عدة تؤهلهم ليصبحوا معلمين ناجحين ومؤثرين في الأجيال القادمة، وسوف نعرض لكم فيما يلي بعض الأخلاقيات التي يجب على المعلمين الالتزام بها.

ما هي آداب المعلم؟

1- إخلاص النية

ينبغي على المدرس أن يهدف من تدريسه ابتغاء وجه الله ويتحقق ذلك عبر إخلاص نيته، حيث يجب أن لا يسعى المدرس إلى تحقيق أهداف دنيوية، مثل الربح المالي، أو الحصول على مكانة أعلى في العمل، أو يسعى إلى كسب الشهرة التي تميزه عن زملائه وغير ذلك من الأهداف الدنيوية التى هي بعيدة كل البعد عن هدف التعليم.

2- التحلي بمكارم الأخلاق

بالإضافة إلى ذلك، يتعين على الطالب الاتسام بالورع والهدوء والكرامة والتواضع، وعدم الاستهتار بالآخرين والتقليل من الضحك والمزاح. كما يجب عليه أن يتجنب احتقار الأشخاص الذين يحتلون مكانة أقل في المجتمع، وأن يكون حذرًا من الرياء والتفاخر بنفسه.

3- الالتزام بآداب الشرع

يجب على المعلم الالتزام بالآداب الشرعية المرئية وغير المرئية، وينبغي عليه الاهتمام بنظافته الشخصية والحرص على رائحة جيدة، ويجب عليه قص لحيته حتى يكون مثالاً حسناً للطلاب.

4- مراقبة الله

ينبغي للمدرس أن يتقي الله في السر والجهر ويبذل جهدًا في الحفاظ على تلاوة القرآن وأداء الصلوات النوافل والصيام وغيرها من العبادات التي تساعد النفس على الإحساس بمراقبة الله تعالى في كل الأوقات والظروف.

5- يحث الطلاب على إخلاص النية لله في طلب العلم

واحدة من آداب المدرس هي أن يوجه طلابه ويحفزهم على تحقيق النية النقية لتعلُّم العلم وجعل جميع جوانب حياتهم مبنية على المبدأ نفسه، وذلك عن طريق تلقينهم مفهوم أن العلم هو شكل من أشكال العبادة، وأن العبادة لا تقبل إلا بالنية النية الصادقة حيث تمنح هذه المعلومات الطالب فهمًا بأنه يجب عليه أن يكون على نية نقية وصادقة عندما يبحث عن العلم، وأن يسعى لإزالة الجهل من نفسه بما يرضي الله، وأنه يعبد الله بوعي وبصيرة، ويسعى للحصول على المعرفة والعلم كي يقرب نفسه إلى الله.

وبسبب أن السعي في البحث عن العلم هو نوع من الجهاد، لذلك يجب أن يتعلم الطالب أن ينوي البحث عن العلم لزيادة تقواه وخشيته من الله. كما ، ينبغي على المعلم أن يحذر الطلاب من السعي وراء العلم من أجل تحقيق أهداف دنيوية ، على سبيل المثال ، ورد الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن “من تعلًّم علمًا مما يبتغى به وجه الله ـ عز وجل ـ لا يطلبه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة: أي ريحها”.

6- تذكير الطالب بفضائل العلم

يتعين على المدرس أن يذكر طلابه بأهمية مواصلة دراستهم بانتظام، وأن العلم هو نور يهدي الناس إلى الحق والاستقامة، وينقلها من الظلام إلى الضوء، كما يجب عليه أن يبين لهم الأحاديث التي أكدتها الإسلامية في فضل العلم والسعي لاكتسابه.

ويؤكد الإسلام على أن العلماء هم ورثة الأنبياء وأنهم لهم مكانة مرموقة في المجتمع. وينصح العلماء بأنه يجب السعي للتعلم منذ الصغر حتى الشيخوخة ويتداول بين الطلاب الكثير من المقولات التي تشجع على طلب العلم.

7- الاهتمام بمصلحة الطالب

من بين الآداب الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المعلم، هي الاهتمام بمصلحة الطلاب وحمايتهم من المخاطر الصحية والأمنية أثناء تواجدهم في المدرسة، بما يشمل الاهتمام بصحتهم والحفاظ على سلامتهم، كما يجب أن يتعامل المعلم مع الطلاب بحنان ومثلما يعامل أبنائه.

ويظهر المعلم لطلابه الشفقة والحنان مثل ما يعطي ابنه، ويتحلى بالصبر معهم حتى لو أخطأوا، ويسأل عن المتغيبين ويتفقد أحوالهم. يتميز المعلم بالتصرف بأدب ويظهر لطلابه ودًّا وترحيبًا عند الاستقبال.

8- التحلي بالسماحة

المعلم مطالب بأن يكون لطيفًا ويعرف كل ما يعرفه من العلم، ولا يجعل أي شيء في داخله محظورًا للطلاب الذين قد يحتاجونه، بشرط أن يكونوا قادرين على فهمه. كما يجب على المعلم أن يوضح معاني العبارات التي يسلط عليها الضوء ويحرص على توجيه وتقديم المساعدة بلطف لجميع الطلاب.

9 ـ الاهتمام بالمستوى الدراسي للطلاب

يجب على المدرس أن يتأكد من تطوير مستوى دراسة طلابه، وذلك بتوجيههم لإعادة النظر في دروسهم الماضية بانتظام، والبحث عن أي معلومات يجدونها صعبة لفهمها. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يشجع طلابه بشكل مستمر ويحث الطلاب على السعي للتفوق في دراستهم.

إذا وجد المعلم أن أحد الطلاب قام بأداء كافة الواجبات المكلف بها، فعليه أن يُظهِر له الإجلال والتقدير، وفي حال وجد تقصيرًا في أحد تلاميذه، فعليه أن يُنَبِّهه بلطف، حتى يحفظ الطالب الموكل إليه الحفاظ على التزامه في المستقبل.

10- التواضع وخفض الجناح

يجب على الطالب أن يتمتع بالتواضع، ولا يفتخر على أشخاص يحتلون مراتب أقل منه، ولا يعرف الكبرياء في تعامله مع طلابه، بل يكون رقيقاً ومتواضعاً معهم. وكما قال الله: “واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين”. ويجب عليها أن تتكرر عبارة “أنا لا أعرف”، أو “سأبحث عن ذلك”؛ حتى يتعلم الطلاب أن قول “لا أدري” لا يقلل من شأن العالم، وسمعته الجيدة، ولكنه دليل على تقواه العظيمة.

11- يرفع صوته بالعلم ويعيد تكراره

يتحمل المعلم مسؤولية رفع صوته أثناء شرح الدروس، لكي يضمن أن الطلاب سينتبهون له، و يستوعبون المحتوى بشكل صحيح، بالإضافة إلى تكرار الدرس لتوثيق فهم الطلاب وتسهيل عملية الحفظ. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُعيد الكلمة ثلاث مرات لتوضيح المعنى، وعندما يسلم على الناس كان يسلم ثلاث مرات أيضاً.

12- أن يكون قدوة حسنة للطالب

يتوجب على المعلم أن يكون نموذجاً للتصرفات الحسنة، حيث يبدأ بتقدير الوقت، ويتعامل مع الطلاب بالعدل دون تفضيل أو إختلاف، ويتجنب الخطابات الشخصية والتمييز بين الطلبة، بل يتميز بالعدل في التعامل معهم.

وفي ختام هذا المقال نبين أن التعليم هو مهنة مرموقة ورسالة مقدسة، حيث يلزم المدرس أن يكتسب مهارات خاصة وأخلاق حميدة، نظراً لأنه يؤثر على طلابه بشكل غير متعمد. في حال أردت ممارسة مهنة التدريس، ننصحك باتباع الآداب التي وردت في هذا النص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى