الصحة

المبادئ العامة للإسعافات الأولية

المقدمة

يحدث كثيرًا أن يتعرض أحد قريب منا إلى إصابة، ونقف مكتوفي الأيدي لا نستطيع أن نفعل له شيئًا، فنحن لسنا مدربين على هذا، ولم نعلم العلم الكافي؛ حتى نستطيع أن نساعده، وهكذا نظل على حالنا، ويظل هو يتألم.

وكم من إصابات وحوداث لو تم إسعاف أصحابها لكانت حالتهم أفضل، ولم يتأثروا بها سلبيًا، وكم من حالة وفاة حدثت، وكانت من الممكن أن ينجو صاحبها، لو قام أحدهم بعمل الإسعافات الأولية له.

فتعلم المبادئ العامة للإسعافات الأولية ضرورة مُلحة علينا؛ حتى نحمي أسرنا ومن حولنا، وحتى نتصرف جيدًا إذا ما تعرض أحد لحادث، ونحن بجانبه، فنستطيع بذلك أن ننقذ حياته، أو حمايته من أي مضاعفات، فتعلم المبادئ العامة للإسعافات الأولية هي واجب علينا جميعًا، فالقاعدة الفقهية تقول “ما لا يتم العمل إلا به، فهو واجب”.

ما هي الإسعافات الأولية:

هي رغبة الشخص في مساعدة مصاب، وتلبيته لذلك، واستعداد فوري منه بالقيام بما يلزم لحالته، فيقدم المساعدة الطبية، ولكن ليس بشكل كامل، حتى يصل للعلاج النهائي على يد أطباء متخصصون.

لذلك فالإسعافات الأولية هي فقط مساعدة للشخص، ولكن ليست مساعدة كاملة، فالمساعدة الكاملة سوف يتلقاها الشخص في مكان مجهز كمشفى، وعلى يد أطباء متخصصين، بعد القيام بالفحوصات اللازمة للتعرف على حالته.

والإسعافات الأولية تتكون بشكل عام من سلسلة من الخطوات، التي قد تتسبب في إنقاذ أحد ما، ويمكن تدريب الشخص عليها، بأقل معدات.

المبادئ العامة للإسعافات الأولية :

  • أهم مبدأ فيها هو العمل الفوري، وسرعة الإستجابة لنجدة الشخص المصاب أو المريض.
  • يجب أن تبقي المصاب هادئًا قبل أن تقوم بعمل أي شيء، ويجب أن تكون حذرًا في أي شيء تقوم به، حتى لا تعرض المصاب لأي مضاعفات.
  • قبل أن تقدم على فعل شيء، قيم ما حولك أولًا، وقيم الخطأ الذي تجده، ثم بعد ذلك تصرف، ولكن ضع في اعتبارك أن الأولوية هي سلامتك، وسلامة الأشخاص من حولك.
  • من الأهمية بمكان أن تسارع وتطلب الإسعاف قبل أن تفعل أي شيء، فالأطباء بالتأكيد سيفيدون المصاب أو المريض أفضل منك، فإنما واجب المسعف أن يقدم القليل من المساعدة وفق ما تعلمه.
  • تجنب لمس الأماكن المصابة بيديك العاريتين، أو أن تمس سوائل الجسم، فيجب أن ترتدي قفازات قبل أن تفعل ذلك.

الإسعافات الأولية في حالة النزيف الحاد:

  • ارتدِ القفازات المعقمة، و واقي للوجه إذا أمكن ذلك.
  • احرص على أن تطمئن الشخص المصاب أولًا، ولا تدعه يفزع أو يهلع، واحرص على أن تكون هادئًا بقدر الإمكان.
  • اضغط ضغطًا قويًا، ومباشرًا على مكان النزيف، واستخدم ضمادة معقمة، أو أي قماش نظيف.
  • من الممكن أن تستخدم يد الشخص المصاب في الضغط إذا على قطعة نظيفة من القماش.
  • عندما تقوم بالضغط المباشر، فارفع المنطقة المصابة؛ حتى تكون فوق مستوى القلب.
  • قم بوضع ضمادة فوق الضمادة التي تضعها على الإصابة، وقم بالضغط عليها، حتى تثبت في مكانها، واحرص على ألا يكون ذلك بقوة.
  • إذا كان المصاب ما زال ينزف، وقد امتصت الضمادة أو الشاش الدماء، فلا تقم بنزعها، بل قم بوضع شاش أكثر عليها.
  • ترقب المصاب إذا ما ظهرت عليه أي علامات صدمة وهي:- بشرة شاحبة، تنفس سريع، وقد يتعرض لتسارع نبضات دقات القلب، أو انخفاضها، وقد يتعرض لغياب عن الوعي.

في حالة ظهور أعراض الصدمة:

  • يجب أن تقوم بفك الملابس الضيقة حول عنق أو خسر المصاب.
  • حاول أن تجعل الشخص دافئًا قدر المستطاع.
  • عندما يكون الشخص مستلقيًا، فقم برفع رجل المصاب فوق مستوى قلبه، واحرص على أن يكون الجزء المصاب مرتفعًا.

في حالة نزيف الأنف:

وكثيرًا ما يحدث نزيف الأنف، فهو أمر شائع، فإذا ما حدث فعليك القيام بما يلي:

  • يجب أن تجلسهم، وأن تجعلهم يميلون بجسمهم إلى الأمام قليلًا.
  • اطلب منهم أن يضغطوا على الجزء الناعم من أنفهم لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة.
  • يجب أن يكون فم المصاب مفتوح، حتى يتمكن من التنفس جيدًا، وإذا ما كان هناك أي دماء سقطت في فمه، فعليه أن يبصقها في حوض أو أي وعاء أمامه.
  • إذا لم يتوقف النزيف بعد 10 أو 15 دقيقة، فلا بد من إرسال الشخص إلى الطوارئ.

في حالة الحروق:

في البداية لا بد أن تحافظ على سلامتك أولًا، واحرص على ارتداء الملابس الواقية، ثم بعدها قم بعمل الآتي:-

  • أوقف عملية الحرق، فسارع بإزالة مصدر الحريق.
  • إذا ما كان الشخص ما زال مشتعلًا، فاطلب منه عدم الركض أو الحركة، ولإطفاء النار يكفي أن نلف الشخص ببطانية تكون خالية من النايلون، فعندها تنطفئ النار بمفردها.
  • إذا كانت الكهرباء سببًا في الحريق، فقم بإيقاف تشغيلها.
  • إذا ما كان سبب الحريق نارًا مباشرة، فلا تقم بإزالة أي ملابس على الشخص، فإنها تكون حائل بينه وبين تكون الجراثيم على مكان الحرق.
  • قم بإزالة أي مجوهرات على الشخص، إذا لم تلتصق بعد بالجلد، فإن التصقت به فلا تنزعها.
  • المنطقة التي احترقت قم بتبريدها، مستخدمًا الماء البارد، أو الفاتر لمدة تتراوح بين 10 لـ 30 دقيقة.
  • لا تفرط في تبريد الشخص إذا ما كانت المنطقة التي تم حرقها كبيرة، واحرص بعدها على تدفئة الشخص.
  • في حالة الحروق الكيميائية، احرص على ارتداء القفازات الواقية، وقم بتنظيف الجلد من أي بودرة أو مواد كيميائية، وانزع الملابس الملوثة عن الجلد، واستخدم الماء لإطفاء الحريق.
  • إذا كان سبب الحرق ماء أو شايًا ساخنًا، فإننا نقوم بنزع الملابس عن مكان الحرق، أما إذا التصقت بالجلد، فلا ننزعها.
  • إذا كان الحرق من الدرجة الأولى، فلا نستخدم معجون أسنان، أو قهوة، أو التراب لنسعف الشخص المحترق، ولا نقوم بتغليف الحرق؛ لأن الجلد يحمي الأنسجة.
  •  إذا أصيب الشخص بفقدان للوعي، فمن الممكن أن نعطيه ماء، أما إذا كان الحرق في منطقة الجهاز الهضمي فنمتنع عن ذلك.
  • يجب أن نراقب التنفس، فقد تتسبب بعض الحروق في انسداد ممرات الهواء، لما تحدثه من تورم.

في حالة التعرض لكسور:

تعد الكسور من أخطر الحالات، وتزداد خطورتها بحساسية وخطورة المكان الذي حدثت له، فيجب على المسعف أن يتعامل معها بحذر شديد، فأي خطأ قد ينتج عن مضاعفات خطيرة، تتسبب بإيذاء كبير للشخص، أو ربما تودي بحياته، فيجب اتباع الإرشادات بدقة، ومنها:-

  • حافظ على وضع الشخص المصاب، فيمنع تحريك لمصاب أو ثنيه إلى الوراء أو على جنبيه، أو وضعه نحو وضعية الجلوس، فهذا خطير وقد يتسبب في كسر بالعمود الفقري، وقد يتسبب التحريك العشوائي في تحويل الكسر إلى كسر مرفق بانزلاق الفقرات، ثم إصابة النخاع الشوكي، وقد يتسبب في الشلل بعد ذلك.

تعلم الإسعافات الأولية ضرورة بالغة، فعندما يتعلم قدر كبير من الناس كيفية القيام بالإسعافات الأولية، فسوف يعود هذا بنفع عظيم على المجتمع وأفراده، فغياب الوعي بالإسعافات الأولية هو سبب -وإن كان غير مباشر- في كثرة الوفيات من الحوادث، فأغلب الناس يقفون و يشاهدون فقط، فلو كان عندهم أيُ قدر ولو بسيط بالعلم بالإسعافات الأولية، لتمكنوا من مساعدة أي شخص مصاب.

ولذلك يتبين لنا، أننا جميعًا في حاجة؛ لتعلم المبادئ العامة للإسعافات الأولية ،فهلَّا فعلنا؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى