إسلاميات

ماهو صيام التطوع؟ | النية في صيام التطوع | حكم صيام التطوع

إن الصيام من خير العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: ” قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ..”

وهناك الكثير من الأحكام التي يتساءل عنها البعض حول صيام التطوع، وفي هذا المقال سنعرض لكم بعضًا من هذه الأحكام، فتابعوا معنا المقال التالي. 

النية في صيام التطوع

من المعلوم لنا أن صيام الفرض لا يصح إلا بتبييت النية لذلك مسبقًا، وأما بالنسبة لصيام التطوع، فالأمر مختلفٌ فيه على قولان وهما كالآتي: 

 1- رأي الجمهور 

  • يرى جمهور العلماء عدم اشتراط تبيين النية في صيام التطوع، وإنما الشرط عندهم ألا يحدث أي منافٍ للصوم من طلوع الفجر إلى وقت نية الصوم.
  • واستدل أصحاب هذا الرأي بحيث السيدة عائشة ضي الله عنها حيث قالت: “دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: “هل عندكم شيء؟ فقلنا: لا. قال: فإني إذن صائم”. ثم أتانا يوماً آخر فقلنا يا رسول الله: أهدي لنا حيس، فقال: “أرينيه فلقد أصبحت صائماً” فأكل”
  • كما استدل جمهور العلماء بآثار عن بعض الصحابة رضي الله عنهم، والتي ذكرت في تعليقات البخاري في صحيحه، حيث قال قال: وقالت أم الدرداء كان أبو الدرداء يقول: عندكم غداء؟ فإن قلنا لا، قال: فإني صائم يومي هذا. ثم قال البخاري: وفعله أبو طلحة، وأبو هريرة، وابن عباس وحذيفة رضي الله تعالى عنهم.

2- رأي المالكية

  • يرى أصحاب هذا الرأي اشتراط تبييت النية في صيام التطوع كما هو في الفرض أيضًا.
  • وقد استدلوا على رأيهم هذا ما روي عن أم المؤمنين حفصة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له”. وفي رواية “من لم يبيت الصيام..”
  • وبناءً على ما استدلوا به فهم يرون أن اللفظ الوارد في الحديث هو لفظ عام، يشمل الفرض والتطوع، مما يتبين منه ضرورة تبييت النية في صيام التطوع أيضا كما الحال في صيام الفرض. 

ونهايةً يرى جمهور العلماء أن حيث السيدة حفصة مخصص بحديث السيدة عائشة رضي الله عنهما، كما يرون أن تأويل المالكية لهذا الحديث تأويل فيه تكلف.

اقرأ ايضاً: نصائح عامة في الدين والحياة مفيدة

صيام التطوع بدون سحور

صيام التطوع أو غيره بدون سحور هو صيام صحيح، وإليك تفصيل الحكم في الآتي: 

  • بشكلٍ عام، إن السحور لا يعد شرطًا في صحة الصيام، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إليه ويتبين ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: ” تسحروا فإن في السحور بركة”، كما قال صلى الله عليه وسلم: ” فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر”
  • ويستحب للمسلم أن يحافظ على سحور لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ولما فيه من إعانةٍ للصائم على إكمال صيام يومه دون مشقةٍ أو تعب كبير. 

هل يجوز صيام التطوع على جنابة؟

سواءً كان صيام تطوع أو قضاءٍ أو فرض، فيجوز للمسلم إذا أجنب في الليل أم أصبح صائمًا ولم يغتسل إلى بعد طلوع الفجر أن يكمل صيامه، ويكون صحيحًا، وإليك تفصيل هذا الحكم: 

  • هناك العديد من الأحاديث التي دلت على صحة صيام من أصبح على جنابة ثم اغتسل بعد الفجر، وذلك سواءً كان هذا الصيام تطوعًا أو فرضًا أو كان قضاءً.
  • ومن تلك الأحاديث حديث عائشة رضي الله عنها: ” ن رجلاً قال: يا رسول الله تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم، فقال: لست مثلنا يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال: والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي” 
  • وقد روت عائشة وأم سلمة: ” أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصبح جنباً من جماع ـ غير احتلام ـ ثم يصوم في رمضان”، وعن أم سلمة قالت: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من جماع ـ لا حلم ـ ثم لا يفطر ولا يقضي” 
  • ويتبين لنا من الأحاديث السابقة أن من أصبح جنبًا واغتسل بعد الفجر فصومه يعد صحيحا ولا قضاء عليه، وذلك إن كانت تلك الجنابة عن جماعٍ أو غيره على حدٍ سواء.
  • وإلى هذا الرأي ذهب جمهور علماء المسلمين وأجمعوا على جواز ذلك. 

