السيرة النبوية

تربية الثبات- الحلقة_7_

الثبات علي الدين : خلق الله -سبحانه وتعالى- الخلق، وفطر عباده من البشر على الطاعة، وشاءت إرادة المولى -عزّ وجلّ- أن يبتلي ثبات عباده على الاستقامة بأمورٍ عديدةٍ، مثل الهوى، ونزوح النفس الأمّارة بالسوء للآثام؛ حيث تدعو صاحبها إلى الانحراف عن الدين، ووسوسة الشياطين التي تُزيّن للإنسان المعصية؛ فيرتكبها ويستسهلها ويُديم عملها، ويبتليه كذلك بمُغرَيات الدنيا وملذّاتها التي من شأنها أن تُعظّم أمر الدنيا في قلب الإنسان، كذلك الفِتن والابتلاءات التي يواجهها العبد بشتّى أنواعها في حياته من الأسباب التي قد تأخذ به إلى معصية الله تعالى، والنّكوص عن هديه، ومن هنا كان العبد في طريق الثبات على المنهج المستقيم أمام أعداء كُثُر؛ فكيف يستطيع العبد الثبات أمام كلّ ما يواجهه في سبيل الثبات، والنّجاة برضوان الله تعالى؟

كيفيّة الثبات علي الدين : التّمسك بالقرآن الكريم تلاوةً، وتدبّراً، وامتثالاً؛ فهو نور الله المُبين، وحبله المتين، وهو النّجاة لمن أراد، والعصمة لمن طلب، والقرآن الكريم يعطي العبد تصوّراً صحيحاً لحقائق التّوحيد وأركان العقيدة، فيثبت الإيمان في قلب المسلم، ولا يدخل إلى نفسه شكّ أو ريب، فكثير من الآيات المباركة تحمل مواساةً وتسليةً لكلّ مُضطهَد في عقيدته، وفي القرآن أيضاً ردود على كثير من الشُّبهات التي يثيرها أعداء الدين، وهو ينقل بدّقة مشاهد للأمم السابقة التي تنكّرت لدعوة المُرسَلين عليهم السلام في صورة تزيد إيمان المؤمنين، وثباتهم على دينهم، قال الله تعالى: (وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ).

الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى؛ فهو من أهمّ أسباب الثبات علي الدين، فذكره منجاة للعبد من كلّ الكروب، وسبيل للخروج من كلّ مأزق وكرب، فيوسف -عليه السلام- جعل من الذِّكر والاستعاذة بالله -تعالى- سبباً في ثباته أمام شهوة الجمال والمنصب، وقد قرَن المولى -سبحانه وتعالى- الأمر بالذِّكر بالأمر بالجهاد في سبيل الله تعالى، إشارةً إلى أنّ ذِكر الله سبب في الثبات أمام المِحَن، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى