إسلاميات

ماذا يعني مجاهدة النفس وطرق مجاهدة النفس والهوى وأنواعها!

تعتبر مجاهدة النفس من أفضل أنواع الجهاد، حيث يعيش الشخص حياته في صراع داخلي ما بين الخطأ والصواب، وقد يكون هذا الصراع أشد وأقوى من الصراع مع أعداء حقيقيين، ودائمًا ما يكون داخل الشخص الدافع الذي يجعله يسير خلف كل لذة أو شهوة حتى وإن كانت تخالف لأمر الله ورسوله.

وإذا أطاع الإنسان رغبات نفسه هلك في الدنيا والآخرة، ولكن إذا وقف أمامها وألجمها بلجام التقوى وزمها بزمام الإيمان، فإنه بذلك يستطيع الجهاد على نفسه ،فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ” ألَا أُخبِرُكم بالمؤمنِ: مَن أمِنه النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم والمسلمُ مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه والمجاهدُ مَن جاهَد نفسَه في طاعةِ اللهِ والمهاجرُ مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ”.

وانتصار الشخص على شهواته ورغبات نفسه قد تكون طريقه للجنة كما قال الله تعالى ” وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى” وكلما أمتنع الشخص عن الشهوات المباحة والمعاصي؛ أعزه الله في الدنيا والآخرة بدخول الجنة.

اقرأ أيضاً الصحة النفسية في الإسلام

ماذا يعني مجاهدة النفس

مجاهدة النفس تعني أن يصبر المسلم وأن لا يسلم نفسه للسير وراء لذاته وشهواته، حتى لا يقع ذليلاً في يد شيطانه، ومنذ أن خلق الله الإنسان إلى أن يقبض روحه وهو في صراع وجهاد مع نفسه والشيطان، ونجد أن الناس فريقين، منهم من يلجأ إلى شهوات الدنيا وينسى ربه، ومنهم من يجاهد نفسه ابتغاء رحمة وتقوى الله، وأنواع النفوس ثلاث:

  • النفس الإمارة

تجعل صاحبها يميل إلى الشر والسير وراء الشهوات واللذات دون أن يبالي بالطريق الذي ينال منه تلك المحرمات، فهذه النفس منبع الأخلاق الذميمة ومأوى الشرور.

  • النفس اللوامة

اختلف حولها أهل العلم والدين، فهي لا تثبت على حالة واحدة، واللوامة تعني التردد والتقلب فهي مخلوق من مخلوقات الله عز وجل تتلون وتتقلب في الساعة الواحدة، حيث تقبل على الشهوات مرة وتكف عنها مرة أخرى، وتغفل عن ذكر الله مرة وتتذكر الأخرى، تبغض وتحب تحزن وتفرح، تعصي وتطيع، تفجر وتتقي والنفس اللوامة هي التي أقسم الله عز وجل بها في كتابه ” وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ”

  • النفس المطمئنة

وهي النفس التي اطمأنت بطاعة الله ومحبته والتوكل عليه في كل خطوة، والإيمان بالله واليوم الآخر وحسن الظن بأن الله ييسر الأمور بعد العسر، وإن القضاء ما هو إلا اختبار لإيمان العبد وقلبه وقد تأتي الطمأنينة من كثرة الذكر والتسبيح، والابتعاد عن الشهوات والمعاصي بالانشغال في طاعة الخالق، وقد الله أهل تلك النفس بأن نهاية الجهاد الفوز بالجنة كما قال عز وجل “الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ الله أَلَا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.

مجاهدة النفس في رمضان

قد يجتهد الشيطان في إغواء العبد في شهر رمضان، لأنه شهر الطاعات ومضاعفة الأجور، وقد يأتي جهاد النفس في رمضان بالتحمل والصبر على الصيام والابتعاد عن شهوات النفس بكثرة الذكر، وبترك الكثير من الشهوات المباحة أمامه رغبةً في الفوز بالأجر، ويجاهد نفسه أيضًا بترك الكسل والاسترخاء والقيام سريعًا لأداء الفروض وصلاة التراويح في المسجد.

كيفية مجاهدة النفس

كيفية مجاهدة النفس

جهاد النفس أربع مراتب كما ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله، وهي: (حمل النفس على تعلم أمور الدين، والعمل بذلك، ثم تعليم من لا يعلم، ثم الدعاء إلى الإيمان والتوحيد بالله، وقتل من يجحد بنعمته ويخالف دينه).

