ماهو حكم الاحتفال بشم النسيم في الدين الإسلامي

شرع الله تعالى للأمة الإسلامية عيدين وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، وأما غير ذلك من الأعياد المتعارف عليها بين الناس فهو لا يخص الأمة الإسلامية بشيء.
ومع اقتراب شهر مارس من كل عام، يتساءل الكثير من المسلمين، ما حكم الاحتفال بشم النسيم؟ وما هو الرأي الصحيح في ذلك!
وإليكم الإجابة عن هذا السؤال بشيءٍ من التفصيل.

أصل احتفالات شم النسيم

1- الفراعنة 

  • يعود أصل احتفالات شم النسيم إلى الفراعنة، حيث كانوا يحتفلون به في الاعتدال الربيعي، كما أنهم كانوا على اعتقاد بأن الخليقة وجدت في هذا اليوم. 
  • وأما عن طريقة احتفالهم بشم النسيم، فقد كانوا يستيقظون مبكرين ثم يتجهون لنهر النيل، يشربون منه ويملئون منه مياهً ينظفون بها بيوتهم استعدادًا لتزيينها بالزهور.  
  • يعد ذلك كانوا يذهبون إلى الحدائق حيث يتنزهون ويأكلون الأوراق الخضروات والأسماك المملحة.

2- اليهود 

  • كان اليهود يحتفلون مع المصريين قبل خروجهم من مصر بعيد الربيع، ولكن بعد مغادرتهم إياها صاروا يحتفلون به ولكن بعيدًا عن تقويم المصريين، فاحتفلوا بالربيع تبعًا لتقويم البابليون. 
  • وقد وضع اليهود لاحتفالات الربيع معنًا دينيًّا وهو شكرهم لله تعالى على نجاتهم من فرعون وقومه. 

3- المسيحية: 

  • حينما ظهرت الديانة المسيحية في الشام، قام المسيح مع قومه بالاحتفال بعيد الفصح كما يفعل اليهود.
  • وبعد أن قرر اليهود التآمر على المسيح وصلبه في يوم 7 إبريل عام 30م والذي كان يعقب عيد الفصح مباشرةً، ظن المسيحيون أن المسيح قد صلب في هذا اليوم، قررت بعض الطوائف أن يحتفلوا بذكرى الصلب في يوم الفصح، والبعض الآخر قرر الاحتفال في يوم الأحد الذي يليه ظنًّا منهم أنه اليوم الذي قام فيه المسيح بين الأموات وهو ما يسمى عندهم بعيد القيامة. 

والخلاصة في ذلك أنه لا يجوز الاحتفال بأعياد الكريسماس ورأس السنة الميلادية، ولا المشاركة فيها بأي وجهٍ كان، لما تم ذكره من الأدلة الموجودة في القرآن والسنة وكذلك من إجماع الأمة الإسلامية على ذلك وأوجه الاعتبار المذكورة. 

ما هو حكم الدين في الاحتفال بشم النسيم؟

حكم الاحتفال بشم النسيم
  • مما سبق يتبين لنا أن أعياد شم النسيم تعود إلى الفراعنة في الأصل ثم انتقلت بعد ذلك إلى اليهودية والنصرانية، لذلك فالاحتفال به يعد مشابهة للفراعنة في اعتقاداتهم الوثنية وما تؤدي إليه، وقد قال تعالى: ” وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ”
  • إن مظاهر الاحتفال بتلك الأعياد من تلوين البيض وأكل الأسماك المملحة والبصل وغيره يعود أيضًا إلى الفراعنة، وقد ارتبطت مظاهر الاحتفال تلك عندهم باعتقادات وثنية مثل اعتقادهم بأن البصل إذا وضع على الباب يشفي من الأمراض ويطرد الجان، وغير ذلك من الاعتقادات المخالفة، وقد قال صلى الله عليه وسلم” “من تشبه بقوم فهو منهم” 
  • وللشيخ الأزهري على محفوظ – عضو هيئة كبار العلماء في زمانه في بلد مصر – كلامٌ في ذلك، وملخصه أن مظاهر الاحتفال تلك هي عادات قد ابتدعها الأوثان بهدف تقديس تلك الأيام ظنًّا منهم أنها تقربهم بذلك إلى الله، لذلك من كان يريد السلامة لدينه أن يمنع نفسه وأهله من المشاركة في يحدث بذلك اليوم.

 وقال الشيخ، أيضًا: ” والرياضة واستنشاق الهواء، ومشاهدة الأزهار من ضرورات الحياة في كل آن لا في ذلك اليوم الذي تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار وفاسدي الأخلاق، فتسربت إليها المفاسد، وعمتها الدنايا، فصارت سوقاً للفسوق والعصيان، ومرتعاً لإراقة الحياء، وهتك الحجاب، نعم، لا تمر بمزرعة أو طريق إلا وترى فيه ما يخجل كل شريف، ويؤلم كل حي، فأجدر به أن يسمى يوم الشؤم والفجور!! 

ترى المركبات والسيارات تتكدس بجماعات عاطلين يموج بعضهم في بعض بين شيب وشبان ونساء وولدان ينزحون إلى البساتين والأنهار، ترى السفن فوق الماء مملوءة بالشبان يفسقون بالنساء على ظهر الماء، ويفرطون في تناول المسكرات، وارتكاب المخازي، فاتبعوا خطوات الشيطان في السوء والفحشاء في البر والبحر، وأضاعوا ثمرة الاجتماع فكان شراً على شر، ووبالاً على وبال. 

تراهم ينطقون بما تصان الأذان عن سماعه، ويخاطبون المارة كما يشاؤون من قبيح الألفاظ، وبذيء العبارات؛ كأن هذا اليوم قد أبيحت لهم فيه جميع الخبائث، وارتفع عنهم فيه حواجز التكليف ” أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ”

  • ومما سبق يتبين لنا أن المسلم يجب أن يكون فطنًا لديه من الوعي وبعد النظر ما يمكنه من تحديد الصحيح والخاطئ من الأفعال بالنسبة لعقيدته فالتنزه والاستمتاع بمظاهر الربيع وغيره متاحة في جميع أيام الله، ولا يجوز أن نخصصها في يومٍ مرتبطٍ بالخرافات والعادات الوثنية. 

حكم الاحتفال بشم النسيم للشيخ الشعرواي

يتحدث الشيخ الشعراوي في هذا المقطع عن ضرورة ألا نصنع ما يرضي عنا اليهود والنصارى، مع التفرقة بين ذلك وبين التعايش.

حكم الاحتفال بشم النسيم لدار الإفتاء المصرية

  • ترى دار الإفتاء المصرية أن احتفالات شم النسيم لا يوجد بها طقوس تخالف الشريعة الإسلامية، وأنها غير مرتبطةٍ بمعتقدات تنافي ثوابت الدين الحنيف، لذلك فإنه لا مانع عندهم من المشاركة بتلك الاحتفالات سواءً كان ذلك بالتنزه أو تلوين البيض وأكل الأسماك وغيرها. 
  • وصرحت دار الإفتاء المصرية بأن الأصل في تلك الاحتفالات إنما هو الابتهاج بدخول فصل الربيع، وأن التنزه والتمتع بالحدائق الخضراء هو من الأعمال التي أباحها الله للمسلم. 
  • وترى دار الإفتاء أنه لم يكن من شأن المسلمين أن يخالفوا أعراف الناس في البلاد وقت دخول الإسلام فيها، ما دامت تلك الأعراف لا تناقض الثوابت الدينية وإنما كانوا يندمجون ويتعايشون مع أهالي تلك البلدان.
  •  وبالطبع تقيد دار الإفتاء المصرية ألا تشتمل تلك الاحتفالات على أي سلوكٍ محرم أو تجاوز حدود الشريعة التي أمر الله بها. 

 

كانت هذه أهم الفتاوى التي قد تحتاج الاطلاع إليها لمعرفة ما هو حكم الاحتفال بشم النسيم.

Exit mobile version