إسلاميات

أفضل الأعمال في رمضان | خير الأعمال الصالحة للمسلم في رمضان

شهر رمضان المبارك من نفحات الله وأيامه المباركة على أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلّم ، والتي يحاول المسلمون فيها الإكثار من الأعمال الصالحة والتنافس في فعل الخيرات وإطعام الطعام وبذلِ الصدقات لعل وعسى أن تصيبهم نفحة تلك الأيام المباركة.

وعملا بقول الرسول العدنان صلى الله عليه وسلم : “إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا” ، وهذا الحديث وإن كان ضعيفا إلا أنه معمولٌ ومأخوذٌ به في التسابق والتنافس في فعل الخيرات في الأيام المباركة.

ولحرصِ المسلمون كل رمضان على الاستزادة بأعمالٍ خيريةٍ وصالحةٍ جديدة ، قد جمعنا في مقالاتنا بعض من أفضل الأعمال في رمضان  التي من الممكن أن تفتح أبواب الخير على المسلم في تلك الأيام المباركة، راجين من المولى القبول والإعانة عليها .

اقرأ أيضاً كيفية استقبال شهر رمضان المبارك خطوة بخطوة والاستعداد له

أفضل الأعمال الصالحة في رمضان

يوجد قائمة كبيرة أفضل الأعمال في رمضان، قد اخترنا لكم منها مجموعة من الأعمال الصالحة التي عليك المداومة عليها طوال الشهر بل طوال حياتك أيضًا، لكي يكتب لك الله الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة.

1- الصلاة على وقتها

من المعلوم من الدين بالضرورة أن الصلاة هي عماد الدين ، وهي أول ما يحاسب عليه المرء عند ربه عز وجل ، لذلك وجب أن يكون أول ما نبدأ به من أن نعيره الإهتمام هو المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها.

فالمسلم لابد عليه أن يؤدي صلاته وهذا أمر مفروغ منه ، ولكن المقصود في فقرتنا هذه هو المحافظة على أداء الصلاة في وقتها في جماعة، فتلك من أفضل الأعمال التي تعين المسلم على الاستزادة من الطاعات ، من ذكرٍ وتسبيحٍ ودعاءٍ بعد كل صلاة.

وقد دلّ على فضلِ وعِظَم أداء الصلاة على وقتها حديث رسول الله في الصحيحين حينما سأله عبدالله ابن مسعود : أي الأعمال -أو العمل- أحب إلى الله؟ قال: “الصلاة على وقتها” قال : ثم أي؟ قال : “بر الوالدين” قال: ثم أي؟ قال : ” الجهاد في سبيل الله”.

فالصلاة على وقتها كما بيّنا هي فاتحة كل خير وباب استزادة من كل عبادة وطاعة ، فيأتي بعدها الجلوس في المسجد والتعوّدعلى أذكار ختمِ الصلاة ، والدعاء وقراءة القرآن وما إلى ذلك من الطاعات.

2- قراءة القرآن الكريم

قراءة القرآن الكريم هو عمل عظيم سواء داخل أم خارج شهر رمضان ، فكلنا يلم الحديث المشهور عن الثواب الحاصل للمسلم عند قراءة القرآن في قوله صلى الله عليه وسلم : “مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقول “آلم” حرفٌ ولَكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ”.

وهذا فضل قراءته في كل وقت فما بال المسلم بفضل قراءته في الشهر الذي نزل فيه وفي شهر الله الذي تتضاعف فيه الحسنات وتكثر أوقات العبادات فيه والتشجّعِ عليها، وقد كان النبي يُكثر من قراءة القرآن في شهر رمضان ويحثّ أصحابه على ذلك.

كما وصل إلينا من السلف الصالح من صحابة رسول الله وأتباعهم وأتباع أتباعهم أنهم كانو يتنافسون في ختمه في رمضان أكثر من مرة ، ويتدارسون آياته وأحكامه ، ويجتمعون في المساجد لتلاوته وتعليمه عملا بقوله صلى الله عليه وسلم : “خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه “.

وقد بيّن النبي أن القرآن يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة فقد قال : ” اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة ” ، فالإكثار من تلاوته في رمضان هو أسهل طريقة للتعوّد على آيته يوميا ، والحصول على ثواب من كل أبوابه بمضاعفةٍ ربّانية بفضل الشهر الكريم.

3- قيام الليل 

قيام الليل هو إحياء الليل بالصلاة ، وإستيقاظٌ بالليل لأداء صلاة سنّة تقرّب العبد من ربه والناس نيام طمعا أن تصيبه رحمة الله وعفوه، فقد حثّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قيام الليل وخاصة في رمضان بقوله: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.

وقيام الليل في رمضان يصبح سهلا أكثر من أيام الأشهر الأخرى ، ففي رمضان تتزين المساجد بصلاة التراويح بعد العشاء ، وهي ما تعين العبد وتشجعه على المداومة على قيام الليل مع الإمام إلى آخر أيام رمضان.

4- إطعام الطعام 

إطعام الطعام كموائدِ الرحمن وغيرها من صور وأشكال الصدقات المختلفة وإفطار الصائمين ، إنما هو من أفضل الأعمال في رمضان ، وقد جاء بيانا لذلك في القرآن الكريم بيان ثواب الإطعام لوجه الله : ” ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا” فجاء الثواب : “فوقاهم الله شرّ ذلك اليومِ ولقّاهم نضرةً وسروراً وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا”.

وقد قال صلى الله عليه وسلم حثا على هذا الباب من الخير : “مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء”.

5- الدعاء 

الدعاء هو الإفتقار والتذلل لربِّ القوى والقُدَرِ ، وطلب ما عند الله بعد الإعتراف بقدرته ونقص ما عند العباد ، وهو من العبادات المهمة جدا والتي تزداد أهمية في رمضان.

فقد بيّن الله أهمية تلك العبادة وسؤاله عن سؤال غيره بأن أنزل آيات الدعاء بعد آيات الصيام مباشرة بقوله تعالى : “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” ففي الدعاء رشدٌ وهداية ووضوح طريقٍ ورؤية.

أفضل الأعمال في العشر الأواخر من رمضان

أفضل الأعمال في العشر الأواخر من رمضان

على المسلم أن يحاول على مداومة الأعمال الصالحة والطاعات كما ذكرنا في الفقرة السابقة ، ولكن عليه أن يحرص من زيادة تلك الأعمال في الليالي العشر من هذا الشهر المبارك ، ففيها ليلة خيرٌ من ألف شهر ، وهي الليالي التي أوصى رسولنا بالعمل وشدّ الرحال فيها.

ومن المفترض أن نضع قاعدة أو نذكّر بقاعدة محمدية وضعها النبي العدنان لنا وهي أن “أفضل الأعمال عند الله أدومها وإن قلّ” ، فالمداومة على العمل وإن كان قليلا خير من التقطّع في الأعمال الصالحة الكبيرة وفي كلٍ خير.

ومن الأعمال العظيمة التي يستحب للمسلم عملها في الليالي العشر الأواخر من رمضان بالإضافة إلى الأعمال السابقة :

1- الإعتكاف

من الأعمال التي حافظ على فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان.

ويرجع فضل الإعتكاف في المسجد في رمضان إلى أن ذلك يعين على العبادة وانغلاق العبد على نفسه مع ربه في مسجده ينشغل بقراءة القرآن والذكر والصلاة بعيدا عن مشاغل الدنيا وعن الغيبة والنميمة وما إلى ذلك من مُنقِصات الأجر والصيام.

2- الجلوس في المسجد بعد الفجر إلى شروق الشمس

إن لم تستطع أو يسمح وقتك ومشاغلك بالاعتكاف الكامل في المسجد في الليالي العشر ، فلا تضيّع منك عظيم ثواب تلك العبادة المنسيّة أحيانا، ألا وهي الإعتكاف الجزئي أو الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس ثم صلاة ركعات الضحى دون كلام مع الناس.

الإنشغال بالله وذكره وقراءة قرآنه دون انشغال بحديث جانبي ، وقد بيّن لنا النبي ثواب تلك العبادة العظيمة بقوله : “مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثمّ صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ ، تامَّةٍ ، تامَّةٍ” وهذا يدل على عظيم الأجر والثواب والحث على تلك العبادة.

