أهمية تعلم اللغات الاجنبية في الاسلام
أهمية تعلم اللغات الاجنبية في الاسلام من الأمور الهامة التي تساعد علي تعزيز ذكاء الطفل وتنمية مهاراته، فقد انتشرت في الآونة الأخيرة فكرة إلحاق الأطفال بمدارس اللغات بدلًا من مدارس الأزهر أو حتى المدارس العادية،
بل إن هناك أسر تقوم بضغط نفسها ماديًا فقط لتدخل أبنائها لمدارس اللغات.
نحن لا ننكر أهمية تعلم اللغات في العصر الحالي وحتى في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتم تعلم اللغات؛ ولكن الأهم أن نضع اللغات في موضعها الطبيعي ولا نعطيها حجمًا أكبر منها لنجد أنفسنا في النهاية منسلخين عن هويتنا العربية الإسلامية.
وبسبب كل ما سبق ذكره جئنا اليوم لنناقش أهمية دراسة اللغات وحدودها في الإسلام.
ماهية اللغة
إن اللغة كما استوفتها المعاجم والمكاتب العربية والعجمية، والاصطلاحات العلمية، عبارة عن أوضاع وأصوات ذات مقاطع ومخارج تنبئ عن المعاني النفسية، والأغراض الاجتماعية، وسائر المطامح البشرية في أي عصر من عصور التاريخ قديمًا أو حديثًا.
فهي وسيلة التخاطب بين الأفراد والجماعات، وأداة التفاهم بين الشعوب والقبائل.((almoslim.net))
وهي من لطف الله بعباده، وعظيم نعمته على خلقه، تقوم الحياة والحضارة على أساس مفهومها، ويكتب التاريخ بحروفها، وعلى حسب ظروفها.
ولا بد للإنسان من التعاون مع أبناء جنسه.
فالإنسان الواحد لا يستطيع توفير جميع حاجاته مستقلًا، ولا تعاون إلا بالتعارف ولا تعارف إلا باللغة.
أي الألفاظ والعبارات، والإنسان بدون العقل وقدرته على نطق اللغة بلسانه كان سيتساوى مع الحيوان.
وكل دعوة أو نظرية إنما يتقرر سلوكها ومذهبها بواسطة اللغات.
كما أن لكل قوم لغتهم وطبيعة لسانهم، كما قال الله جل وعلا في وظيفة الرسل:
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)﴾ [سورة إبراهيم]
ولولا اللغات لم يكن ليحدث تعارف ولا تعاون ولا كان بين الناس تواصل ولا تفاهم ولا وجدت صلة بين الماضي والحاضر.
أهميّة تعلّم اللغات بشكل عام في حياة الإنسان
أولاً: ضرورتها في الحياة الشخصية والعملية
ضرورة تعلم اللغة في الحياة الشخصية
فنحن نحتاج تعلم اللغات للتواصل مع الآخرين.((habous.gov.ma))
ففي حالة سفرنا إلى الخارج مثلًا سنجد أن معظم الناس في هذا البلد يتحدثون بلغةٍ أخرى غير العربية.
مما يتطلب منا تعلم لغتهم بشكل يكفي للتعبير وقضاء حاجاتنا الأساسية.
فنستطيع حينها الحديث بلغتهم وفهم محاوراتهم والدخول إلى قلوبهم ومعرفة دواخل نفوسهم.
ومن ثم يكون التواصل سلسًا معهم، والتقارب بيننا أعمق وأغزر.
ضرورة تعلم اللغة في الحياة العلمية والعملية
كما أن بعض اللغات أصبحت من لغات العلم، كاللغة الإنجليزيّة مثلًا.
فإذا أردنا أن ندرس تخصص معين في الجامعة، والاستفاضة والتعمق به بشكل جيد، سنجد أنفسنا ملزمين على قراءة الكتب والمراجع باللغة الإنجليزية.
ثانياً: العصر الحالي هو عصر المعلومات والعولمة
فمع انتشار وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة أصبح محتمًا على كل فرد أن يتعامل مع برامج غير عربية، بل إن العولمة أيضًا قد حولت العالم لقرية صغيرة حيث يمكنك الاتصال بأي شخص في أي مكان في العالم.
ومع توافر المصادر المفتوحة للمعلومات والتعليم، أصبح من الممكن لأي شخص أن يجد نفسه في موقف يحتاج فيه لمعرفة اللغة الإنجليزية أو غيرها من اللغات الأجنبية.
ثالثاً: وصية السابقين
فمن عرف لغة قوم، أمن شرهم.
فعندما تعرف لغة الآخرين ستتجنب تدبيرهم المكائد لك، وستكون مطلع على كل ما يحدث من حولك.
رابعاً: الحصول على وظيفة جيّدة
أهمية تعلم اللغات الاجنبية في الاسلام وخاصة في عصرنا الحالي أصبح امتلاك لغة ثانية غير اللغة الأم ميزة تنافسية هامة في سوق العمل.
فإذا أراد الشخص الحصول على وظيفة جيدة أو تحسين مركزه الحالي سيكون مضطرًا لتعلم لغة أخرى.
بل إن هناك بعض الشركات تطالب بلغتين غير اللغة الأم.
وذلك لأن تلك اللغات تجعل المتقدم للعمل يولد انطباعاً لدى مديره أو القائم بالمقابلة الشخصية معه على أنّه شخص مرن، منفتح على العالم، وقادر على تعلم كل ما هو جديد.
أهمية تعلم اللغات الاجنبية في الاسلام
أولًا: انتفاع الأمة بالبحوث التي كتبت بلغات أخرى
حيث أننا نعيش في عصر المعلوماتية الذي تشترك فيه المعلومات الحياتية والتكنولوجية والعلمية.
وهذا جعل فهم اللغة التي كتبت بها البحوث والدراسات أساس للاستفادة منها.
ولذا كان لا بد من تعلم تلك اللغات من الباحثين حتى يقوموا بنفع الأمة بشكل أكبر وأكثر توسعًا.
ثانيًا: دعوة الشعوب الأخرى للإسلام
حيث أن دعوة الشعوب الأخرى إلى الإسلام يحتاج من الداعية فهم طبيعة تلك الشعوب، وخصائصها، وتاريخها، ومنجزاتها، ونقاط قوتها وضعفها.
ولا سبيل إلى ذلك إلا بتعلم لغتهم ورموزها ومدلولاتها.
ثالثًا: ما يحاك ضد الإسلام من مكائد
فلا حاجة للتنبيه على مدى ما يحاك للإسلام من خطط، ومؤامرات،
ومناورات لهزيمة أمتنا وكسر حصانة نفوسها وتشتيت شمل أبنائها،
ومعرفة لغات أولئك وإتقانها له دور كبير في إفشال تلك المؤامرات، ولذلك قيل قديمًا (من عرف لغة قوم أمن مكرهم)
رابعًا: نقل الثقافة الإسلامية
حيث أن نقل الثقافة الإسلامية إذا تم من غير المسلمين يتم تشويهها وتزويرها واتهامها بالباطل بدون حق، ولذا نحتاج إلى مترجمين أكفاء يدينون بالولاء لهذا الدين فيكونون أمناء فيما ينقلون وما يكتبون.
خامسًا: الفقه بالواقع ومتطلباته
فلكي يتابع الفرد متغيرات الواقع، ويفسر مفرداته باستمرار، ويفقه حاجات ومتطلبات هذا الواقع، عليه أن يعرف لغات القوم ورموزهم.
وهذا يضعنا أمام سؤال كبير ألا وهو
المدارس العادية أم اللغات؟!!
فلقد رأينا فيما سبق أهمية اللغات في كلًا من الحياة العملية والإسلام؛ ولكن هل يعني هذا أن نهتم بدخول الأطفال لمدارس اللغات دونًا عن غيرها؟
بالتأكيد لا، فمع أهمية تعلم اللغات الاجنبية في الاسلام لن يحدث ذلك إلا إذا كانت اللغة الأم (اللغة العربية) مترسخة في نفوس ولسان أبنائنا بطريقة صحيحة، فعند تعلم اللغة الإنجليزية مثلًا لا بد من إجادة العربية للقياس عليها في المعاني، وكلما إزدات الحصيلة اللغوية في العربية إزدادت بالتبعية حصيلة الفرد من الإنجليزية.
ولهذا فإن أفضل شيء يمكن أن يفعله الوالدين هو الاهتمام بتأسيس أطفالهم حتى سن السادسة باللغة العربية تأسيسًا جيدًا، ثم يمكنهم بعد ذلك البدء في أي لغة أخرى بجانب الاستمرار في تعلم العربية.
وبالنسبة لمدارس اللغات فالأفضل ألا تحمل نفسك هذا العبء المادي وتحمل أبنائك العبء الدراسي بدون سبب وجيه، بل تلحقه بمدرسة عادية وتنفق هذا المال على تأسيسه جيدًا في اللغة العربية وما تشمله من نحو وصرف وأدب وغير ذلك.((almrsal.com))
أما إذا كنت تريد فعلًا الاستثمار في ولدك وجعله فردًا صالحًا فيمكنك إدخاله إلى مدارس الأزهر حيث الاهتمام باللغة العربية والدين الإسلامي أفضل ما يكون، وبهذا ستقوم ببناء هوية ابنك العربية الإسلامية ولن ينخرط وسط شباب اليوم الذين يقلدون الغرب في كل شيء دون تفكير، حتى انقلب لسانهم وتغير حالهم ولم يعودوا يعرفوا عن الإسلام سوى اسمه.
إن تعلم اللغات أمر سهل لمن صمم عليه وتابعه واتخذ فيه خطوات عملية؛ ولكن إذا أردت أن تتعلم اللغة عليك أن تجعلها لله سبحانه وتعالى ولنفع أمتك وللارتقاء بها.
اقرأ ايضا: أفضل 10 مواقع مجانية لتعلم اللغات