إسلاميات

ماهو فضل العلم والعلماء ومكانتهم | قصص عن فضل العلم والعلماء

أكدت نصوص الكتاب والسنة على فضل العلم والعلماء، وأكد الدين الإسلامي على فضل العلم وعلى مكانة العلماء الرفيعة، فالعلم هو الإرث الذي خلفه الأنبياء للبشر، ومن يسلك هذا الدرب ويتبعه يكون من ورثة الأنبياء. فالعلم طريق الجنة ونور يهتدي به الخلق في دينهم ودنياهم. العلماء هم قادة الناس وأخيرهم، فهم المستغفر لهم، لأنهم أعبد خلق الله وأخشاهم له سبحانه وتعالى، حيث قال تعالى: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” (فاطر،28).

اقرأ أيضاً آداب طالب العلم

نبذة مختصرة عن فضل العلم والعلماء

يعد العلم نعمة من نعم الله التي أنعم بها علينا، وهو الطريق للنور، ويرفع العلم من مكانة صاحبه ويعليه، ويصبح العالم ذا مكانة مرموقة في المجتمع، ويحترمه ويقدره الناس.

  • يرفع الله من مكانة العلم ومن يطلبه، ويجعل الشخص ذا مكانة عالية بين الناس، ويقول الشافعي: فلعل يوما إن حضرت بمجلس كنت الرئيس وفخر ذاك المجلس
  • وينقسم العلم لنوعين، علم ديني وعلم دنيوي، ويرى العلماء أن الأركان والعبادات لهم الأولوية في التعلم لاعتبارهم فرض عين ولهم فضل عظيم، بينما باقي العلوم الدنيوية كالطب والفلك والهندسة، تُعد من الأمور الهامة في الحياة والمجتمع ولا نقدر على الاستغناء عنها.
  • وكان نبي الله لقمان يحث ابنه ويوصيه على طلب العلم قائلا: “يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحي القلوب بنور الحكمة كما يحي الأرض الميتة بوابل من السماء”.
  • العلم أحد الطرق المؤدية إلى الجنة، وترضى الملائكة عن طالب العلم، ويستغفر من في السماوات والأرض للعلماء حتى الحيتان في الماء تستغفر لهم، والعلماء هم ورثة الأنبياء حيث ورثوا منهم العلم.

فضل العلم والعلماء في الإسلام

كان فضل العلم والعلماء في الإسلام عظيم؛ فنبغ العلماء المسلمون في مختلف العلوم، وبحثوا عن العلم في كل حدب وصوب، وكان الخلفاء يشجعون ما يقومون به، ويذكر أن الخليفة المتوكل كان يعطي المترجم الشهير (حنيني بن إسحاق) وزن ما كان يقوم بترجمته من الذهب.

  • دعا الإسلام إلى طلب العلم، وشد الرحال إليه، وعمل الرسول بجد لكي يتمكن من نشر العلم بين المسلمين، وفي غزوة بدر عندما انتصر المسلمون وأثروا المشركين، كان الرسول يجعل المشركين يعلمون عشرة من أبناء المسلمين، وذلك في مقابل أن يفدي بعض الأسرى منهم، وبذلك يتمكن المسلمون من التقدم ويساعدوا في نشر تعاليم الدين الإسلامي.
  • وهناك أمثلة كثيرة على نبوغ علماء المسلمين ومنهم أبو بكر الرازي والذي يعد أول من قام بأول عملية جراحية لإزالة الماء من العين، وجابر بن حيان أستاذ علم الجبر، وقد برعوا في مجال الكيمياء، بينما برع الحين بن الهيثم، نصر الدين الطوسي، والبيروني في مجال الفيزياء، وجميعهم علماء مسلمون أفادوا البشرية بما قدموه لنا من علم.
  • وقام أيضا علماء المسلمون ببناء أول المراصد الفلكية، وساهموا في نهضة المجتمع الإسلامي وتقدمه، فيقول المؤرخ (جوليفيهكستلو) واصفا للتقدم الإسلامي ونهضة علماء المسلمين به في كتابه (قانون التاريخ): “إن التقدم العربي بعد وفاة الرسول كان عظيما جرى أسرع ما يكون، وكان الزمان مستعدا لانتشار الإسلام، فنشأت المدينة الإسلامية نشأة باهرة، قامت في كل مكان مع الفتوحات بذكاء غريب ظهر أثره في الفنون والآداب والشعر والعلوم، وقبض العرب بأيديهم -خلال عدة قرون- على مشعل النور العقلي، وتمثلوا جميع المعارف البشرية فأصبحوا سادة الفكر، مبدعين ومخترعين ولا بالمعنى المعروف، بل بما أحرزوه من أساليب العلم التي استخدموها بقريحة وقادة للغاية، وكانت المدينة العربية قصيرة العمر، إلا أنها باهرة الأثر، وليس لنا إلا إبداء الأسف على اضمحلالها”.