ومن أقوى الأسلحة التي يتسلح بها المسلم في مجاهدة نفسه الصبر، فمن صبر على شهوات نفسه ولم يجزع استطاع أن يغلب شيطانه، وصار ملكًا عزيزًا ولكن إذا سار خلف شهواته أصبح ذليلاً في يد شيطانه.

مجاهدة النفس عن الشهوات

“إن النصر مع الصبر” لكي يفلح العبد يوم القيامة بدخول الجنة لابد أن يعرف بأن طريق الجنة ليس سهلاً ولكي تصل إليه لابد من الامتناع عن شهوات نفسه، وقد يأتي الامتناع بالصبر والصبر يحقق النصر والفوز بالجنة، وسوء الظن بالنفس أحد الأسلحة الناجحة التي تعين العبد على مجاهدة نفسه فكيف يحسن الشخص الظن بعدوه؟ بل يترقب ويدبر حتى ينتصر عليه فعن ابن القيم رحمه الله ” لا يسيء الظن بنفسه إلا من عرفها، ومن أحسن الظن بنفسه فهو من أجهل الناس بنفسه”.

خطبة عن مجاهدة النفس

في حجة الوداع خطب النبي صلى الله عليه وسلم وهي آخر حجة حجها النبي قبل وفاته وقد تحدث فيها عن أصول الشريعة الإسلامية مثل حرمة المال والعرض والدم وإن المسلم الكامل لا يؤذي مسلمًا بقول أو فعل سواء باللسان أو اليد، وإن المؤمن هو من يؤتمن على أموال الناس وأنفسهم ويأمنه الناس ولا يخافونه على أرواحهم، وأموالهم، وأنفسهم.

كما يمكنك الاستماع إلى خطبة فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني

ما هي ثمرات مجاهدة النفس

من غرس في نفسه طيبًا حصد طيبًا، ومن غرس في نفسه الخبث حصد الندم ومن ثمرات مجاهدة النفس:

  • قمع وساوس الشيطان

الشيطان لا يمس قلبًا عامرًا بذكر الله، فالذكر دائمًا بمثابة الحصن الذي يحمي العبد من الشيطان والسير وراء الشهوات وارتكاب المعاصي.

  • خير الدنيا والآخرة

أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن العلاقة مع الله، فمن لا يستطيع ان يحسن علاقته بربه لا يستطيع أن يحسن علاقته بعباده، وأفضل العلاقات بين الله هي مجاهدة النفس بالصبر، وكثرة الذكر، والامتناع عن ارتكاب المعاصي، والابتعاد عن الشهوات، حينها ينتصر البعد برضا الله ودخول الجنة.

  • طريقك للجنة وامتلاك ناصية الخير

لا مبتغى أفضل من دخول الجنة، ومن يجاهد نفسه على طاعة الله والابتعاد عن الشهوات أعد له أجرًا عظيمًا، وهي دخول الجنة فكما ورد في قوله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).

الأسئلة الشائعة

كيف يمكن مجاهدة النفس على الطاعة؟

التجارة الرابحة بدون خسارة هي التجارة مع الله عز وجل، بكثرة الذكر والاستغفار والأعظم من ذلك مجاهدة النفس على طاعة الله، وعدم ارتكاب المعاصي والذنوب، فلا يجب أن تترك للشيطانًا بابًا للدخول والتغلب عليك، وتذكر دائمًا أن نهاية الصبر ثمار الخير.

فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنّ الشّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإسْلاَمِ فَقَالَ: تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ثُمّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ وَإنّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِر كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطّوَلِ [الحبل]؟ فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ، ثُمّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ فَقَالَ: تُجَاهِدُ؟ فَهُوَ جَهْدُ النّفْسِ وَالْمَالِ فَتُقْتَلُ؛ فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَيُقْسَمُ الْمَالُ؟ فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ).

قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: (فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ، وَإنْ غَرِقَ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابّتُهُ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ)

 كيف يكون مجاهدة النفس؟

يجب اتباع العديد من الخطوات الهامة ومن بينها، الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والقدوم على التوبة لله من كل عمل خاطئ، وأخذ تعهد على النفس بأن لا تعود إلى الخطيئة مرة أخرى، الإحساس والتأكد من أن الله معك ويراقبك في جميع أحوالك وأمورك، والتوبة إلى الله مرارًا وتكرارًا.

كيفية ترك المعاصي؟

يمكنك أن تقوم بترك المعاصي والتخلص منها بشكل نهائي وذلك من خلال التقرب من الله بشكل كبير والمداومة على ذكره طوال الوقت، هذا الأمر سيجعلك تخجل من فعل أي معصية.

اقرأ أيضاً كيف أبتعد عن المعاصي والذنوب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى