تفسير فضل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين

ورد قول “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين” في سورة الأنبياء على لسان سيدنا يونس عليه السلام عندما كان في بطن الحوت؛ وقد ورد أن قول العبد لهذا الدعاء فضل عظيم، وخيرًا كثير.

حيث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم “دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، إِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ بِهَا“.

هنا يتضح أن هذا الذكر له فضلٌ عظيم، وثوابٌ جزيل؛ حيث كان السلف الصالح يكثرون منه سواء كان بسبب الضيق أو بدون سبب؛ ولذلك سنتعرف في هذا المقال على فضل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين.

فضل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين

إن دعاء لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين له العديد من الفضائل ومن فضائله ما يلي:

  1. الرضا بقضاء الله وقدره، والطمأنينة له، واليقين التام بأن الله لم يرد بقضائه لنا إلا الخير.
  2. الشعور بالأنس مع الله سبحانه وتعالى، والتأكد من توفيق الله  للعبد بشكل دائم في كل شؤون الحياة.
  3. التوسيع والبركة في الرزق والمال، والأهل، والأولاد.
  4. كذلك من فضل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين أنها تكفير ومحو الذنوب والخطايا؛ حيث تجعل العبد يشعر بالندم على ما فات من اقتراف الذنوب والمعاصي ومن ثم يزداد تقرباً من الله.

كذلك من فضل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين:

  1. أنها تدل على الاستغفار وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب”.
  2. بالإضافة إلى ذلك، فإنه من فضل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين أنها تُشعر العبد بالتخلص من الهموم، والخروج من الشدائد والمصائب والمحن.
  3. أيضاً يؤكد هذا الذكر على استجابة دعاء الإنسان؛ حيث أنه أول ما استُجيب له نتيجة قوله هو سيدنا يونس عليه السلام فقد خرج به من بطن الحوت بعد أن قضى فيها 
  4. كما أن من فضائل هذا الذكر استشعار القرب من الله، وشكره على نعمه الكثيرة.

شرح دعاء "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين"

من المعلوم أن جميع الأدعية التي وردت في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، أو حتى التي كانت من صياغة الإنسان نفسه فإنها تعود على المسلم بالخير العظيم والثواب الكبير.

وقد جاء هذا الدعاء فى سورة الأنبياء وترجع قصته إلى سيدنا يونس عليه السلام وهو دعاء عظيم يشتمل على العديد من المعاني التي تدور حول تحقيق العبودية لله وحده وذلك لأن:

  1. أولهُ توحيد الله عز وجل؛ حيث أن توحيد الله يدل على التقرب إليه، والإقرار بربوبيته، وكذلك مناجاته والتسبيح له.
  2. بالإضافة إلى أن الدعاء خُتم بالإعتراف بالندم على ما فات وذلك بسبب قول “إني كنتُ من الظالمين”.

ومن هنا فإن هذا الذكر يحتوي على ثلاث معانٍ وهي:

  • التوحيد لله والإقرار بربوبيته.
  • الاستغفار.
  • الندم والاعتراف بالذنب.

فضل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين للشيخ محمد متولي الشعراوي:

يبين لنا فضيلة الإمام الشعراوي في هذا الفيديو أنه يجب على العبد المسلم الذي يشعر ببلبلة الخاطر والقلب من شيءٍ لا يعرف سببه، وكذلك الذي يصيبه هم أو غم أو فزع أن يلجأ إلى قول الله تعالى “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين” وذلك لأنه:

  1. يتحقق بها إستجابة الدعاء.
  2. كما أن الله يُنجي قائلها من الغم؛ حيث أنه تعالى قال بعد أن قالها يونس عليه السلام في سورة الأنبياء “فاستجبنا له ونجيناهُ من الغم وكذلك ننجي المؤمنين”.
  3. كما أن الشيخ يرى أن قول العبد لِهذا الذكر ساعة الغم يعني “أنه لا مفزع لي سواك”؛ حيث أن العبد يقر بالاعتراف أنه ارتكب ذنباً وظلم نفسه فأدى إلى شعوره بالهم والغم.
  4. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشيخ يرى أن قلب المؤمن يطمئن بهذا الذكر؛ حيث أن الله تعالى قال في كتابه الكريم “الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”
  5. أيضاً يرى فضيلة الإمام أنه يجب على المؤمن أن يكون شعاره ” لا كرب وأنت رب” لذلك لا بد أن يلجأ إلى الله تعالى كل مهموم ومغموم، وأنه لا يوجد أشقى ممن ليس له رب ويريد به الكافر؛ لذلك نجده في الشدائد ينتحر أما المؤمن لا ييأس أبداً ويلجأ إلى الله ويذكره عملاً بقول الله تعالى ” كلا إن معي ربي سيهدين”.
  6. كذلك، يرى الإمام الشعراوي أن الذي يعرض عن ذكر الله هو من يعرض للعيش الضنك تصديقاً لقول الله تعالى “ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا”.

عجائب لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين

علينا أن ننوه لك أن هذا الذكر العظيم يحقق الكثير من العجائب لكل من يهتم بِالمدوامة عليه، وكل من يلجأ به إلى الله؛ وذلك لأن الله عز وجل أكد على استجابة الدعاء به، وخروج العبد به من الفزع والهم والغم، وتفريج الكرب وهذا ما جاءت به سورة الأنبياء.

قال الله تعالى “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ

[الأنبياء: 87، 88].

كما أن السنة النبوية الشريفة تؤكد لنا أن استجابة الدعاء تتحقق بتضرع العبد إلى ربه بهذا الذكر العظيم؛ حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “دعوةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعا بها وهُو في بَطْنِ الحُوتِ: لَا إلَهَ إلَّا أنت سبحانَكَ إني كنتُ من الظَّالمينَ. لَم يَدْعُ بها رَجُلٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَه“. 

أخرجَه أحمدُ والتِّرمذيُّ.

تفسير دعاء لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين

يجب على كل مسلم أن يحرص على قول هذا الدعاء؛ حيث أنه له أثر وفضلٌ عظيم؛ وذلك لأن صيغته تشتمل على الأسباب التي تؤدي إلى إجابة الدعاء وهي

الإيمان بالله تعالى وحده، وكمال التوحيد له كما أنه اشتمل على آداب الدعاء؛ حيث يوجد به شرط التوبة وهو الاعتراف بالذنب والمعصية.

لذلك فإنه يعد من أسباب تفريج الكرب وقضاء الحوائج، وفيما يلي سنوضح لك تفسير دعاء “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين”:

لا إله إلا أنت 

هذا القول يجعل العبد يؤكد على وحدانية الله وكمال العبودية له وأنه رب العالمين جميعاً، وأنه تعالى وحده القادر على إدارة الكون.

سبحانك

تدل على التسبيح وهي في الدعاء بمعنى تقديس الله تعالى وتنزيه عن كل عيب ونقص لا يليق به ولا بمكانتهِ، ويبين أنه الأعلى عن جميع العالمين.

إني كنتُ من الظالمين

تدل على اعتراف العبد بتقصيره وظلمه لِنفسه بارتكاب الذنوب والمعاصي، وبذلك فهو يطلب العفو من الله؛ حتى يعفو عنه ويسامحه على تلك الأخطاء التي حالت بينه وبين رزقه وجعلته يشعر بالهم والغم وبلبلة الفكر.

في نهاية المقال، نذكر أن فضل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين عظيم، وهو من أحسن وأفضل الأبواب لِتحقيق الأماني، وقضاء الحوائج وتفريج الكروب؛ لذلك نوصيك بالمدوامة عليه.

Exit mobile version