فضل العلم والعلماء في تقدم المجتمع

فضل العلم والعلماء في تقدم المجتمع (2)

بالعلم والعلماء ترتقي الأمم وتتقدم وتنتشر فيها الأخلاق الحسنة، ويسودها الاطمئنان والسكينة والراحة، بينما المجتمعات الفقيرة للعلم، يسودها الجهل ويعم الفقر والمشاحنات بين أفراد هذا المجتمع، ويكثر البغض بين أفراده، وينتشر التخلف والمرض.

منذ القدم والعلم يعد هو الأساس لتقدم أي حضارة وتطورها، وهو الطريق لتقدم المجتمع وتطوره، ولا يتطور المجتمع إلا بتطور مجالات الحياة المختلفة كالصناعة، والزراعة، والهندسة، والطب، والصيدلة، والمثير من المجالات المختلفة الهامة.

وتقديرا لمكانة العلم، هناك عيد بمصر يسمى عيد العلم والذي يقام كل عام يوم ١٧ أغسطس، وكان أول احتفال به في عهد الملك فاروق، وتكرم الدولة الكثير من العلماء والطلاب المبدعين.

إذا استغنى الفرد عن العلم أصبح جاهل لا قيمة له وسط البشر، يعد العلم بمثابة الطعام والشراب بالنسبة للإنسان فلا يستطيع الاستغناء عنه، يتعلم الفرد ليصبح قادر على العمل على تقدم المجتمع وازدهاره ونموه.

تتقدم المجتمعات وتنهض بالعلم والعلماء، في مهد العلم والعلماء الطريق لتقدم المجتمع ويذللوا الصعاب التي تقف في الطريق لذلك، فيعلوا شأن المجتمع ويزداد تقدما وتكورا

تتميز المجتمعات المتقدمة بالرقي، بينما المجتمعات التي لا تهتم بطلب العلم ولا بالعلماء تصاب بالفقر والجهل والمرض والتخلف، وتنتشر بها البطالة.

بالعلم يُقضى على الجهل ويندثر، وينعم المجتمع بالراحة والعيش الكريم وبالعلم تنهض الأمم ويقوى اقتصادها، وتصبح قادرة على صنع حضارة مزدهرة.

ويجب أن يكون من ضمن أهداف الإنسان في الحياة طلب العلم، فلا قيمة للإنسان بدونه، ويعتبر العلم هو أساس الأخلاق الحسنة، فيجعل الإنسان يتسم بحسن الخلق والكرامة والعزة، ويزيد من ثقته بنفسه، ويجب على الإنسان مهما كانت ظروفه والصعاب التي تواجهه ألا يتوقف عن طلب العلم والتزود منه.

أحاديث عن فضل العلم والعلماء

إن طلب العلم سبيل وطريق يرجى صاحبه من اتباعه الهدى والنور، وتحقيق الرفعة والمكانة العالية بالمجتمع والعمل على مصلحة الأمة ونفعها، وقد ورد عن النبي “صلى الله عليه وسلم” أحاديث نبوية شريفة تحث على طلب العلم وتؤكد مكانة العلماء، حيث:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، وعن ابن عمر أيضاً قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يحمل من هذا العلم من كل خلف عُدُولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين” حديث حسن لغيره.

يخبر هذا الحديث عن أهمية صيانة العلم والأمانة في نقله، وأن الله سبحانه وتعالى يوفق في كل زمن عدولاً يحملون لواء العلم وينفون عنه التحريف، فالأصل في أهل العلم أن يكونوا عدولاً يجمعون بين العلم والعمل.

– قال الرسول “صلّى الله عليه وسلّم”: “سيأتيكُم أقوامٌ يطلبونَ العِلمَ فإذا رأيتُموهم فقولوا لَهُم مَرحبًا بوصيَّةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ واقْنوهُم”رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي سعيد الخدري
يؤكد هذا الحديث النبوي الشريف على اهتمام الرسول “صلى الله عليه وسلم” بالعلم والعلماء وإيلاه مكانه خاصة لطالب العلم، حيث دعا إلى ضرورة إكرام أهل العلم والترحيب بهم.

– عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا حسَدَ إلَّا في اثنتيْنِ: رجلٌ آتاهُ اللهُ مالًا، فسلَّطَهُ على هلَكتِه في الحقِّ، ورجلٌ آتاهُ اللهُ الحِكمةَ، فهوَ يقضِي بِها، ويُعلِّمُها”رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن مسعود.

وفقاً لرأي العلماء، فإن هذا الحديث النبوي يؤكد على أنه لا غبطة إلا في خصلتين، الأولى: رجل أتاه الله المال فأنفقه في الخير ونصر أهل الحق، والثانية: رجل أتاه الله الحكمة والعلم فانتفع بها وأنفع غيره وعلمهم.

– عن أبي كبشة الناري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالاً و علماً فهو يتّقي في ماله ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقه، فهذا بأحسن المنازل عند الله جل وعلا، ورجل آتاه الله علمه ولم يؤته مالاً، فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيّته، وهما في الأجر سواء” رواه أحمد والترمذي.

يؤكد هذا الحديث النبوي على أهمية صاحب العلم بالدنيا والأخرة، من خلال تقسيمه لأحوال الناس في الدنيا، فالرجل الأول هو عبد أغناه الله بالمال،  والثاني رجل نجا بالعلم، وجاء رجل العلم بالمرتبة الثالثة، والرابع هلك بالجهل. ووضح الحديث بأنه ليس شرط بأن يكون الرجل غنياً حتى يكون عالماً.

– عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافر”روى أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وغيرهم.

يبين هذا الحديث النبوي الشريف فضل ومكانة العلماء، فهم ورثة الأنبياء لما تركوه من علم وفير ونافع للخلق، فالأنبياء لو يتركوا خلفهم أمولاً ولا أشياء مادية، بينما خلفوا العلم، ومن أخذ به، فلقد فاز بالمكانة العظيمة.

كتاب فضل العلم والعلماء pdf

يعتبر كتاب فضل العلم والعلماء من أعظم الكتب التي تبرز أهمية العلم وفضائله، ويبرز مكانة ورفعة أهل العلم في الدنيا والأخرة وفضل تعليمهم لغيرهم، ويبرز الكتاب هذا الفضل من خلال نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

شرح كتاب فضل العلم والعلماء

يوضح كتاب فضل العلم والعلماء مكانة أهل العلم وفضلهم على سائر الخلق، وأكد على ضرورة احترامهم وعدم ترهيبهم أو إهانتهم أو هضم حقهم، فإهانة وجرح العالم لا تمثل جرح له شخصياً، بل تعتبر إهانة للحق تتجاوز الحدود الشخصية، مما يساهم في هزيمة المسلمين وإبعادهم عن دينهم.

نبذة عن كتاب فضل العلم والعلماء

يقوم هذا الكتاب على أساس التنوع والازدهار، حيث اعتمد ابن القيم الجوزية في كتبه على أساس التنوع، ويوضح هذا الكتاب في كل فقرة فيه أهمية مكانة العلم والعلماء، وفضلهم على البشرية اعتماداً على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

فضل العلم والعلماء لابن القيم

دون ابن القيم فصلاً كاملاً تحدث فيه عن أهمية ومكانة أهل العلم، وقارن بين العلم والمال وجعل الغلبة للعلم، ووضح ذلك بشكل متجلي وواضح في منزلة العلم من كتابه “مدارج السالكين”، كما أبرز في فصل “في تقسيم الناس من حيث القوة العلمية والعملية”. من كتابه “طريق الهجرتين وباب السعادتين” أهمية العلم في تحقيق السعادة والرضا.

حدد ابن القيم ست مراتب للعلم، وهي: حسن السؤال، حسن الإنصات، حسن الفهم، الحفظ، التعليم، وثمرة العلم وتتمثل في العمل به ومراعاة حدوده”. وقال ابن القيم: “وكفى بهذا شرفا للعلم أن أمر نبيّه أن يسأله المزيد منه”،” استشهد سبحانه بأولي العلم على أجلّ مشهود عليه وهو توحيده، وهذا يدلّ على فضل العلم وأهله”.

اقرأ أيضاً آداب طلب العلم

آيات في فضل العلم والعلماء

آيات في فضل العلم والعلماء

ورد بالقرآن الكريم العديد من الآيات الكريمة التي توضح أهمية طلب العلم وعلو مكانته، وتوضح فضل العلماء ودورهم في نصرة الدين ورفعة شأن الأمة، ومن ضمن هذه الآيات:

– “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (192) رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194(” (سورة آل عمران).

– “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11(” (سورة المجادلة).

– “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5(” (سورة العلق).

ونختتم قولنا، بأن طلب العلم من أعظم العبادات، وفضل العلم والعلماء كبير، وقد حث الإسلام على طلب العلم، كما أشاد بمكانة العلماء وحرص المسلمين على سلك دربهم وخطاهم.

شعر عن فضل العلم والعلماء

العلم يبني بيوتا لا عماد لها فافتخر            والجهل يفني بيوت العز والكرم

فخالط رواة العلم واصحب خيرهم                فصحبتهم زين وخلطتهم غُنْمٌ

ولا تَعْدُ عيناك عنهم فانهم                           نجوى إذا غاب نجم بدا نَجْمُ

فوالله لولا العلمٌ ما اتضح الهدى                     ولا لاح غيب الامور لنا رَسْمُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى