فنون التعليم

أفضل طرق التعلم الفعال والنشط وأهم استراتيجياته

لا يخفى على أحد أن الطريقة السائدة للمحاضرات والدروس التعليمية ترتكز على الإلقاء فقط دون السماح للطلاب بعملية التفاعل أو المشاركة،
مما أدى إلى حاجة الطالب والمعلَّم إلى طريقة التعلم الفعال؛ وذلك بسبب ظهور الحيرة والشكوى من المتعلمون نتيجة عدم استيعابهم للمعلومات الجديدة التي تُلقى عليهم من قِبل المُعلمين.

فإذا كنت ترغب في التعرف على أفضل طرق التعلم الفعال فعليك بالاطلاع على محتوى هذا المقال. 

تعريف التعلم الفعال

هو التعلم الذي يتطلب أن يُشارك فيه المتعلمون في قراءة، أو كتابة، أو مناقشة مسألة معينة تتعلق بما يتدارسونه أو بما يجرون عليه التجارب؛ حتى يكون الجميع مُجبر على استخدام تفكيره في التحليل والتركيب. 

ومن هنا يتضح أن طرق التعلم الفعال ترتكز على خلق جو من المشاركة التفاعلية بين الطلاب مما يعني أن المتعلم يصبح مشارك نشط في العملية التعليمية بحيث يقوم الطالب بِطرح الأسئلة، وفرض الفروض، والاشتراك في المناقشات، والبحث، والقراءة، والتجارب بدلاً من الطريقة التقليدية المُتبعة في عملية التعلم والتي ينصت فيها الطلاب إلى ما يلقيه المُعلم.

العوامل التي تعزز التعلم الفعال

العوامل التي تعزز التعلم الفعال

هناك مجموعة من العوامل تؤثر في التعلم الفعال، وفيما يلي سنتعرف على أبرز هذه العوامل:

1- عامل الاستعداد

والمراد منه الحالة التي يكون فيها المتعلم لديه رغبة، واستعداد كامل للنجاح في جميع المهام التي يمكن أن توجه إليه في العملية التعليمية.

هذا، ويتم تحديد هذا الاستعداد بسن القبول في المدرسة والمتعارف عليه في المدارس العربية بأنه ست سنوات؛ حيث يكون عقل الطفل قد نما في هذا السن بشكل كافِ يمكنه من استخدام أصابعه لِلإمساك بالقلم.

بالإضافة إلى توفر قدرة الطفل على الربط بين ما يراه، وما يقوم بكتابته بجانب توفر القدرة عنده على البقاء في مكانٍ واحد؛ حتى يستطيع أن ينتظم في الحصص الدراسية.

2- عامل الدافعية

كذلك، يعد عامل الدافعية من أهم العوامل التي تعزز عملية التعلم الفعال؛ حيث أنها تحرك المتعلم، وتوجههُ بشكل مستمر من أجل تحقيق عملية التعلم، ومن ثم ينجح المتعلم في الاستمرار في العملية التعليمية؛ فقد ثبت أن أنه إذ لم يتوفر عامل الدافعية يفشل الكائن الحي في الاستمرار على السلوك الذي يرغب في تعلمه. 

3- عامل النضج 

يعد النضج شرط ضروري لِحدوث عملية التعلم، فبدون توفر عامل النضج لا يمكن للطفل أن يتعلم أي مهارة سواء حركية أو عقلية؛ لذلك لا يمكن للطفل أن يتعلم في الروضة بعض العمليات الحسابية لأنه لم يكتمل النضج العقلي والمعرفي في قدراته العقلية والذي يمكنه من استيعاب ما يتعلم.

4- سلوك المعلّم

يعتبر أيضاً سلوك المعلّم عامل من أهم العوامل التي تعزز عملية التعلم؛ حيث أن المعلم الذكي يبحث عن طرق التدريس الفعالة ويحاول اتباعها للحصول على نتائج مرجوة من عملية التعلم.

مبادئ التعلم الجيد وأسس الاستذكار الفعال

هناك عدة مبادئ معينة لا يمكن لِلعملية التعليمية أن تحقق هدفها والذي يرتكز حول فهم المعلومات، واستيعابها بدون توفر هذه المبادئ:

  1. تشجيع الطلاب على التفاعل مع بعضهم؛ حيث أن التفاعل يلعب دوراً كبيراً في تثبيت المعلومات الجديدة على واستيعابها دون بذل المجهود الكبير.
  2. منح الطلاب إمكانية وضع القيم والخطط المستقبلية لِإتباعها والسير عليها فيما بعد.
  3. السماح للطلاب بالتواصل المستمر مع أعضاء هيئة التدريس؛ لأن التعلم الفعال يتطلب المشاركة، والتفاعل وليس الانعزال والتنافس.
  4. تشجيع الطلاب على التعلم عن طريق الكتابة عن المادة العلمية، والتحدث عنها؛ حتى يمكنهم ربط محتواها بخبراتهم السابقة، وتطبيق ما تعلموه في حياتهم اليومية.
  5. توفير فترة زمنية كافية لِعملية التعلم؛ وذلك لأن الوقت هو العامل الأساسي الذي يؤثر على عملية التعليم سواء بشكل إيجابي أو سلبي.
  6. وضع توقعات فائقة على جميع الفئات التي مازالت تندرج تحت اسم المتعلمين؛ وذلك لأن رفع التوقعات يجعلهم يتجاوبون بشكل أكبر.
  7. كذلك، من مبادئ التعلم الجيد اختلاف طرق التعلم وتنوعها؛ لذلك لا بد من منح المعلمين الفرص من أجل إظهار مواهبهم مما يؤدي إلى تنوع الأنماط، وطرق التعلم، والمواهب.

الفرق بين التعلم النشط والتعلم الفعال

الفرق بين التعلم النشط والتعلم الفعال

أولا: التعلم النشط

يُعرف التعلم النشط على أنه فلسفة تعليمية تربوية الهدف منها تفعيل دور المتعلم ـ الطالب ـ بحيث يكون هو محور العملية التعليمية، كما أنه يهدف إلى الارتقاء بالمُتعلم من حالة المتلقي الصامت في المواقف التعليمية إلى المتعلم المتفاعل، وذلك عن طريق استهداف مهارات التفكير العليا التي تُعرف بالتحليل، والتركيب، وذلك بالاعتماد على الأنشطة التي تستلزم من المتعلم أن يقوم بعملية البحث والتجريب والعمل والتعلم الذاتي أو الجماعي؛ وذلك لاكتساب المهارات والحصول على المعلومات.

ومن هنا يُفهم أن التعلم النشط يهدف إلى تحفيز المتعلم على عملية التفكير، وقطع عملية التلقين، والحفظ والطرق التقليدية المُتبعة في عملية التعلم والتي يقدم فيها المعلم المعارف التي اكتسبها، ويكتفي فيها الطلاب بعملية الاستماع.

ثانياً: التعلم الفعال

كذلك تعرف طرق التعلم الفعال على أنه الأسلوب الذي يختاره المدرس في طريقة تدريسه داخل الفصل في تدريس مادة معينة؛ وذلك لِمساعدة الطلاب في الحصول على المعلومات والحقائق التي يرغب المعلم في توصيلها لهم مع مراعاة مراحل نمو عقلهم.

ومن هنا، يتضح أن طرق التعلم الفعال ترتبط بقدرة المعلم على الإثارة العقلية والفكرية عند الطلاب، وتوجيه الأسئلة إلى جميعهم بدلاً من الارتكاز على المجموعة التي لديها رغبة في التعلم، بالإضافة إلى قدرته على تحسين العلاقة بينه وبين طلابه؛ لعلمه بأثر تلك العلاقة النفسي والعاطفي في تحفيز المتعلمين على الاستمرار في عملية التفاعل والمشاركة في العملية التعليمية.

ما هي عناصر التعلم الفعال

  1. من أهم عناصر التعلم الفعال المدرس الذي يتمتع بالقدرة على جعل جميع تلاميذه يشتركون في عملية التفاعل، ويتمكن من طرح الأسئلة على جميعهم دون التركيز على من يمتلكون ميول نحو عملية التعلم.
  2. كذلك، من عناصر التعلم الفعال الشخص المتعلم الذي يتمتع بإمكانيات وقدرات حركية وعقلية تساعده على استيعاب ما يتعلم.
  3. توفير بيئة مدرسية تحتوي على جميع الأدوات والوسائل التعليمية التي ترتبط بالمواد التي يتم تدريسها؛ وذلك لِتحقيق الهدف من العملية التعليمة الذي يكمن في استيعاب التلاميذ للمعلومات الجديدة.
  4. بالإضافة إلى ذلك، فإن المادة الدراسية تعد عنصر أساسي من عناصر التعلم الفعال، والتي لا بد أن يتوافق محتواها مع طموح الشخص المتعلم للاستفادة منها في حياته اليومية؛ وذلك حتى تظل الرغبة موجودة للاستمرار في عملية التعلم.

ما هي استراتيجيات التعلم الفعال

ما هي استراتيجيات التعلم الفعال

هناك مجموعة من الاستراتيجيات الخاصة بالتعلم الفعال وهي كالآتي:

  • العمل على رفع مستوى جميع الطلاب الموجودين بالمرحلة الدراسية دون التركيز على الفئة التي لديها رغبة وميول في عملية التعلم.
  • بذل جميع الطلاب مجهود؛ للحصول على المعلومات الجديدة بالنسبة لهم، وذلك بعد التفاعل، والبحث، والتجريب.
  • كذلك، من استراتيجيات التعلم الفعال التعاون بحيث يمكن لكل مجموعة من الطلاب البحث في مسألة ما بالتعاون مع بعضهم؛ لاستيعاب المعلومات الجديدة.
  • أيضاً، هناك استراتيجية أخرى للتعلم الفعال تُعرف باستراتيجية المناقشة والحوار والتي تساهم في خلق جو إيجابي وتفاعلي بين المتعلمين أي أنها أفضل من طريقة الإلقاء، والسرد فقط؛ وذلك لأنها تساهم في التغلب على القلق والخجل عند المتعلمين، مما يؤدي إلى زيادة الثقة بالنفس عند جميع الطلاب نتيجة جعل المتعلم مشاركاً للمعلم وليس مستمع سلبي.
  • استراتيجية حل المشكلات بمعنى أن الطالب يكون له دور في الوصول إلى حل يتناسب مع المشكلة، ومن ثم يقوم المعلم باختيار أفضل الحلول وتطبيقها، وهذه الاستراتيجية تساهم في تنمية التفكير عند المتعلمين، وتوليد أكبر قدر من الأفكار والحلول بسبب التفاعل، والمنافسة.

 

  1. في نهاية المقال، نذكر أننا تعرفنا على الفرق بين التعلم الفعال، والتقليدي، وأفضل الطرق الخاصة به، كما قدما لك عناصر ومبادئ استراتيجية التعلم الفعال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى