إسلاميات

ماهي نواقض الإسلام العشرة وماهو شرح نواقض الإسلام مختصرة

محتويات

محتويات المقالة

    1. ما هي نواقض الإسلام
    2. شرح نواقض الإسلام
    3. هل نواقض الإيمان تخرج من ملة الإسلام
    4. شرح نواقض الإسلام لابن عثيمين
    5. أفضل كتب نواقض الإسلام pdf
    6. نواقض الإسلام عند الأئمة الأربعة
    7. التوبة من نواقض الإسلام
    8. شرح نواقض الإسلام للشيخ صالح الفوزان mp3

حذر الله سبحانه وتعالى في آيات كريمات عدّة من مفسدات ونواقض الإسلام، فقد أنزل تعالى الإسلام وبعث النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” لإكمال دعوته، وإرشاد العباد للتسليم لطاعة الله عز وجل وإبعادهم عن الشرك والكفر، وقد ذكر علماء وأئمة الإسلام أنواع عدة من نواقض الإسلام، وحذروا من فعلها لأنها تخرج عن الملة وتكون مهد للكفر.

اقرأ أيضاً أفضل كتب دينية للمبتدئين وكتب الفقه الإسلامي pdf

ما هي نواقض الإسلام

أمر الله عز وجل جميع خلقه بعبادته وحده لا شريك له، وطاعته واجتناب كل ما يخالف أمره ويعصيه، وقد أرسى الله تعالى أمور طاعته ونواهيه في رسالة الإسلام، وحدد سبحانه نواقض الإسلام ليكون المسلم على دراية بها،  وتتمثل نواقض الإسلام في عشرة أمور، هي:

1- الشرك في عبادة الله تعالى

يعتبر الشرك بالله من أول النواقض والمفسدات التي تبطل عمل المرء وتضعه في دائرة الكفر، فمع الفتن ومغريات العصر الحالي الذي نعيشه، يصبح الإنسان مسلماً ويمسي كافراً، لذا وجب على كل مسلم مؤمن أن يتجنب فتن الدنيا وأن يعبد الله عز وجل خالصاً.

فالشرك بالله هو أصل كل شر ومكر وعواقبه شديدة، حيث يصبح الإنسان مخلداً في النار يتعذب فيها، ويغفر الله جميع الذنوب على عباده طالما استغفروا، إلا الشرك بالله لا يقبله الله ولا يغفره.

2- اتخاذ وسطاء بين العبد وربه

عندما يتخذ المرء وسيطاً بينه وبين ربه لتحقيق غرضه ومراده، فإنه يصبح كافراً، ويعتبر ذلك بإجماع من علماء المسلمين، فلا يحتاج العبد لوسيط أو وسيلة تقربه من ربه، فالله دائماً في كل مكان وفي كل وقت وميعاد.

3- إبغاض وكره الأمور التي جاء بها رسول الله “صلى الله عليه وسلم”

يكفر المرء عندما يبغض الأمور التي جاء بها الرسول “صلى الله عليه وسلم”، ويصبح عمله باطلاً، حيث قال تعالى “ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ”  (محمد، 9).

4- الاعتقاد بأن هناك هدي غير هدي النبي “صلى الله عليه وسلم” أتم وأكمل من هداه

من يفضل حكم الطواغيت أو الكفار ويعتبر أهدى وأتم من حكم الرسول “صلى الله عليه وسلم” والصحابة والتابعين، فقد ضل سواء السبيل، لأن الله عز وجل بحث النبي لإتمام رسالة التوحيد وهداية البشرية جميعاً إلى طريق الخير والصلاح، فمن تبع هداه فقد اهتدى ومن ضل فقد ضل ضلالاً بعيداً.

5- عدم تكفير ورفض المشركين أو الشك في كفرهم

يصبح المرء كافراً عندما يقبل بعمل الكافرين ومذهبهم، ولم يشكك في كفرهم ومذهبهم، فالكفر ضلال مبين، وعلى كل مسلم مؤمن غيوراً وحريصاً على دينه أن يكفر ويبغض من عمل الكفار والمشركين ويرفضه.

6- اتباع السحر وأعمال الشياطين

من ارتضى بالسحر وعمله واتبع العرافين والدجالين فقد بطل عمله وأصبح كافراً، فالسحر من الشرور وعمل الشياطين التي تأوي بالإنسان إلى دائرة المهالك، سواء كان السحر عطفاً أم صرفاً.

7- الظن أن البعض يمكنه الخروج عن شرع رسول الله محمد “صلى الله عليه وسلم”

من يظن بأنه يمكنه الخروج من شريعة النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” ولا يجب إتباع سنته وإطاعة أوامره فهو كافر وقد بطل عمله في الدنيا والآخرة.

8- مناصرة المشركين والكفار ومظاهرتهم ضد المسلمين

من يتبع طريق الكفار ويساندهم في أمرهم على حساب المسلمين فقد ضل السبيل وكفر، فمن يتبع طريق الكفار فقد اتبع طريق الضلال.

9- الإعراض عن آيات الله عز وجل

من يعرض عن تعلم دين الله وتدبر آياته فقد ضل ضلالاً كبيراً، وأجمع علماء المسلمين على أنه كافراً، وسوف يلقى عقاباً كبيراً من الله لارتكابه هذا الفعل الإجرامي.

10- الاستهزاء بشريعة الرسول “صلى الله عليه وسلم”

يكفر المرء عندما يستهزأ من الدين الذي يدعو إليه الرسول “صلى الله عليه وسلم” والتقليل من الشريعة التي يفرضها الرسول على المسلمين لإرساء قواعد الدين.

شرح نواقض الإسلام

شرح نواقض الإسلام

أرسل الله عز وجل رسوله بدين الحق وأمرهم باتباع هداه والابتعاد عن نواهيه، وذكر علماء ومفكري الأمة الإسلامية العديد من الأمور التي تنقض الإسلام وتفسده، وفيما يلي شرح هذه النواقض:

1- الشرك في عبادة الله تعالى

يُعد الشرك بالله عز وجل هو أكبرالذنوب والكبائر التي لا يغفرها الله عز وجل، حيث يغفر الله دون ذلك إلا الشرك بالله، وذكر عز وجل ذلك في كتابه الجليل، حيث قال تعالى “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ “(النساء: 48)، وقوله تعالى “إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ” (المائدة، 72)، ويشرك العبد بالله عندما يأتي بأمور مثل التقرب لغير الله بالذبح، كالذبح في المقابر والذبح للدجالين والعرافين والجن، والتبرك بالأموات والاستغاثة بهم دون الله.

2- اتخاذ وسطاء بين العبد وربه

يكفر المرء عندما يجعل بينه وبين ربه وسيط أو قربان، يطلب من هؤلاء الوسطاء الشفاعة له عند الله عز وجل ويدعوهم، ويتوكل عليهم في أمور حياته، وقد خصصت آيات كثيرة لتحريم هذا العمل، حيث يعتبر من مفسدات الإسلام والتي تخرج العبد عن ملته، ومن آيات الله، قوله تعالى “أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ” (الزمر، 3)، “وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ” (يونس، 106).

3- إبغاض وكره الأمور التي جاء بها النبي “صلى الله عليه وسلم”

يخرج عن دائرة الإسلام من يستثقل ويبغض شيء أتى به الرسول “صلى الله عليه وسلم” حتى لو عمل به، فإنه كافر.

 وقد وصف الله سبحانه وتعالى حال المنافقين، بسبب نفاقهم لرسول الله، حيث يثبتوا على كلامه بأقوالهم، لكن يخالفوه بأفعالهم، وقال تعالى “إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ” (المنافقون، 1). 

يظهر المنافقون بأنهم مسلمون ويأتون شعائر الدين الإسلامي ويحبونها، لكن في الباطن يخالفونها ويبغضونها، “وَإِذَا جَاؤُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ” (المائدة، 61).

4- الاعتقاد بأن نهج غير النبي “صلى الله عليه وسلم” أكمل وأتم من نهجه

من يفضل حكم المشركين أو الظالمين على حكم النبي “صلى الله عليه وسلم”، أو من يرى بأن حكم غير النبي هو أكمل وأهدى من حكمه فقد كفر وخرج عن ملة الإسلام. 

وتظهر فئة في هذا العصر تصرح بأن حكم الرسول “صلى الله عليه وسلم” في قطع يد السارق ورجم الزاني، وغيرها من أمور اكتمال الدين لا تناسب محدثات هذا العصر، فإن هذا الكلام كفر وينشر الفجور والكبر والفسوق.

 ومن يصدق عليه فقد نقض إسلامه وفسد، وقال تعالى “فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” (النساء، 655).

تكثر القوانين الوضعية في عصرنا هذا، ومن وضعها يلزمون الناس بإتباعها والسير عليها كأنها نهج ودليل مرشد، وقد جاء في قوله تعالى “أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ” (المائدة، 50).

5- عدم تكفير أو قبول المشركين أو الشك في كفرهم

 قد أجمع علماء وأئمة الإسلام بأن من لم يكفر حكم المشركين ومذهبهم أو يشكك فيهم، فإنه كافر وخارج عن ملة الإسلام. وقد كفرهم الله تعالى في قرآنه الكريم، بسبب عداوتهم للإسلام وضلالهم وكذبهم وافترائهم على الرسول “صلى الله عليه وسلم” والمسلمين، ويقبل إسلام العبد خالصاً بتكفيره للمشركين، ومن يقبل كفرهم وشركهم فهو كافر مثلهم.

وتقوم أسس الإسلام على التوحيد بالله الواحد الأحد وعدم الشرك به، وعلى اتبع ملة الإسلام وهدى النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” وتكفير أهل الشرك والضلال، وقد قال تعالى “فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (البقرة، 256).

6- اتباع السحر وأعمال الشياطين

من يتبع العرافين والدجالين، ومن فعله أو قبل به فقد كفر بالله تعالى، وقال عز وجل “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” (البقرة، 102).

ينجرف كثير من البشر إلى السحر، اعتقاداً منهم بأنه سوف يحقق مرادهم، فمثلاً يلجأ البعض إلى الصرف، أي صرف الرجل عن زوجته أو المرأة عن زوجها وأبنائها، ومنهم من يلجأ إلى العطف عن طريق السحر أي جلب الرجل إلى امرأة ليهيم بها حباً، والسحر شر وكفر  مكروه في جميع الشرائع السماوية.

7- الظن أن البعض يمكنه الخروج عن شرع النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”

يكفر المرء باعتقاده بأن يمكن للبعض الخروج عن شريعة النبي “صلى الله عليه وسلم” مثلما خرج الخضر عن شريعة النبيموسى “عليه السلام”، لأن ذلك كفر بآيات الله عز وجل، حيث قوله تعالى “وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (الأنعام، 153).

فعندما يأتي النبي عيسى “عليه السلام” أخر الزمان، فإنه يتبع شريعة النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”، فالشريعة الإسلامية هي الشريعة الباقية والدائمة ليوم القيامة، وهي مفروضة على الجميع، ولا ينبغي لأحد بأن يخرج عليها، وأكد عز وجل هذا الكلام في قوله تعالى “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” (آل عِمْرَان، 185).

8- مناصرة المشركين والكفار ومظاهرتهم ضد المسلمين

يكفر ويخرج عن شريعة الإسلام من يتبع خٌطى المشركين والكفار، ويوليهم أمره دون المسلمين، حيث قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (المائدة، 51).

9- الإعراض عن آيات الله عز وجل

من يعرض عن دين الله ويكفر بآياته فهو كافر بإجماع علماء المسلمين، ومن يعرض عن تعلم الدين فقد نقض وفسد إسلامه، حيث قوله تعالى “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ” (السجدة، 22).

فمن يعرض بسمعه وقلبه وجوارحه عن تعلم أصول الدين الإسلامي، والتي بمقتضاها يكون المرء مسلماً وإسلامه صحيحاً، فقد كفر.

10- الاستهزاء بشريعة الرسول “صلى الله عليه وسلم”

يكفر من يستهزأ بشيء من الدين، ومن يقلل من أمور الثواب والعقاب، وقد أكد الله تعالى في قوله “قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ” (التوبة، 65)، فيكفر المرء إذا استهزأ بآيات الله وبأحكامه حتى لو كان الأمر مزاحاً وليس بجدي.

ومن يفعل ذلك فقد يلقى عقاباً جازماً وشديداً، حيث قال تعالى “الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ” (المطففين: 29، 30) وقوله تعالى “الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” (التوبة، 79).

وقد حذر الله عز وجل عن مصاحبة ومجالسهم هؤلاء المستهزئين، الذين يسخرون من آيات الله، وأن من خاطبهم أو جلس بينهم فهو مثلهم، وقال عز وجل” وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ” (النساء، 140).

ينبغي على المسلم العاقل الراشد أن يحذر هذه النواقض، حتى لا يفسد عمله، فهذه النواقض من الكفر والشرك الأكبر التي تخرج الإنسان عن الملة وتضعه في دائرة خارج دائرة الدين الإسلامي.

هل نواقض الإيمان تخرج من ملة الإسلام

تصب نواقض الإيمان في ثلاثة قوالب، على الرغم من تعددها في تفاصيلها، وتتركز الثلاثة أنواع في:

1- النواقض الاعتقادية

تتمثل النواقض الاعتقادية في الاعتقاد بأحقية الذبح لغير الله، والاعتقاد بأن هناك قُوَى أخرى له اليد في تدبر وتسيير الكون غير الله عز وجل، وبأن الكهنة والعرافين مطلعين على الغيب الذي لا يعلمه سوى الله عز وجل.

يكفر الإنسان عندما يجحد ويكذب بآيات الله عز وجل وبالفرائض المحكمة والمنزلة في القرآن الكريم والسنة النبوية، والشك في صدق النبي عز وجل وفي أحكام الله.

استحلال الأمور المحرمة، والمجموع على تحريمها في عموم الدين، مثل: الزنا، لحم الخنزير، أكل مال اليتيم، وغيرها من الأمور الواضحة في تحريمها.

2- نواقض الإيمان العقلية

الازدراء والاستخفاف بالقول والفعل لله تعالى ورسله وكتبه، يفسد عقيدة الإنسان ويبطل جميع أعماله من الصلاح والخير. كما يعتبر إنكار الأمور الواضحة والمعلومة في الدين مثل الرسل، الملائكة، الجن، الموت، عذاب القبر، وغيرها من الأمور الراسخة في العقيدة، من نواقض الإيمان العقلية.

تُعد ادعاءات النبوة والتنجيم بالغيب مثل الكهنة والعرافين، والاستدلال بذلك عن طريق حركة النجوم من الأمور المنافية للعقيدة وللقرآن الكريم المنزل من الله عز وجل.

3- نواقض الإيمان العملية

الشرك بالله عن طريق التقدم والتقرب لغير الله بالذبح والنذر وتقديم القرابين وكذلك الكوع والسجود.

اللجوء إلى السحر وإتباع الأسلوب الورقي في كتابة الطلاسم والتعاويذ واستخدام الشياطين في ضرر الغير، ويكفر الإنسان عندما يسلط الشياطين على المسحور، وأكد الله عز وجل في كتابه: “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” (البقرة، 102).

الاستهانة وإهمال الكتب السماوية وتلوينها أو تركها تحت الأقدام، وتكفير المسلم، حيث قال الرسول “صلى الله عليه وسلم” (مَنْ دَعَا رَجُلاً بِالْكُفْرِ، أَوْ قَالَ: عَدُوّ الله، وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَ عَلَيهِ) متفق عليه أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب ما ينهى عن السباب واللعان.

ولقد أجمع جموع الأئمة وعلماء الدين بأن نواقض الإيمان تخرج من ملة الإسلام وتضع الإنسان في دائرة الشرك والكفر، لكن منقصات الإيمان لا تخرج من ملة الإسلام.

شرح نواقض الإسلام لابن عثيمين

تعود نواقض الإسلام إلى الجحود والاستكبار، فالنواقض في العموم هي كل شيء يخالف الدين، حيث يجحد الإنسان على طاعات الله وأمره، ويستكبر القيام بما يجب فعله لإتمام الدين، مثل:

أولاً: الجحود

لكي يكتمل دين المرء بدون نواقض، يجب عليه استيفاء شروط الإيمان الستة، والتي  تتمثل في: بالله وملائكته وكتبه ورسله، والقدر بما يحمله من خير وشر، ومن يجحد بأحد هذه الشروط، فقد كفر ونقض إسلامه.

ثانياً: الاستكبار

يكفر المرء عندما يستكبر عن الأمور التي يكون تركها كُفراً، مثل ترك الصلاة وعدم الصيام، فإذا أقر الإنسان الصلاة ولكنه أنكر وجوبها فهو كافر، ويكفر المرء أيضاً إذا أدى الصلاة ولكنه أنكر وجوبها.

ومن ينتقض إسلامه ويصبح كافراً، فهو كافر مرتد عن الإسلام، فلا يجوز الصلاة عليه أو غسله وتكفينه وصلاة الجنازة عليه ودفنه في مقابر المسلمين.

يعتبر الاستهزاء بشعائر الدين مثل أركان الإسلام  كالشهادة والصلاة والصوم والزكاة والحج، والاستخفاف بالجنة والنار والعقاب والثواب وعذاب القبر، وكذلك الاستهتار بالمصليين، وطواف الحجاج حول الكعبة، ناقضاً من نواقض الإسلام يخرج الإنسان من الملة ويضعه في دائرة الكفر.

أفضل كتب نواقض الإسلام pdf

أنزل الله عز وجل رسالة الإسلام على رسوله الكريم “صلى الله عليه وسلم” وبعثها للبشرية جميعاً، كما حدد بعض النواقض التي تخرج المرء عن الملة، وخصصت في عشرة نواقض كما ذكرنا سابقاً، وتوجد العديد من الكتب التي تتناول شرح مفصل لنواقض الإسلام، أي المفسدات التي تأوي بالمرء إلى دائرة الكفر، ومن بين هذه الكتب:

1- كتاب نواقض الإسلام للإمام محمد بن عبد الوهاب

يعتبر كتاب نواقض الإسلام للإمام محمد بن عبد الوهاب من أهم الكتاب المتناولة لنواقض الإسلام، حيث يعتمد عليه الكثير من باحثي ودراسي الدراسات العقائدية يولوه اهتمامات كبرى.

شرح كتاب نواقض الإسلام للإمام محمد بن عبد الوهاب

يدعو هذا الكتاب إلى دعوة المسلم للتمسك بالعقيدة الإسلامية من خلال إتباع أوامر الله عز وجل وخطوات النبي “صلى الله عليه وسلم” والبعد والحذر مما يخالف ذلك، ويستعرض الكتاب أسباب الردة وأنواع الشرك والكفر بالله، من خلال القيام بمجموعة من النواقض التي يخرج بها عن ملة الإسلام وتحل ماله ودمه، ويستعرض شيخ الإسلام بن عبد الوهاب هذه النواقض في كتابه موضحاً شرحها.

نبذة عن كتاب نواقض الإسلام للإمام محمد بن عبد الوهاب

يعود تأليف هذا الكتاب إلى شيخ الإسلام “محمد بن عبد الوهاب التميمي”، ويقع كتاب نواقض الإسلام للإمام محمد بن عبد الوهاب ضمن فئة الكتب المتخصصة في علوم العقيدة وأنواعها، مثل: مثل علوم الحديث والفقه والسيرة وغيرها من التخصصات.

2- كتاب العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة

يعتبر كتاب العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة عبارة عن مجموعة من الدروس التي ألقاها الشيخ عبد الحميد بن باديس على تلاميذه، حيث يعتمد هذا الكتاب في شرحه على نشر الثقافة القرآنية، عبر إحياء فضيلة التقصي والتدبر عبر العقل.

شرح كتاب العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة

يعتمد هذا الكتاب في شرحه على القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة لتفصيل أصول العقيدة الإسلامية بطريقة صحيحة وسليمة، لهداية الناس إلى اتباع الطريق الصحيح والبعد عن نواقض الإسلام التي تخرج المرء عن الملة.

نبذة عن كتاب العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة

الكتاب عبارة عن مجموعة من الدروس الدينية التي يلقيها الإمام عبد الحميد بن باديس على تلاميذه في الجامع الأخضر بمدينة قسطنطينة بالجزائر، تصل مدتها لثمانية أشهر، ويعتمد على معاني الإيمان والإسلام لاتباع الهدى.

نواقض الإسلام عند الأئمة الأربعة

قد اتفق أئمة العلماء على العشرة نواقض للإسلام تبعاً لشرح الإمام محمد بن عبد الوهاب إلا أمر وحيد وهو خاص بالسحر، حيث أجمع العلماء على أن بعض أشكال السحر تعد ناقضة للإسلام، وحدد الأئمة الأربعة نواقض الإسلام على النحو التالي:

1- الشرك بعبادة الله تعالى

 عبادة غير الله أو الاستعانة والتوكل بغير الله، والدعاء والتقرب لغير الله سواء بالصلاة أو الذبح أو غيره، وكلها من أمور نواقض الإسلام التي أكدت عليها أدلة القرآن الكريم والسنة النبوية.

2- طلب الشفاعة من الوسطاء

أي التضرع لغير الله من الأصناع والعباد، ومن البعض من يجعل من الملائكة والأنبياء وسطاء ليكونوا شفعاء لهم عند الله عز وجل، وجلب المنافع وتفريج الكروب.

3- تقبل شرك وكفر المشركين وعدم الشك في مذاهبهم

 أجمع أئمة الإسلام على أن من لم يكفر المشركين ويتقبل مذهبهم وملتهم فهو كافر مثلهم.

4- الاعتقاد بأن هدى غير النبي “صلى الله عليه وسلم” هي أتم الهدى وأكملها

مثل من يتبع القوانين والسنن التي يضعها البشر عوضاً عن اتباع مصادر الشريعة الإسلامية “القرآن والسنة”.

5- كره الأشياء التي أتى بها الرسول “صلى الله عليه وسلم”

 من يبغض أمور الدين والأوامر التي أمر بها النبي والنواهي التي نهى عنها فقد كفر حتى لو اتبعها.

6- اتباع السحر

لم يجمع علماء الإسلام على هذا الناقض في جميع صوره، فمن يأتي بالسحر ويتبع الكهنة والعرافين فهو كافر.

7- الاستهزاء بالدين

 أجمع علماء المسلمين على من يسب الدين أو يحقر من شأنه، ومن يستهزأ بآيات الله ورسوله فقد كفر وخرج عن الملة.

8- مناصرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين

 أجمع أئمة الإسلام على أن من يولي حزب الكفار على المسلمين ويتبع مذهبهم ويناصرهم ضد أبناء ملته فقد كفر وضل السبيل.

9- الاعتقاد بأن يمكن للبعض الخروج عن شريعة الإسلام

 كفر أئمة الإسلام الأربعة من يضرب عن اتباع أوامر الدين، ومن يظن بأنه يمكنه الخروج عن شريعة النبي “صلى الله عليه وسلم”.

10- الإعراض عن تعلم ما جاء به النبي “صلى الله عليه وسلم”

كفر جميع أئمة الإسلام من يعرض ويولي عن تعلم أمور الدين، ويعتبر إسلامه ناقصاً، لأن هذه الأمور من مواطن نواقض الإسلام.

التوبة من نواقض الإسلام

إذا ندم العبد وتاب توبة نصوحاً وتخلص من أي ذنب يعتبر ناقضاً من نواقض الإسلام، فإن الله عز وجل يتوب عليه، فباب التوبة إلى الله هو دائماً مفتوح أمام العبد طوال الوقت، حيث قال تعالى “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور، 31).

نواقض الإسلام هي مبطلات الإسلام، وتتمثل في أسباب الردة، والتي بمقتضاها يخرج المرء عن الملة ويدخل ضمن دائرة الكفر، ويُعد الشرك بالله من أكبر هذه النواقض، وغيرها من الأمور مثل  استحلال ما حرم الله، كالزنا وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير وغيرها من المحرمات.

شرح نواقض الإسلام للشيخ صالح الفوزان mp3

يتوافر شرح نواقض الإسلام للشيخ صالح الفوزان عبر سلسلة من المحاضرات الصوتية، والتي يستعيد من خلالها الشرح المجدد لنواقض الإسلام للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وأيضا أهم جوانب هذه النواقض وما تمثله من خطر يخرج المسلم من ملته ويجرده من عقيدته، وقد يرتد المسلم عن دينه من خلال قيامه بأشكال عدة من النواقض، ويتوافر شرح كل ذلك من خلال هذا الرابط

اضغط هنا

في الختام نصل إلى تحديد علماء وأئمة الإسلام نواقض الإسلام في عشرة نواقض، يأتي الشرك والكفر بالله في مقدمتهم، وهي من أسباب الردة التي تخرج المرء عن دينه وملته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى