من هم أهل الكتاب في القرآن الكريم ولماذا سموا بهذا الأسم

من هم أهل الكتاب؟ ذكر القرآن الكريم أهل الكتاب في العديد من المواضع وقد اختلف العلماء في المقصود بها، فمنهم من قال أن المراد به كل من يؤمن بكتاب سماوي، ومنهم من قال أن المراد بهم القوم الذين أرسل الله إليهم النبي.

هذا، وقد كان الرأي الراجح في المراد بـ “أهل الكتاب” أنه اسم أطلقه الإسلام على اليهود والنصارى بالدرجة الأولى؛ حيث أنهم أصحاب كتب مقدسة تميزهم عن الوثنيين.

فإذا كنت ترغب في معرفة من هم أهل الكتاب، فعليك بالاطلاع على هذا المقال.

اقرأ أيضًا.. أفضل قنوات يوتيوب تدبر وتفسير القرآن الكريم الهادفة

من هم أهل الكتاب ولماذا سموا بهذا الاسم

جاء ذكر أهل الكتاب في القرآن الكريم في الكثير من المواضع؛ لذلك سنتعرف فيما يلي على المراد بهم، وما سبب تسميتهم بهذا الاسم

أولا: المقصود بأهل الكتاب

يقول الإمام ابن باز أن أهل الكتاب مثل ما جاء ذكرهم في كتاب الله من أنهم اليهود والنصارى.

ثانياً: سبب التسمية بهذا الاسم

هذا، و قد قيل في سبب تسميتهم بهذا الاسم أن الله تعالى أنزل عليهم كتابين؛ حيث أنزل الله عز وجل على بني إسرائيل كتاب التوراة وهم قوم موسى، كما أنزل الإنجيل على عيسى.

ومن الجدير بالذكر، أن أهل الكتاب لهم أحكام خاصة غير بقية أحكام المشركين؛ حيث أنهم يجتمعون مع غيرهم من الكفار في الكفر والشرك مثل من يعبدون الأوثان، والنجوم والكواكب وغير ذلك من الكفار الملحدين.

ومن هذه الأحكام الخاصة:

  1. أن الله تعالى حل ذبائحهم التي لم تُذبح ولم يُذكر عليها اسم الله تعالى والدليل على ذلك قول الله تعالى “وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ“.
  2. كما أن الله تعالى أحل نسائهم المحصنات العفيفات للمسلمين بدليل قول الله تعالى “وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ۗ“. 
  3. أيضاً تؤخذ منهم الجزية كل عام ويشاركهم في هذا الحكم المجوس عباد النار؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذها منهم كما أخذها من أهل الكتاب.

من هم أهل الكتاب الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم

من هم أهل الكتاب الذين ورد ذكرهم في القران الكريم

جاء القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى على أِرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بالقصص الصادقة والأحداث التي سبقت الإسلام؛ حيث جاء في بعض آياته مصطلح أهل الكتاب في مختلف المواضع وقد تساءل العديد من الأشخاص عن المراد بهؤلاء.

والراجح أن أهل الكتاب الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم هم اليهود والنصارى، وقال البعض أن كل من آمن بنبي وأقر بكتابه، وآمن بديانته السماوية يطلق عليه من أهل الكتاب، ولكن بعد اجتهاد العلماء في هذه المسألة أقروا أن الجواب الأمثل لهذا السؤال هم اليهود والنصارى.

معاملة أهل الكتاب في الإسلام

من المعلوم أن الدين الإسلامي يأمر بحسن المعاملة للناس عموماً، وأهل الكتاب من اليهود والنصارى خصوصاً خاصةً إذا كانوا لا يوجهون أي عداء أو حرب للمسلمين.

هذا، وقد أقرت الشريعة الإسلامية أن معاملة أهل الكتاب تكون بالعدل، والإحسان إليهم، وعدم الإساءة لهم فقد قال الله عز وجل “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين“. 

وقد جاء الحديث النبوي بخصوص التعامل مع أهل الكتاب وغيرهم أنه لا يحل لمسلم أن يظلم كتابي، ولا أن يحمله فوق ما يطيق فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة“. وقد سار على هذا المنهج الصحابة، والتابعون؛ حتى يقتدي بهم عامة المسلمين.

صور معاملة أهل الكتاب 

  1. جواز زيارتهم.
  2. مشاركتهم الحزن والفرح.
  3. تناول طعامهم ولكن مع اجتناب الخمر ولحم الخنزير، وذلك مصداقاً لقول الله تعالى “وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ“.
  4. أيضاً يجوز التعامل معهم بالبيع والشراء وغير ذلك من المعاملات الشرعية.

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم خير قدوةٍ لنا في الإحسان إلى أهل الكتاب المسالمين في المدينة المنورة وخير دليل على ذلك أنه قبل دعوة المرأة اليهودية إلى طعامها، كما أنه زار الغلام اليهودي المريض، بالإضافة إلى أنه استقبل وفد من نصارى نجران في مسجده صلى الله عليه وسلم وأكرمهم فيه.

هذا وقد استمرت هذه المعاملة لأهل الكتاب في عصر الخلافة الراشدة والشاهد على ذلك هي الوثيقة التي أعطاها عمر بن الخطاب للنصارى في بيت المقدس والتي سُميت بـ “العهدة المدنية” والتي أمنهم فيها على أنفسهم وأموالهم  وكنائسهم وغير ذلك من الحقوق.

من هم أهل الكتاب في سورة الحشر

قال الله تعالى في سورة الحشر “هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ“.

قيل في المراد بأهل الكتاب في سورة الحشر أنهم بنو النضير؛ حيث أنهم غدروا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجهم من ديارهم وأوطانهم التي نشأوا فيها و اعتادوا العيش فيها.

وقد كان إخراجهم منها أول ما كتبه الله لهم على يد نبيه صلى الله عليه وسلم فذهبوا إلى خيبر.

من هم أهل الكتاب الذين يجوز الزواج منهم

أباح الدين الإسلامي الزواج من غير المسلمة إذا كانت من أهل الكتاب والمقصود بهم اليهود والنصارى وخير دليل على ذلك “الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ“.

 

في نهاية المقال، نذكر أننا قدمنا لك من هم أهل الكتاب الوارد ذكرهم في القرآن الكريم وفي سورة الحشر.

Exit mobile version