إسلاميات

ماهي ليلة الإسراء والمعراج ولماذا سميت بهذا الأسم

تعد حادث الإسراء والمعراج من أهم الأحداث العجيبة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو معجزة ربانية، جبر الله تعالى بها خاطر نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، عندما ضاقت به الحياة، وخرج من بلاد الطائف دامي القدمين، بعد أن رفض أهلها دعوته، ورموه بالحجارة، فعاد إلى مكة حزيناً فاقداً الأمل، خائفاً على دعوته ورسالته، فأراد الله تعالى أن يجبر خاطره، برحلة طيبة عطرة، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم إلى السموات السبع، ليقر أنبياء الله تعالى بنبوته، وإليكم معلومات أكثر، فتابعوا

اقرأ أيضاً: ماهو فضل شهر رجب والاعمال المستحبة فيه

ماذا يفعل المسلم في ليلة الإسراء والمعراج؟

نظراً لقدسية هذا اليوم وأهميته في حياة المسلمون، يحرصون دائماً على الصيام، والإكثار من الصلاة ودعاء الله تعالى بالرحمة والمغفرة في ذكراه كل عام، وقيام الليل، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة.

قصة الإسراء والمعراج

رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، من بلاد الطائف مهموماً، وقد بلغ به الحزن أشده، بسبب خوفه الشديد على الدعوة، بعد أن ضاع أمله في أن تكون الطائف مجالاً لانتشار رسالته، كما أنه قد منع من دخول مكة، حتى تدخل أحد سادات مكة وهو مطعم بن عدي، ومكنه من دخولها.

فأراد الله تعالى أن يفرج قلب حبيبه ومصطفاه، ويبدل حزنه فرحاً، فأرسل إليه سيدنا جبريل عليه السلام في الليل، وحمله على البراق، حيث أسري به، من المسجد الحرام في بلدته مكة، ووصل به إلى القدس، ثم صعد به إلى السماء، والتقى بأنبياء الله، عليهم صلوات الله وسلامه، وصلى بهم إماماً، ثم صعد إلى السموات حتى وصل إلى السماء السابعة.

وكان يرى أحد أنبياء الله في كل سماء، ويسلم عليه ويتحدث معه، فقد رأى نبي الله هارون، ونبي الله موسى، ويوسف، ويحيى، وعيسى، وإبراهيم، وإدريس وآدم، ثم وصل إلى سدرة المنتهى، ورأى البيت المعور، والجنة وأنهارها، والنار والمعذبون فيها، وبعدها رفع إلى الله تعالى، وفرض عليه وعلى المسلمين الصلاة، وكان عددها خمسون صلاة، فسأل الله تعالى التخفيف عن أمته بعد أن قال له نبي الله موسى ذلك، فخففها الصلوات الخمس المفروضة علينا في وقتنا الحالي، وبعدها هبط رسول الله صلى عليه وسلم من السماء، وعاد إلى مكة في الليلة ذاتها.

متى ليلة الإسراء والمعراج؟

يحتفل المسلمون بليلة الإسراء والمعراج، في يوم 27 من شهر رجب المبارك، من كل عام، وقد وافق ذلك في عامنا الحالي، يوم 28 من شهر فبراير لعام 2022 من الميلاد ، مع العلم بأنه لا يوجد نص صحيح يثبت ليلة الإسراء والمعراج

دعاء ليلة الإسراء والمعراج مكتوب

لم يرد نص صحيح في إثبات أدعية ثابتة تخص ليلة الإسراء والمعراج ، لكن هذا لا يمنع من فضل الدعاء في كل وقت ، فإليك بعض الأدعية التي يمكن أن تدعوا بها في كل وقت 

  • اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلْنِي؟، إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتِ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، مِنْ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطِكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ”.
  • اللهم إنّي أسألك في هذه الليلة المباركة، أن تجعلني من عبادك المقرّبين، اللهم اجعلني ممّن يعبدك ولا يملّ من عبادتك، اللهم يا هادي الضّالين، اللهم لا تردّني خائباً وآتني أفضل ما تؤت به عبادك الصّالحين، اللهم لا تصرفني عن بحر جودك، ولا تُخرجني من تحت رحمتك، اللهم اغفر لي يوم الدّين، ولا تؤاخذني بعثراتي وهفواتي، اللهم وتجاوز عن خطاياي وسيّئاتي، اللهم اشرح صدري ويسّر أمري واحلل عقدةً من لساني.
  • اللهم احفَظْني بالإسلام قائمًا، واحفَظْني بالإسلام قاعدًا، واحفظني بالإسلام راقدًا، ولا تُشمِتْ بي عدوًّا حاسدًا، اللهم إني أسألُك مِن كل خيرٍ خزائنُه بيدِك، وأعوذ بك مِن كل شر خزائنُه بيدك”.
  • اللهم اقسِمْ لنا مِن خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومِن طاعتك ما تبلِّغنا به جنتَك، ومِن اليقين ما تهوِّن به علينا مصيبات الدنيا، ومتِّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوَّتنا ما أحييتَنا، واجعله الوارثَ منا، واجعل ثأرَنا على مَن ظلمنا، وانصرنا على مَن عادانا، ولا تجعل مصيبتَنا في دِيننا، ولا تجعل الدنيا أكبرَ همنا، ولا مبلَغ علمنا، ولا تسلِّط علينا مَن لا يخافك فينا ولا يرحمنا”.
  • اللهم إني أسألك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعوذ بك مِن النار وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألك أن تجعلَ كل قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا”.
  • اللهم أنت القادر على كلّ شيء، فكما حفظت يونس في بطن الحوت ونجّيت موسى في التابوت، وحفظت النبي محمدًا بنسيج العنكبوت، احمنا ويسر أمرنا وارحمنا وعافنا واعف عنّا“.
  • اللهم إني أسألك خشيتَك في الغيب والشَّهادة، وكلمةَ الإخلاص في الرِّضا والغضب، وأسألك نعيمًا لا ينفَدُ، وقرةَ عينٍ لا تنقطع”.
  • اللهم يا حنّان يا منان يا بديع السموات والأرض، أسألك أن لا تشمّت بنا أعداؤنا في هذه الليلة، اللهم اجعل القرآن شفاءنا والإيمان بلسمًا لقلوبنا، لا إله إلا أنت.
  • اللهم في هذه الليلة المباركة أسألك أن تسترنا فوق الأرض وأن تسترنا تحت الأرض، وأن تسترنا يوم العرض، اللهم باسمك نحيا وباسمك نموت وعليك نتوكل وإليك نسعى ونسجد لا إله إلا أنت.

حديث الإسراء والمعراج

عن مالك بن صعصعة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (بينا أنا عند البيتِ بين النائمِ واليقظانِ – وذكر: يعني رجلاً بين الرجلين – فأُتيتُ بطستٍ من ذهبٍ ، مُلِئَ حكمةً وإيمانًا، فشُقَّ من النحرِ إلى مَراقِّ البطنِ، ثم غُسِلَ البطنُ بماءِ زمزمَ، ثم مُلِئَ حكمةً وإيمانًا ، وأُتيتُ بدابَّةٍ أبيضَ دون البغلِ وفوقَ الحمارِ: البُراقُ، فانطلقتُ مع جبريلَ حتى أتينا السماءَ الدنيا، قيل: من هذا؟ قال جبريلُ، قيل: من معك؟، قيل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، قال: نعم، قيل: مرحبًا ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتيتُ على آدمَ فسلمتُ عليه، فقال مرحبًا بك من ابنٍ ونبيٍّ, فأتينا السماءَ الثانيةَ، قيل: من هذا، قال: جبريل، قيل: من معك؟، قال محمدٌ ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قيل: أُرسِلَ إليه، قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتيت على عيسى ويحيى فقالا: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ، فأتينا السماءَ الثالثةَ, قيل: من هذا، قيل: جبريلُ، قيل: من معك؟، قيل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتيتُ على يوسفَ فسلمتُ عليه، قال: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ، فأتينا السماءَ الرابعةَ، قيل: من هذا؟، قيل: جبريلُ، قيل: من معك؟، قيل: ـ محمدٌ صلى الله عليه وسلم ـ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، قيل: نعم، قيل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتيتُ على إدريسَ فسلمتُ عليه فقال: مرحبًا من أخٍ ونبيٍّ، فأتينا السماءَ الخامسةَ ، قيل: من هذا؟، قال: جبريلُ، قيل: ومن معك؟، قيل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتينا على هارونَ فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ، فأتينا على السماءَ السادسةَ، قيل: من هذا؟، قيل: جبريلُ، قيل: من معك؟، قيل: محمدٌ ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتيتُ على موسى فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ، فلما جاوزتُ بكى، فقيل: ما أبكاكَ؟، قال: يا ربِّ هذا الغلامُ الذي بُعِثَ بعدي ، يدخلُ الجنةَ من أمتِه أفضلُ مما يدخُلُ من أمتي، فأتينا السماءَ السابعةَ، قيل: من هذا؟، قيل: جبريلُ، قيل: من معك؟، قيل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، مرحبًا به ونِعمَ المجيءُ جاءَ ، فأتيتُ على إبراهيمَ فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من ابنٍ ونبيٍّ، فرُفِعَ لي البيتُ المعمورُ، فسألت جبريلَ فقال: هذا البيتُ المعمورُ، يصلي فيه كلَّ يومٍ سبعون ألفَ ملَكٍ، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخِرَ ما عليهم، ورفعت لي سِدرةُ المنتهى، فإذا نبقُها كأنه قلالُ هجرَ، وورقَها كأنه آذانُ الفيولِ، في أصلِها أربعةُ أنهارٍ: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فسألتُ جبريلَ، فقال: أما الباطنان ففي الجنةِ، وأما الظاهران النيلُ والفراتُ، ثم فرضت عليَّ خمسون صلاةً، فأقبلتُ حتى جئتُ موسى فقال: ما صنعتَ، قلتُ: فرضت عليَّ خمسون صلاةً، قال: أنا أعلمُ بالناسِ منك، عالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ، وإن أُمتَّك لا تُطيقُ، فارجع إلى ربِّك فسلْه، فرجعتُ فسألتُه، فجعلَها أربعين، ثم مثلَه، ثم ثلاثين، ثم مثلَه، فجعل عشرين، ثم مثلَه، فجعلَ عشْرًا، فأتيتُ موسى فقال: مثلَه، فجعلها خمسًا، فأتيتُ موسى فقال: ما صنعتَ، قلتُ جعلَها خمسةً، فقال مثلَه: قلتُ: سلَّمتُ بخيرٍ، فنوديَ: إني قد أمضيتُ فريضتي وخفَّفتُ عن عبادي، وأجزي الحسنةَ عشْرًا) رواه البخاري.

لماذا سمي الإسراء والمعراج بهذا الاسم؟

لماذا سمي الإسراء والمعراج بهذا الاسم؟

يقصد بكلمة الإسراء، سير رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً من أرض مكة إلى بيت المقدس في جزء من الليلة، رغم أن هذه المسافة تحتاج إلى أيام وليالي ليقطعها المرء، أما المعراج فهو انتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، من بيت المقدس إلى السماء السابعة، وقد سميت هذه الليلة المباركة بليلة الإسراء والمعراج، لأنها تحتوي على رحلتين، وهما رحلة الإسراء ورحلة المعراج.

ما الآيات التي تشير إلى الإسراء والمعراج؟

أشير إلى الإسراء في القرآن الكريم مرة واحدة، وتمثلت في قوله تعالى في الآية الأولى من سورة الإسراء، حيث قال الله تعالى: 

﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(1)﴾.

أما رحلة المعراج فقد ذكرها الله تعالى في سورة النجم، وذلك في قول الحق تبارك وتعالى: عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)﴾.

وهنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، بعد أن تعرفنا سوياً على رحلة الإسراء والمعراج، والأحاديث النبوية والآيات القرآنية، التي قد تحدثت عنها، وسبب تسميتها بهذا الاسم تحديداً، وذكرنا لكم أيضاً بعض الأدعية التي يرددها المسلمون فيها، كما قد عرضنا لكم أحداث هذه القصة بشيء من التفصيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى