مقالات متنوعة

لماذا نصوم شهررمضان؟ و ماالحكمة من الصيام؟

المقدمة

إن الصوم مدرسةٌ إيمانية متكاملة، تربي في المرء قيماً بالغة الأهمية، وقد شاع الصوم بين جميع الأمم، وشرّع في أغلب الديانات إن لم يكن جميعها، وفرض صيام شهر رمضان على أمة محمد في السنة الثانية من الهجرة بشهر شعبان، وقد صام النبي صلى الله عليه وسلم مع أمته تسع رمضانات.

ولكن، لا زال البعض من العامة، وأطفالنا الناشئين يتسائلون: لماذا نصوم شهر رمضان، وما الحكمة من الصوم؟، ونتعرض في هذا المقال لإجابة هذا السؤال، ولذكر الدوافع وراء صيام المسلمين لهذا الشهر الكريم.

الشرح

1امتثالًا لأمر الله تعالى

كونك مسلمٌ تؤمن بالله عز وجل، وتقر بأن ديانتك هي الاسلام، فذلم يتطلب منك الامتثال والاستسلام لأوامر الله تعالى وما جاء في شريعته، قال تعالى :”إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُون”

والصوم هو إحدى أركان الإسلام، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ” نِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وأقام الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ”.

2- إن الله تعالى يحب الصوم والصوّامين

إن كل ما نفعله في الدنيا من طاعات هدفه التقرب إلى الله تعالى، ورغبة في أن يرضى عنا ويعفو عن ذنوبنا وخطايانا، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى يحب الصوم، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ”

فإن كان هذا الحديث هو السبب الوحيد الذي يدفع المسلمين للصوم، فكفى به سببًا.

3-  الصيام حصن ضد الذنوب والمعاصي

يجد المرء نفسه في رمضان، أقل عرضة للذنوب و المعاصي، ويلاحظ أن يومه الرمضاني عامرٌ بذكر الله وبقية الطاعات، وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا”.

4- إن الصيام إحدى الأسباب التي يمكن أ ن نرزق بها نيل الأجر يوم القيامة بغير حساب

إن أجر الصائم يكون على الله تعالى، لذلك على المسلم أن يستحضر نية أن يرزقه الله تعالى الأجر بغير حساب.

5- طمعًا في دخول الجنة من باب الريان

خص الله تعالى باب الريان في الجنة لعباده الصائمين، فلا يدخل منه غيرهم، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ”

6- الصيام يشفع للعبد

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ: الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ فَيُشَفَّعَانِ”

7- ليرزقنا الله سعادة الدنيا والآخرة

إن الصوم يهب الإنسان سعادة في الدارين، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : “للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربِّه”

ففرحة المسلم عند فطره تمثل فرحة الدنيا وذلك سرورًا بما وفقنا الله لإتمام صيام اليوم، ولإباحة الله تعالى الأكل والشرب في هذه اللحظة.

8- تعلم جهاد النفس ضد الهوى

فجهاد النفس أهم قيمة يجب أن يتعلمها المرء في حياته، والمسلم في نهار رمضان يمتنع عن شهواته من أكلٍ وشربٍ وشهواتٍ وإن كانت متاحةٌ لديه، كما أن من كمال صيام المرء أن يمتنع عن المعاصي وذنوب اللسان والجوارح، وبذلك ربّى المسلم نفسه في خلال الشهر الفضيل.

9- الصيام مدرسةٌ للصبر 

إن الإمساك عن المفطرات في نهار رمضان مع حاجة المرء إليها يربي في المسلم خلق الصبر، كما يعزز فيه القدرة على ترك الحرام، فهو قد ترك بعض المباحات وامتنع عنها امتثالًا لأمر الله تعالى.

وفي النهايةً ..

 إن امتثال المرء لأوامر الله تعالى، واستسلامه لما تفرضه عليه شريعته، يعد خير سببٍ لأداءِ هذا الركنِ العظيم، كما أن الأحاديث الواردة فيما أعدّهُ الله للصائمين من أجرٍ وثوابٍ تُعَدُّ دافعًا عظيمًا للمسلم لصيام هذا الشهر الفضيل، بل وصيام التطوع بعده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى