إسلاميات

ماهو موت الغفلة؟ وهل موت الغفلة من سوء الخاتمة

موت الغفلة هو الموت الذي يأتي دون أي مقدمات مؤدية له، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من هذا الموت، ومن تحول عافية الله؛ حيث كان يقول “وأعوذ بك من تحول عافيتك، وفجأة نقمتك”.

ومن المعلوم أن الموت هو الحقيقة الواحدة في الوجود فكل بشر سيمر عليه هذا الكأس لا محالة، ولا أحد يستطيع الفرار منه.

في هذا المقال، سنلقي الضوء على الحديث عن موت الغفلة؛ للتعرف عليه، وعلى الأسباب المؤدية إليه .

اقرأ أيضاً موعظة عن الموت

ما هو موت الغفلة؟

موت الغفلة هو الموت الذي يأتي في أي وقت للإنسان دون وجود أي أسباب واضحة أو معروفة، ودون أي مقدمات بمعنى أنه يأتي دون أن يتعب الإنسان أو يعاني من أي أمراض، أو يشعر أن أجله قد اقترب في مفارقة الحياة.

ومن الجدير بالذكر، أن موت الغفلة يأتي للإنسان في أي سن، ولا دون حدوث مقدمات له، أو الدخول في سكراته. هذا، ويعرف موت الغفلة أيضاً بأنه موت السكتة، أو موت الفوات؛ لأنه يأخذ الإنسان من الحياة على غفلة.

أسباب موت الغفلة

أثبتت مجموعة من الدراسات الحديثة أن موت أكثر أسباب موت الغفلة للفئة العمرية (35 عام) وما دون ذلك لم تكن ناتجة أبداً عن النوبات القلبية، ولم يكونوا يعانون من أي أعراض أصابت القلب، وقد تم تفسير ما يحدث أنه قد يكون لعدة أسباب منها:

  1. وجود خلل في كهرباء القلب، وهذا الخلل يتواجد عند الأشخاص تحت سن الثلاثين منذ الولادة دون أن يشعر به.
  2. حدوث تضخم في عضلة القلب؛ حيث أن هذا التضخم يؤدي إلى إنتاج بؤرة كهربائية تساهم في ظهور خلل كهربائي في القلب مما يؤدي إلى حدوث سكتة قلبية.
  3. أما السبب الثالث الذي يؤدي إلى موت الغفلة فهو يتعلق بنمط الحياة والتوتر والأزمات التي يعاني منها الشباب خاصةً تلك التي تدفعهم إلى التدخين أو تعاطي المخدرات مما يؤدي إلى فشل في القلب وبالتالي حدوث أزمة قلبية تؤدي بالشخص إلى الوفاة.
  4. أيضاً يؤدي الحزن والمعروف عالمياً بـ متلازمة القلب المكسور إلى الوفاة.
  5. كما أن تناول أدوية غير مناسبة لحالة الشخص، وكثرة تناول المضادات الحيوية، والمهدئات النفسية بجرعة زائدة ودون الرجوع إلى الطبيب المختص من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة.

كما أثبتت الدراسات الحديثة أن الأسباب التي تؤدي إلى موت الغفلة فوق سن الثلاثين تتمثل في:

  1. الأزمة القلبية.
  2. أو الذبحة الصدرية.
  3. الجلطة.

وذلك يرجع إلى أن ما فوق هذا السن يكونون معرضين لحدوث انسداد في شرايين القلب، وبالتالي الجلطات.

هل موت الغفلة من سوء الخاتمة

قال مفتي الجمهورية أن موت الغفلة ليس بالضرورة علامة على سوء الخاتمة، كما أن الانتقام من الميت لا يدل أبداً على سوء الخاتمة، فإذا كان العبد يذكر الله ويتعبد إليه وكان مصلياً قانتاً خاشعاً، ثم فاجأه الموت فإنه لم يفعل شئ سوى أن

ينبه الأحياء وخاصةً الذين يهربون عندما يُذكر الموت أمامهم؛ حيث يوضح لهم أن الموت ليس له وقت معين ليأتي به.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أوضح المفتي أن عدم نطق الشهادة قبل الموت ليس دليل أيضاً على سوء الخاتمة، فإذا كان الإنسان خاشعاً، مراقباً لربه في شتى أمور حياته ومات ولم يستطع نطق الشهادة فربما يكون الذكر في قلبه وذكر القلب أعظم من ذكر اللسان.

هل موت الغفلة شهادة

وردت درجات الشهادة في الحديث النبوي الذي جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما تعدون الشهيد فيكم؟ فقالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد. فقال إن شهداء أمتي إذاً لقليل قالوا فمن هم يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد” قال ابن مقسم: أشهد على أبيك في هذا الحديث أنه قال: والغريق شهيد”

وفي رواية المسند وغيره “والمرأة تموت بجمع”. هذا، وقد جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن موت الفجأة راحة للمؤمن؛ حيث قالت “سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة فقال: “راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر”.

ما الفرق بين موت الفجأة وموت الغفلة

موت الفجأة أن يموت الإنسان في كامل صحته وعافيته، أما موت الغفلة فهو أن يموت الإنسان وهو غافل عن آخرته وكلاهما يشتركان في الوقوع بلا سبب سابق مؤدي له مثل المرض أو المشقة التي تكون قبل سكرات الموت.

ومن الجدير بالذكر، أن موت الفجأة يكون رحمة بالمؤمنين من الله سبحانه وتعالى.

فمن المعلوم أن الموت يكون خيراً لصاحبه إن كان من الصالحين، والملتزمين بأداء الطاعات التي تقربه من الله سبحانه وتعالى، كما أنه يكون مغفرة للعبد فلا يشعر بشدة سكرات الموت قبل موته.

وإن شعر بشدة وصبر عليها فيكون صبره سبب في تكفير سيئاته ورفع منزلته ومكانته عند الله عز وجل. هذا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله“.

اقرأ أيضًا.. خطبة عن الغفلة عن الموت وآيات عن موت الغفلة وأهم الأدعية.

كيفية الاستعداد للموت

كيفية الاستعداد للموت

على العبد المسلم أن يكون مستعداً دائماً للقاء ربه، فيحرص على القيام بالطاعات والعبادات التي تجعله قريباً من ربه وعلى استعداد للموت مثل أن يقوم بما يلي:

1 ـ التوبة الصادقة

يجب على كل مسلم أن دائم التوبة والإنابة والرجوع إلى الله تعالى، ويكون ذلك من خلال الإقلاع التام عن المعصية، والندم على ارتكابها، والعزم على عدم العودة إليها مرة ثانية.

كما يجب عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها سواء من المال أو من غيره. هذا، وتعرف حالة التائب بأن يظل على خوف من الله، وكثر من الاستغفار والدعاء.

2 ـ الالتزام بأداء الفرائض

يجب على كل مسلم أن يلتزم بما فرضه الله عليه من أوامر، وواجبات، وفرائض ويبتعد عن التقصير في أي جانب منها.

فعليه أن يلتزم بأداء الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وَيمتثل لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ“.

3 ـ تذكير النفس بالموت

يجب على العبد المسلم أن يذكر الموت ويتذكره في كل وقت، فإن ذلك يعينه على أداء العبادات دائماً والقيام بالطاعات دون فتور وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم “أكثِروا ذِكْرَ هادمِ اللَّذاتِ الموتِ“.

4 ـ حسن الظن بالله عز وجل

يجب أيضاً على العبد أن يحسن الظن بربه عز وجل بأنه سيغفر له ذنوبه ويتجاوز عن سيئاته قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم “أنا عندَ ظنِّ عبدي بي فلْيظُنَّ بي ما شاء“.

الأسئلة الشائعة عن موت الغفلة

سنقدم لك فيما يلي أكثر الأسئلة شيوعاً حول موت الغفلة والتي منها

ما هو الموت؟

الموت هو النهاية الحتمية لكل البشر، والحقيقة الصادقة في الدنيا وذلك بدليل قول الله تعالى “كل نفسٍ ذائقة الموت“.

كما أن الموت هو الشيء الوحيد الذي يثير الرهبة والخوف في قلوب كل البشر، فالموت يثير الخوف في قلوب الصغير والكبير، والغني والفقير.

هل يشعر الموتى بقرب وقوع الأجل؟

لا أحد من البشر يعلم باقتراب وقوع أجله؛ لأن الموت يأتي فجأة قال تعالى ” ولكل أمةٍ أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون“.

فلا يوجد إنسان كائنٍ كان يعلم بوقت موته؛ لأن الموت والساعة علمهُما عند الله، ولكن قد يرى الرجل المؤمن أو المرأة الصالحة رؤيا تبشره بمقعده في الجنة.

في النهاية على الإنسان أن يستعيذ من موت الغفلة كما علمنا النبي، ويكون على استعداد دائم للقاء الله فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “من أحب لقاء أحب الله لقائه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى