سلسلة كيف ؟

كيف تكون قدوة حسنة | كيف تكون قدوة في الأخلاق

كيف تكون قدوة مقالة مهمة نقدمها لكم فهناك مقولة مشهورة تقول “راهن على الفارس وليس على الحصان”، ولهذا لما لا تكون أنت الفارس الذي عليه الرهان؟ 

في هذه المقالة سنعرض لكِ كيف تكون فارسًا، وكيف تصبح قدوة لغيرك.

كيف تكون قدوة

1 ـ لا يشترط توفر صفة القيادة

عليك أن تعلم أن القدوة لا تعني بالتحديد القيادة؛ لأنه ببساطة لا يملك الجميع تلك الخصائص التي تجعل منه رياديًا، قائدًا، وموجِهًا.

2 ـ تعرف على نوعية شخصيتك 

إذا كنت شخصًا تفضل العزلة والتفكير الدقيق والتأني مثلا حتى تتوصل لحل ما، فمن المنطقي ألا تود أخذ زمام الأمور أو التوجيه في أمر معين.

فبدلًا من كونك رياديًا، ستكون الناصح الذي يتوصل إلى حلول لدقائق الأمور، وستكون الشخص الذي يلاحظ أبسط العيوب، وستكون الحذر الذي يحول بين نجاح أفراد جماعتك والفشل؛ ولهذا فإن فهم شخصيتك بالبداية سيساعدك على معرفة كيف تكون قدوة.

3 ـ استغل مميزات وعيوب شخصيتك

إذا تمكنت من التعرف على مميزات وعيوب شخصيتك، عليك الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي استغلال هذه المميزات في كل جانب، و وضعها بثقة في محلها.

أما بالنسبة للعيوب ونقاط الضعف فحاول أن تتدارك كل منها على حدى، أصلحها بالمثابرة والتمرين المستمر حتى تحولها لنقطة قوة لا ضعف، ومرة تلو الأخرى ستجد أن نقطة الضعف هذه قد اضمحلت بفعل التمرين، فقط عليك أن تعتمد على اثنين الحل والوقت الكافي لتحقيقه.

4 ـ أكثر من الأفعال

النقطة الأهم في كيف تكون قدوة هي الفعل لا القول، لا تكثر من الحديث بل اكثر من الأفعال.

فغالبًا إذا كررت نصيحة ما لشخص معين وليكن ابنك مثلًا، ورأى أنك لا تلتزم بها، إذا لماذا ينصاع لك؟، لذلك، عليك أن تُحرك الناس وأن تُغير منهم بواسطة أفعالك، اجعلهم يرون كل ما تريد ايصاله لهم فيك.

إذا اعتمدت على الكلام والحديث فقط فستكون كالمنافق الذي يدعي لا أكثر، لا نقول ألا تعطي النصائح أو لا تتحدث، بل نقول أكثر من أفعالك؛ حتى تؤيد صدق حديثك.

5 ـ تقبل أخطائك

عليك أن تدرك جيداً أنه لا يوجد عيب في تقبل أخطائك أو وجهة نظر الآخرين المختلفة معك، تقبل أخطائك فلا تجادل فقط لمجرد المجادلة، فإذا دخلت في نقاش واقتنعت بوجهة نظر الآخر فلا ضير من الاعتراف بذلك.

بل على العكس إذا واصلت المجادلة ومحاولة التغطية على عيوبك فَسيتهجم منك الناس، فنحن لسنا مثاليون، الجميع يعرف أننا نمتلك العيوب ولكن بنسب، لهذا تقبل خطأك ووجهة نظر غيرك وضع عنادك جانبًا.

6 ـ تجنب الطاقة السلبية

ابتعد وابعد غيرك عن الإحباط والطاقة السلبية، فإذا كنت الشخص المتفائل الذي يواجه كل مشكلة بوجه مبتسم و بالشروع لإيجاد الحلول بدلًا من نشر الطاقة السلبية، فستكون قدوة لغيرك، و سيلجأ لك الناس بحثًا عن هذه الطاقة الإيجابية التي تساعدهم على التقدم.

7 ـ لا تكن مزيفاً

لا تكن مزيفًا، يمكنك أن تكون قدوة بخداع الآخرين، نعم! ولكنك في النهاية لن تستطيع خداع نفسك وَسينكشف كذبك في أي لحظة.

لهذا لا تدعي كونك شخصًا آخر، لا تخف من كونك مختلفًا! فالاختلاف ليس بالضروري أن يكون معيبًا، بل على العكس تمامًا فالناس تنجذب لما هو غير مألوف ومبدع. 

8 ـ احرص على أن تكون مميزاً

كن مميزًا في شيء بعينه، درب نفسك يوميًا على إتقان شيء محدد وكن خبيرًا به، فلتكن مثلًا المميز الوحيد في شركتك الذي يتقن لغات البرمجة ويتقن التعامل مع الحاسوب.

هنا سيلجأ لك الجميع إذا ما عانوا في ذلك، كن الطاهي المميز، الرفيق الذي يتميز بحسن الاستماع، كن متقنًا لعدة لغات، كن الشخص الذي يستطيع التعامل مع الأطفال وإِبهارهم أتقن مهارة محددة واجعل الجميع يتخذك قدوة فيها.

9 ـ تواصل مع غيرك

تواصل مع غيرك وافهمهم، لتكون قدوة عليك الاستماع للآخرين والتواصل معهم. فالناس تنجذب لمن لا يقلل من شأنهم ويفهم مشاكلهم، ويظهر الاحترام والاهتمام لهم. 

10 ـ كن قدوة

ليس عليك أن تكون معلمًا فقط، ليس بالضروري أن تكون الناصح أو المعلم في كل الأدوار لكي تكون قدوة.

بل عليك أن تصبح المتعلم في العديد من المواضع، أحط نفسك بِالموهوبين والأذكياء والناجحين، حتى تتعلم منهم و تعلمهم.

11 ـ تعلم الإحسان

تعلم الإحسان، لا تتقن الشيء فقط بل وأحسن فيه. فلتكن متقدمًا بإحسانك دائمًا على الجميع، يمكنك أن تؤدي واجبك فقط على أكمل وجه أيضًا.

ولكن إذا ارتقيت درجات الإحسان واحدة تلو الأخرى ستكون القدوة التي تطمح أن تكونها.

فمثلًا، لا تعطي الفقير حقه فقط بل أحسن في اختيار كسوته وطعامه، لا تؤدي واجباتك كزوج أو زوجة فقط بل أحسن في المزايدة في الرفق والأعمال الحسنة. 

12 ـ أَلهم غيرك 

كن الشخص الذي يساعد في إلهام الآخرين، سواء بأفكارك أو بتشجيعهم، عليك أن تجعلهم يدركون أنه لا ضير في التجربة وحاول تعديل الجوانب التي قد اتخذت بعين الحماس حتى لا يحبط الطرف الآخر إذا ما قوبل بالفشل.

13 ـ قف في صف العدالة

عليك أن تعدل دائمًا حتى وإن كان على حساب مشاعرك الشخصية. الناس تتخذ من يقف في صف الحقيقة كقدوة دائمًا، هم يعلمون أنه بوجود هذا الشخص فلا مجال للافتراء أو الغش، وأنه إذا ما وقعوا في أيدي الظلم فأن قدوتهم ستكون متواجدة دائمًا للدفاع عنهم.

14 ـ لا تقف في منتصف الطريق

لا تقف في منتصف الطريق، اكمل مهمتك دائمًا حتى النهاية، إذا أردت أن تكون قدوة، فاجعل الجميع يعرفون أنك أهل لما وضعوه على عاتقك، اجعلهم يدركون أنك لن تتقاعس عن واجبك ولن تقف في المنتصف.

15 ـ لا تتنازل عن معتقداتك

ثق بنفسك ولا تتنازل عن معتقداتك لتلقى استحسان الآخرين، ثق أنك على حق في معارضة الباطل ومعارضة سيء الأخلاق. فأنت لن تكون قدوة إذا أصبحت بوجهين، فكرة تدافع عن الحق إذا رجحت كفته، وكرة تدافع عن الباطل إذا رجحت كفته.

كيف تكون القدوة للأبناء؟

كيف تكون القدوة للأبناء؟

كن قدوة لأولادك بأفعالك كما ذكرنا، ولكن هناك بعض الصفات المهمة الذي يجب أن تتحلى بها لكي تكون القدوة التي ينظرون إليها بشغف ويتطلعون لها:

1 ـ برر لهم سبب تصرفاتك

الأطفال دائمًا يودون فهم سبب كل شيء، سواء أكانت طلباتهم تقابل بالرفض أو الإيجاب.

فمثلًا، إذا أراد ابنك أن يخرج للعب وهو لم ينتهي من واجباته، لا تنهيه فقط بقولك لا! بل أخبره أنك تود أن تسمح له بذلك ولكنه سيقع في مشكلة إذا لم ينهي واجباته كغضب معلمته أو كسهره ليلًا لإنجاز ما عليه.

2 ـ فكر بصوتٍ عال

يمكنك أن تساعد أولادك عن طريق التفكير معهم، هذا سيكسبهم صفة الاعتماد على النفس والتمهل قبل التصرف؛ حيث يمكنك أن تعطيهم الإجابة أو الحل على الفور، ولكن هذا قد يجعل منهم عائلًا فقط في المستقبل.

3 ـ التزم بوعودك وكلماتك

لكي تكون قدوة يثق بك أبنائك يجب عليك ألا تخلف وعدك مطلقًا.

فإذا لم تحقق كلامك فهذا سيعني بدوره أن أبنائك ليسوا في حاجة للالتزام بوعودهم بالمثل، والأدهى من ذلك أن ثقتهم بك ستكون محدودة، لهذا احرص على عدم كسر كلمتك وأعتذر فورًا إذا حدث ذلك لظرف أو مشكلة ما.

4 ـ كن قدوة لهم

لكي تكون قدوة لأبنائك، عليك أن تحترم الجميع بما فيهم هم. إذا رأى طفلك أنك تعامل الناس بوقاحة سواء أكانوا في مكانة أعلى أو أقل منك، فلن يحترم هو الآخر كلمتك أو نفسك.

5 ـ أظهر له عطفك

أظهر له عطفك واحترامك وحسن خلقك مع الجميع، مع النادل الذي قام بخطأ ما، مع موظفيك، مع مديرك، مع زوجك…إلخ.

6 ـ كن حاسماً 

لا تتراجع عن قرارك أو كلمتك لمجرد تذمر أولادك، فإذا قدمت لهم العديد من التنازلات فقط حتى تريح نفسك من عناء مواجهة أسئلتهم وتذمرهم.

فهذا يعني أنك ستقدم التنازلات في كل مرة، يمكنك فقط أن تتنازل في حالة المناسبات الخاصة أو لما يستدعي الوضع مثلًا.

فيمكنك أن تتنازل عن قاعدة عدم الإكثار في الحلويات في أعياد الميلاد مثلًا، أو يمكنك التنازل عن موعد النوم المخصص لهم في الأعياد فقط…وهكذا.

صفات القدوة الحسنة

صفات القدوة الحسنة

هناك العديد من الصفات التي لا بد من توافرها في الشخص؛ حتى يكون قدوة حسنة ومن هذه الصفات ما يلي:

1- الصدق

عليك أن تعلم أن الشخصية القدوة تتصف دائماً بالصدق مع الجميع سواء مع أفراد العائلة أو الشريك، والبشر عموماً يتجنب الشخص الكاذب ولا يثقون به.

2- تحمل المسؤولية

عليك أن تتحمل مسؤولية نجاح مشروعك، فلا تكن من هؤلاء المدراء الذين ينسبون نجاح العمل لأنفسهم وفشله لموظفيهم. ومن هنا، فإنه يجب عليك أن تتحمل مسؤولية أي أخطاء، ووضع حلول دقيقة تساعد في حلها.

3- إظهار النضج والحكمة

يجب أن يتمكن الشخص الذي يكون موضع القدوة الحسنة من التعامل مع المواقف الصعبة في مجال العمل وغيره.

4- تقديم الدعم اللازم

دائماً تتصف القدوة الحسنة بالقدرة على تقديم يد العون لجميع الأشخاص حولها، حتى لو لم تتوفر لديهم الفرصة لتقديم الشيء الذي يحتاجون إليه.

5- احترام آراء الآخرين

تحترم شخصية القدوة الحسنة آراء الآخرين سواء كانت مؤيدة لها أم عارضة؛ وذلك لأنها ترى أن كل إنسان له الحق في إبداء رأيه، كما أنها تؤمن بأنه يمكن تعلم الكثير من الأشياء الجديدة من اختلاف الآراء.

6- الإيمان بالفكرة

يجب أن يقتنع القدوة الحسنة بالفكرة التي يدعو إليها، ويؤمن بها تماماً؛ حتى يتمكن من نقلها للآخرين، ومن ثم يفهموها بالصورة الصحيحة.

7- حسن الخلق

يتحلى القدوة الحسنة دائماً بمحاسن الأخلاق والتي منها الرحمة، والرأفة، والتسامح، والعفو.

ومن الجدير بالذكر، أنه إذ لم تتوفر هذه الصفات في القدوة، وكان عالماً فلن يتمكن من التأثير في الناس.

8- الثبات على المبادئ

لا بد للقائد أن يوازن بين العلم والعمل، فيعمل بما يدعو إليه، كما أنه لا بد أن يكون ثابتاً على المبادئ، فلا يغير مبادئه مهما تعرض لِضغوط.

كيف تكون قدوة حسنة في الأخلاق

هناك مجموعة من الأشياء التي تساعدك في الوصول إلى الأخلاق التي تجعلك في مقام القدوة الحسنة منها:

  1. أن تصحح العقيدة؛ وذلك لأن العقيدة السليمة تساعدك على التمسك بمحاسن الأخلاق، وتجنب مساوئها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً”.
  2. الالتزام بالعبادات؛ حيث أن العبادات تساعد الفرد على أن يحيا بأخلاق عالية، كما أنها تساعده على التمسك بها مهما واجه من تحديات، فقد قال الله تعالى “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر”.
  3. بناء علاقة قوية مع القرآن الكريم؛ حيث أن القرآن يمنح النفس الإنسانية المنهج الأخلاقي الصحيح الذي ينبغي على كل مسلم أن يسير عليه، ومن ثم يحيى حياة كريمة

نهاية نكون قد أوضحنا بعض الأفكار حول مقال كيف تكون قدوة وأخيرًا، يمكننا القول أن كل شخص قد يصبح قدوة بطريقته الخاصة، فكلنا مميزون بصفاتنا المختلفة. فقط علينا إدراك موقعنا المخصص ونجعل منه حيزًا يتسع الآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى