طرق علاج السرقة عند الأطفال

تعتبر عملية السرقة آفة اجتماعية، يلجأ للقيام بها العديد من الأطفال وغيرهم؛ نتيجة لتعرضهم لأسباب منها الفقر،أو الحرمان، أو تقليد أحد المحيطين به في البيئة. هذا، ويجب على الأهل معرفة الأسباب التي دفعت طفلهم للسرقة، والشعور بخطورة هذا الفعل الذي يرتكبه طفلهم، وتقويم سلوكه قبل أن يعتاد على هذا الفعل، ولكن دون اللجوء إلى العصبية والعنف بشكل مبالغ فيه. فعلى الآباء أن يوضحوا لطفلهم خطورة الأمر، وتربية طفلهم على عدم أخذ أي شيء بدون الاستئذان. هذا، ولمعرفة الوسائل التي تساعد على علاج السرقة عند الأطفال لا بد أن نتطرق أولاً إلى أسباب السرقة عند الطفل؛ حتى نتعرف على الدافع الذي يجعل الطفل يقوم بهذا السلوك.

ويمكنك الاطلاع على كيف نعالج الكذب عند الأطفال؟ لكي تحفظ أطفالك من هذه الآفة.
وقد ترغب أيضًا في معرفة كيفية تحصين الأطفال من العين والحسد لكي تحمي أطفالك.

 وإذا كان لديك أي شيء آخر تريد إضافته أو اقتراح أو رأي فنرجو منك إخبارنا في تعليق أو من خلال الرابط التالي.. اضغط هنا 

يرجع سبب السرقة عند الأطفال عادة؛ بسبب الحرمان الذي يشعرون به تجاه شيء ما، لا توفره لهم البيئة المحيطة بهم؛ نتيجة غياب أحد الوالدين عن الأسرة، أو قسوة أحد الوالدين، وإصراره على حرمان طفله من شيء يرغب فيه، فهذه الأشياء تربى في الطفل الشعور بالنقص، وبالتالي تتسبب في لجوئه للسرقة؛ لتلبية احتياجات نفسه.

تربى بعض الأهالي أطفالها على التحفيز لهذا السلوك المذموم، ولا يتعاملون مع الموقف بجدية، فينشأ الطفل معتادًا على هذا السلوك، ولا يشعر بكونه سلوكًا منبوذًا.

هناك بعض الأطفال تقوم بهذا السلوك تقليدًا للمُحيطين بهم دون قصدٍ منهم، وفي الغالب تكون هذه الأطفال مُحاطة بقدوة سيئة ممن تؤثر فيهم مثل الأب، أو الأم، أو غيرهم من الأشخاص المتواجدين في بيئة الطفل بشكل مستمر، فينشأ الطفل مقلدًا لهم في هذا السلوك المذموم الذي يبدو سلوكًا مألوفًا بالنسبة له.

في الغالب يلجأ الطفل  للسرقة رغبة في شراء شيء يرفض الأهل أن يشترونه له وهو يشعر بالاحتياج له، فيقوم بالسرقة لشرائه دون علم أهله.

قد يلجأ الطفل للقيام بهذا السلوك لإثبات شيء مهم لأنفسهم ولرُفقاء السوء وهو أنهم الأقوى، فإذا كان طفلك محاطًا برفقة سوء فجنبه لهم؛ لأنهم يتصارعون على القيام بهذا العمل، بل ويشعرون بالفخر عند قيامهم بهذا العمل المذموم.

في بعض الأحيان يقوم بعض الأطفال بالسرقة دون علمه بأن هذا سلوك مذموم، ودون علمه لِمعنى السرقة، في هذه الحالة عليك بدور المُربي بيان أن هذا سلوك سيئ؛ حتى لا يكرر فعله مرة أخرى،وتدريبه على الاستئذان و حتي تستطيع علاج السرقة عند الطفل .

إذا لاحظت أن طفلك يقوم بهذا السلوك المشين، عليك بالتفتيش عن الأسباب التي أدت بطفلك الى القيام به؛ حتى تتمكن من معرفة المشكلة لديه، وإيجاد حل مناسب لها في أنسب وقت قبل أن يعتاد طفلك عليه و يألفه.

إذا قام طفلك بسرقة شيء ما، فلا تتعنفْ، والزم الهدوء واللين، وكنْ حسن التصرف من خلال معاملته بشكل جدي فيه نوع من المرونة؛ حتى لا يشعر بالخوف ويلجأ إلى الكذب.

ومعالجة السلوك تكون عن طريق رفض السلوك فور علمك بحدوثه، ثم تأمر طفلك أن يّرد الشيء الذي سرقه إلى صاحبه بعد التوضيح له أنه سلوك خاطئ، ثم تحدث مع الطفل لمعرفة ما الذي يحتاجه؛ حتى توفره له.

ينبغي عليك أن تعلم طفلك معنى الملكية، وما هي الحدود التي لا يحق له تجاوزها، وحثه على احترام ملكية الآخرين، وبيان له معنى الملكية العامة والخاصة، وكيفية احترام كلٍ منهما.

عليك أن توجه طفلك بلطف لعدم النظر إلى ملكية الغير واحترامها عن طريق غرس القيم الأخلاقية والاجتماعية، والمعايير الدينية في شخصيته مثل الأمانة، والاستئذان؛ حتى تُأصل فيه عدم الجرأة على أخذ ملكية غيره بدون استئذان.

في الغالب يتأسى الطفل ويلتقط سلوكيات المحيطين به، لذلك ينبغي على الأم أو والأب أن ينتقي سلوكه أمام طفله، ويكون على حذر في جميع المواقف؛ لأن الطفل يلتقط سلوك من حوله دون التفرقة بين السلوك الحسن أو القبيح.

عليك بتحديد مصروف يلبي احتياجات طفلك؛ حتى لا يشعر بالنقص نتيجة عدم مقدرته على شراء ما يرغب فيه؛ حتى لا يلجأ للسرقة.

عليك أن تراقب طفلك بشكل مباشر وغير مباشر؛ حتى تتعرف على مصدر الأشياء التي يمتلكها. وفي حالة إذا وجدته يسرق بالفعل فلا تفاجئه برؤيتك له؛ لأن ذلك يسبب له صدمة، وبالتالي قد تعود هذه الصدمة بالآثار السلبية على طفلك في المستقبل.

إن من أهم العلاجات التي ينبغي اتباعها في علاج طفلك من السرقة،هو أن تربي طفلك على أنه ليس بالضروري أن يمتلك كل ما يرغب فيه، خاصةً إذا كانت رغبته في أشياء ترفيهية، فلابد أن يتعلم الوسطية في أمور حياته دون إفراط، أو تفريط.

عليك بعدم ترك أموال كثيرة أمام طفلك؛ لأن الطفل ليس لديه من النضج كفاية حتى يقاوم إغراء المال، كما أن المال المتاح بكثرة يثير طفلك، خاصةً إذا كان يفكر بشيء، فسوف يضطر إلى السرقة لشرائه.

أيضًا من العلاجات التي ينبغي عليك فعلها، هي تنمية القيم المحمودة في طفلك؛ وذلك من خلال رواية القصص الإيجابية له، ومراقبة وسائل الإعلام التي يشاهدها طفلك، فهناك وسائل إعلام تعمل على نشر السرقة بأسلوب فيه نوع من المزاح.

ينبغي عليك أثناء رحلة علاج طفلك من السرقة أن لا تذكره مرارًا بفعلته، وخاصةً إذا كان أمام إخوته، أو غيرهم؛ لأن ذلك سيؤدي إلى حبه للعزلة، ولكن عليك أن تتعامل بدور المُربي الذي يسعى لإصلاح السلوك بدلاً من التعامل بشخصية القاضي الذي يثبت التهم.

إن من حقوق الطفل النفسية، التعبير له عن الحب بالأفعال والكلام، وغمره بالاهتمام المادي والمعنوي؛ حتى يشعر بالطمأنينة، وتجنب العقاب؛ لأن ذلك سبيل لإبعاده عن السلوكيات السيئة.

إذا قام طفلك بسرقة شيء ما، فلا تقوم بالدفاع عنه، والتبرير له؛ حتى لا تعزز سلوك السرقة عنده، ويصبح شيئًا مألوفًا لديه، أيضًا الدفاع عنه يؤدي إلى أن يكرر الطفل فعلته مرة أخرى، ويضطر أن يلجأ للدفاع عن نفسه كما اعتاد من أهله، وبالتالي يصبح يخفى سرقته بكذبته وينشأ بسلوكيات غير لائقة.

في نهاية المقال، نوضح أن السرقة آفة اجتماعية خطيرة تلحق ببعض الأطفال نتيجة. للأسباب التي بيناها، ولكن على الأهل أن يسلكوا الطريق في علاج السرقة عند طفلهم متّبعين النصائح التي قدمها لكم فريق موقع DAL4YOU.