هل صيام التطوع يجبر نقص صيام الفريضة؟

يتساءل البعض هل يمكن لصيام التطوع أن يجبر النقص في صيام الفريضة، وإليك الإجابة فيما يلي: 

  • يدل ظاهر السنة أن الله تبارك وتعالى يكمل النقص الوارد في فريضةٍ من نوافلها، وإن دل ذلك على شيء فإنما هو يدل على رحمة الله تعالى ورأفته بعباده. 
  • ودليل ذلك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه: ” إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يكون سائر عمله على ذلك” 
  • ويدل الحديث السابق على ما ذكرناه، وهو أن النقص في الفرائض يجبره الله تعالى من النوافل والتطوع، وذلك سواءً في صيام أو صلاة أو غيرها من العبادات المفروضة على المسلمين.
  • ورحمة الله تعالى واسعة، فهو عز وجل قد يجبر نقص الفرائض ببلاءٍ مكفر للذنوب، أو بحسناتٍ أخرى، أو حتى بلا أي سببٍ أو عملٍ من العبد نفسه. 
  • ويتبين لنا مما سبق أن صيام التطوع نعم قد يجبر من نقص صيام الفريضة والله أعلم. 

تعرف على فضل صيام الاثنين والخميس الصحية والأيام البيض من كل شهر

صيام التطوع للحامل

للحامل حالة صحية خاصة عن أي امرأة أخرى، فهي قد تجد في الصوم مشقة تحول بينها وبين إتمام الصيام، والإفطار للحامل قد يكون جائزًا أو واجبًا أو حرامًا وذلك للآتي: 

  1.  يجوز للحامل الفطر إذا شق عليها الصيام وإن لم يكن يضرها.
  2. ويجب عليها الفطر إذا كان الصيام قد يلحق بها أو بجنينها الضرر
  3. ويحرم عليها الإفطار في حين لم يكن الصيام يشق عليها أو يضرها هي أو جنينها. 

وأما عن صيام التطوع لها فهو جائز ومستحب إن كانت تقدر عليه، ويحرم عليها إتمام الصيام إن كان يضرها هي أو جنينها كما أوضحنا في السابق، ولكنها لا تأثم إن تركته وإن لم يلحقها به ضرر أو مشقة. 

حكم صيام التطوع قبل القضاء

اختلف الفقهاء في حكم صيام التطوع قبل قضاء ما فات من أيام رمضان على رأيان وهما: 

1- أنه يجوز للمسلم أن يبدأ بصيام السنن لأن وقتها ضيق، وأما القضاء فوقته واسع.

  • وعلى ذلك فلا مانع من أن يصوم يوم عرفة أو الاثنين والخميس أو غيره قبل أن يقضي ما عليه من رمضان.
  • والدليل في ذلك أن القضاء ليس واجبًا على الفور.

2- ويرى أصحاب الرأي الثاني أنه ينبغي على المسلم أن يقضي ما فاته قبل أن ينوي التطوع.

  • ودليلهم على ذلك أن النافلة لا تؤدى قبل الفريضة.

والرأي الأول هو رأي الأول، وقد قال أهل العلم في ذلك: ” ما دام الوقت موسّعاً فإنه يجوز أن يتنفّل، كما لو تنفّل قبل أن يصلي، فمثلاً الظهر يدخل وقتها من الزوال وينتهي إذا صار ظل كلّ شيء مثله، فله أن يؤخّرها إلى آخر الوقت، وفي هذه المدّة يجوز له أن يتنفّل، لأن الوقت موسّع.” 

 

نهايةً، نتمنى أنك الآن ملم بكل الأحكام التي تخص صيام التطوع، نسأل الله أن يتقبل منا وإياكم صالح الأعمال.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى