التعريف بفرعون وقصته مع سيدنا موسى وبني إسرائيل

هل تعرف قصة فرعون وموسى؟ إنها قصة رائعة أسرت الناس لقرون. من الأوبئة العشر إلى فراق البحر الأحمر، هذه القصة القديمة مليئة بالدراما والتشويق. في منشور المدونة هذا سنقوم بالتعريف بفرعون وقصته مع سيدنا موسى وبني إسرائيل

اقرأ أيضاً قصة أصحاب الرس

اقرأ أيضاً قصة أصحاب الكهف

التعريف بفرعون وقصته مع سيدنا موسى وبني إسرائيل

قصة فرعون وموسى قصة رائعة مليئة بالمغامرة والمآسي يقال إن فرعون هو  رمسيس الثاني، المعروف أيضًا باسم الفرعون العظيم وكانت فترة حكمه على مصرلمدة 67 عامًا وقد كان فرعون حاكماً قوياً سعى للسيطرة على الإسرائيليين وقمع حريتهم ومن ناحية أخرى كان موسى رجلاً يتقي الله وخاطر بكل شيء ليخرج شعبه من العبودية إلى الحرية وعلى الرغم من وجود الكثير مما هو مجهول عن الأحداث التي وقعت بين فرعون وموسى.

 إلا أن ما هو معروف هو أمر رائع حقًا وتبدأ هذه القصة بإن فرعون طاغية متعجرف في الأرض، يطلب شرف الدنيا وهو يدير ظهره لإيمانه بالله -تعالى- لأن حكمه ظالم فيقسم شعبه إلى طوائف فيظلم البعض ويوقر البعض الآخر، والمظلوم هم بنو إسرائيل، فيعاملهم مثل عبيده وكان الإسرائيليين مستعبدين في مصر من قبله، وجاءت الأخبار السارة إلى بني إسرائيل، مؤكدة أن هلاكه سيكون على يد نبي سيظهر من بينهم ونتيجة لهذه الأخبار سعى إلى تقليل عدد سكان بني إسرائيل بقتل الأولاد حديثي الولادة من أجل منع حدوث ذلك.

 وقامت أم موسى عليه السلام بإخفاء حملها وعندما وضعته اوحى الله اليها ان تضعه في تابوت وتلقيه في اليم واستجابت ام موسي لذلك وطلبت من اخته أن تقص له خبره وقد وصل التابوت إلى فرعون وحملت زوجة فرعون الطفل الذي وجد في التابوت وطلبت من فرعون أن تتخذه ولداً لها وسمح فرعون بذلك وأطلق عليه اسم موسى اي (المنتشل من الماء) ولم يقبل الرضيع أي مرضعة فقالت لهم أخته هل أدلكم على مرضعة له وأتت بأمه فحملته وارضعته وكانت حكمة الله أن يرد الرضيع الى حضن امه وينشأ سيدنا موسى في بيت عدوه.

سبب هروب موسى عليه السلام

وفي أحد الأيام كان موسى يعبر شوارع المدينة التي كانت خالية (في الظهيرة)، ووجد رجلين يتقاتلان، أحدهما إسرائيلي والآخر مصري، وأراد المصري أن يسخر الإسرائيلي في العمل، لكن الإسرائيلي رفض العمل وعندما رأى الاسرائيلي موسى وطلب منه النجدة، فجاء موسى وأخذ يده، وضرب المصري ضربة، وعندما رآه قتل على يده  ولم يكن يريد قتله فقال:”هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين”  واصبح موسي خائفاً في المدينة ينتظر وسار في الشوارع بحذر.

 وعندما كان في الطريق وجد الإسرائيلي الذي استعان به في الأمس يستعين به مرة أخرى، التفت إليه موسى وقال:”إنك لَغَوي مبين” أي: سيد التحريض والمشاجرة، ومع ذلك، أمسك موسى بمن كان ضد الاسرائيلي ولكن الإسرائيلي أعتقد أنه يريد سحقه هو فقال:” أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ” فسمع الشعب كلام بني إسرائيل وعلموا منهم أن موسى هو الذي قتل المصري بالأمس وانتشر الخبر كالنار في المدينة ووصل الخبر قصر فرعون. 

وتبادل الحديث في أمر موسى والثأر منه وجاء أحد الناس إلى موسى وحذره من ان لقوم يدبرون لقتله فقال له أن يهرب من المدينة، وعندما سمع كان خائفا وقرر الهرب لأن الكلمة وصلت إلى فرعون. لذلك غادر موسى البلاد وسافر إلى بلاد الشام للقاء مدين. مشى بلا ماء ولا طعام وكان يأكل أوراق الشجر حتى وصل إلى مدين.

قصة دعوة موسى عليه السلام لفرعون وقومه

أمر الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام بشيئين:

  • دعوة فرعون وقومه للإيمان بالله العظيم: بأسلوب لطيف ولين وتكون هذه الطريقة في الدعوة، حتى لو كان فرعون هو من دعي حيث قال الله تعالى: “اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (43) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (44) فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى”. 
  • إبعاد الإسرائيليين من مصر إلى فلسطين حيث قال الله تعالى:”رَبِّكَ فَأَرْفَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولاسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى”. 

وعندما التقى موسى وهرون عليهما السلام ظل فرعون يذكر موسى عليه السلام بماضيه وكيف نشأ في قصره؟ وكيف قتل رجلا وابتعد؟ فرد عليه موسى عليه السلام بمنتهى الشجاعة وقام بالدفاع عن نفسه وعن بني إسرائيل وذكره بأصل  المشكلة وهو اضطهاده لأطفال إسرائيل وقتله أطفالهم.

وعندما وصل الحديث إلى نهايته وقام موسى بدعوة فرعون إلى عبادة الله فسأله فرعون: من الله؟ فتكلم معه موسى عليه السلام بكلام واضح جدا ومنطقي. وقد ذكر الحديث في كتاب الله تعالى حيث قال الله تعالى” قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى (50) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (51) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى (52) قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لّا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى (53) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى (54) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى (55) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى”.

معجزات موسى عليه السلام وقصته مع فرعون والسحرة

طلب فرعون اثبات من موسى عليه السلام رغم قوة أقواله وحججه عليه السلام إلا أن فرعون كان عنيدًا ومتعجرفًا، فجاءت لحظة المعجزات والآيات، فألقى موسى بعصاه فاصبحت ثعبانًا كبيرًا، وسحب يده من جيبه فإذا هي بيضاء شديدة النور، فدهش فرعون وقومه مما رأوه، ثم تكبروا فاتهموا موسى بأنه ساحر أراد إبعاد ابني إسرائيل وإخراجهم بسحره، ثم وجه فرعون تحدي لموسى بلقائه مع الساحر العظيم لمملكة فرعون، فقبل موسى التحدي، وكان ذلك في العيد وبحضور جميع الناس وقد قال الله تعالى:

“وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (57) قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (58) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنتَ مَكَانًا سُوًى (59) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى”.

وفي يوم الميعاد اجتمع الناس، والتقى موسى بأربعين من السحرة الذين علمهم فرعون السحر منذ صغرهم، وحذرهم موسى حيث قال لهم:”وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى”، واتفقوا على الوقوف معًا بعد أن وعدهم فرعون بأجر ومكانة عظيمة حيث قال لهم فرعون:”قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (64) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى}. 

وكان المشهد العظيم حيث وقف موسى أمام صف من أربعين سحرة يلوحون بالعصي والحبال فتأسر عيون الناس، وحتى موسى عليه السلام وقف مرعوب من المشهد، ووصف الله أعمالهم أنه سحر عظيم وطمأن موسى عليه السلام حيث قال الله تعالى:”فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (68) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى (69) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى”، وبمجرد أن رأى السحرة المعجزة خروا ساجدين لله القدير مؤمنين به وثار غضب فرعون واتهم السحرة بالتواطؤ مع موسى عليه السلام، وهددهم بالعقوبات الشديدة والمؤلمة، لكن الإيمان ترسخ في قلوبهم بوضوح معجزة أمامهم، فلم يذعنوا لفرعون الذي بطش بهم وقد ذكر القران الكريم هذا المشهد العظيم حيث قال الله تعالى:

“فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (71) قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (72) قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا”.

وبعد ظلم فرعون للسحرة أراد أن يقتل موسى عليه السلام لأنه كان يخاف من دين أتباعه المصريين، فتوجه موسى عليه السلام إلى الله تعالى:”وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ (27) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ” فسخّر الله له رجلًا من قوم فرعون يدافع موسى عليه السلام.

 واستطاع أنْ يقنع فرعون أنْ يترك موسى عليه السلام وقد قال الله تعالى:”وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ”. 

عذاب الله تعالى لفرعون وملئه

قال الله تعالي:{وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (131) فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (132) وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (133) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (134) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (135) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ}غضب فرعون على بني إسرائيل مرة أخرى، لكنهم الآن في سلام تحت قيادة نبيهم موسى، الذي ظل يحثهم  على التحلي بالصبر حيث قال لهم:”اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (129) قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ” وظل فرعون في ظلمه و تكذيبه لموسى ودعوته ومن شدة طغيانه طلب من وزيره أن يبني له برجاً حتى يستطيع من خلاله ان يصعد الى رب موسى عليه السلام.

ونتيجة لذلك جاء النصر الإلهي والعقاب الشامل لفرعون وشعبه،فشمل تسع آيات ومعجزات وعقوبات:

  1. العصا: معجزة موسى حيث انقلبت العصا الى حية تسعى.
  2. اليد: لو وضعت يدا موسى تحت إبطه، فإن يديه تصبح بيضاء بدون مرض.
  3. السنين:في تلك السنوات ابتلي بها الجفاف فتوقف المطر وقل النيل.
  4. قلة الثمار: تعفنت الثمار والمحاصيل حتى تكاد الشجرة الكبيرة تحمل ثمرة واحدة.
  5. الطوفان: علا الماء وطغى النيل.
  6. الجراد: ينتشر الجراد في كل مكان حتى وجده في أوانيهم ومأكلهم وملبسهم.
  7. القمل: ينتشر القمل على رؤوسهم ويأكلها.
  8. الضفادع: الضفادع في كل مكان، في مياهها وفي منازلها.
  9. الدم: انقلبت مياههم إلى دماء.

ابتليت هذه الآيات المصريين ولكن ليس بني إسرائيل، وكان فرعون والمصريون يتهمون موسى وإسرائيل بعلامات مختلفة من سوء الحظ.

نهاية فرعون

بعد معجزات موسى والابتلاءات التي أصابت المصريين رضي فرعون وسمح لموسى (صلى الله عليه وسلم) بالهجرة مع بني إسرائيل، فتأهبوا بسرعة وانطلقوا في الليل مما دفع (6 ملايين) شخص للانتقال من مصر إلى فلسطين. في غضون ذلك ندم فرعون على قراره فمن يخدمه هو والمصريين؟ 

فأمر بتجهيز الجيش ليتبعوه ويمنعونهم من الخروج، وانطلقوا وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:”فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (58) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (59) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (60) فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ” وكان اللقاء عند الفرع الغربي من البحر الأحمر، فلمّا تراءى الجمعان ظهر ضعف الإيمان من بني إسرائيل ولكن موسى عليه السلام لم يشك في نصر الله وأمر الله موسى عليه السلام فضرب البحر بعصاه، وانفصل البحر، حتى وصل الصدع إلى الجانب الآخر من البحر، وشكل طريق جاف بين جبلين كبيرين من الماء وقد قال الله تعالى:”فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ”.

 وتوقف فرعون أمام هذا المنظر المذهل ثم أرغم الله حصانه وتبع بني إسرائيل بجيشه، وعندما ترك الإسرائيليون الطريق في البحر، جاء أمر الله وغرق فرعون وجنوده وقد قال الله تعالى في ذلك:”فأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (79) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى” .

هذا هو الشيء الذي يدمره الاستبداد السياسي على الخدم قبل الآخرة، وفي الماء أعلن فرعون إيمانه، لكن بعد فوات الأوان، لم يقبل الله منه إيمانه، لكن الله جعل جسده آية للجميع حتى يتعظون وجعله عبرة للطواغيت والمتكبرين وقد قال له الله تعالي في نهاية فرعون:”وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (92) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُون”.

خاتمة

قصة فرعون وموسى هي قصة الفداء والحرية. فرعون، حاكم لا يرحم، وموسى، العبد الذي تمرد، كلاهما مثالان على كيفية عمل الله حتى في أصعب المواقف حيث كان فرعون طاغية يطالب رعاياه بالطاعة المطلقة، بينما كان موسى رجلاً خاطر بكل شيء ليخرج شعبه من العبودية وعلى الرغم من الاختلافات بينهما،الا ان كلاهما يجدان الخلاص من خلال طاعة الله.

ربما يكون موسى هو الشخصية الأكثر شهرة في الكتاب المقدس، وقد أعيد سرد قصته في العديد من الأشكال المختلفة عبر التاريخ. ومع ذلك، فإن قصته لا تتعلق بالحرية فقط ؛ إنه يتعلق أيضًا بأهمية العمل معًا كفريق ولم يكن فرعون قادرًا على تحرير الإسرائيليين بمفرده، ولم يتمكنوا من الهروب من العبودية والوصول أخيرًا إلى أرض الميعاد إلا بمساعدة موسى.

ومن خلال قصة فرعون وموسى، نرى أنه مهما كانت ظروفنا، فإن الله لديه دائمًا خطة لنا. سوف يرشدنا خلال الأوقات الصعبة ويساعدنا في العثور على الطريق الصحيح وشكرا للقراءة!

Exit mobile version