3- العمرة

العمرة في رمضان ثوابها من ثواب الحج ، ولكن كثيرا ما كان يحاول الصالحون أن تكون عمرتهم في الليالي العشر لزيادة الفضل والثواب .

ودليل هذا الثواب العظيم ، ما جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: ما منعك أن تحجي معنا؟ قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه – لزوجها وابنها – وترك ناضحاً ننضح عليه، قال: فإذا كان رمضان اعتمري فيه؛ فإن عمرة في رمضان حجةً .

4- زيادة الصدقة 

الصدقة أجرها عظيم جدا في كل أيام المسلم ولكن يستحب الإكثار منها في رمضان ، لإعانة المسلمين لإخوانهم الفقراء على الصيام وتحمّل مشقته وتعبه، وللحصول على كامل الأجر والثواب منها.

فالصدقة هي العمل الذي الذي يتمنى الرجل وهو يحاسَبُ في الآخرة أن يرجع فيعمل بها كما جاء في القرآن على لسان من لم يتصدق وينفق في سبيل الله : ” وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربِّ لولا أخرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّقَ وأكن من الصلحين”.

5- الزيادة والإكثار في قيام الليل

فكثير من الصالحين من يتعمد الإكثار من ركعات قيام ليله ، كأن يصلي مع الإمام في جماعة التراويح وفي منتصف الليل يرجع فيصلي ما يسمى بصلاة التهجّد، أملا في تحصيل الثواب وابتغاء ما عند الله.

أفضل ما يفعله المسلم في رمضان

  • على المسلم أن يداوم على الأعمال الصالحة وإن قلّت أو كانت يسيرة حتى ، فإنه كما ذكرنا “أفضل الأعمال عند الله أدومها وإن قل ” ، وأن يحاول أن يشغل وقته بالذكر والتسبيح والتكبير والتهليل وخاصة في الليالي الأخيرة من الشهر المبارك.
  • كما يجب عليه أن يجتنب الكبائر ، وأن يحاول إجتناب الصغائر حتى لا يصيب صيامه أيّ نقص ، وإن وقع في إحداها فعليه أن يُسرع في الإستغفار ويتبع السيئة بالحسنة تَمحُها بإذن الله.
  • يجب عليه اجتناب الغيبة والنميمة والوقوع في أعراض الناس والكلام عنهم ، فهذه منقصةٌ عظيمة للثواب في الصيام ، لأنها ليست ظلما للنفس وذنب بين الله والعبد فقط بل هي ذنب وظلم للخلق لا يغفره الله إلا بمغفرة المُساءِ إليه .
  • أفضل ما يفعله المسلم في رمضان محاولة تعويد النفس على أداء ما أمر الله به واجتناب ما نهى الله عنه ، فإن خرج المسلم بذلك من رمضان وحسب كفاه.

الأعمال الصالحة للأطفال في رمضان

هناك الكثير من الأنشطة الممكنة التي ستضفي نوعا ولونا خاصا للأطفال في رمضان إلى جانب تعليمهم وجعل رمضان شهرا مميزا منتظرا من قِبَل الأطفال، ومن تلك الأعمال والأنشطة للأطفال في رمضان :

1- تزيين المنزل بزينة رمضان

  • جعل الأطفال يشاركون في تزيين المنزل من أجل شهر رمضان خصيصا ، سيجعلهم يشعرون بأهميته وفرحة دخول هذا الشهر عليهم ، ويجعلهم ينتظرونه بفارغ الصبر ومحاولة تجديد الزينة والأفكار له.
  • ستضفي زينة رمضان روحا من البهجة والطمأنينة والإستعداد النفسي لرمضان لكل من الأهل والأطفال ، وتعلمهم أن هذا الشهر مميز في كل شيء حتى التحضير له.

2- عمل خيمة رمضانية

عمل خيمة رمضانية في المنزل للأطفال هو من الأمور المميزة جدا والمعينة للأهل على جعل الطفل يجلس فيها ويتعلم شيئا جديدا عن دينه، كسيرة عن النبي بقصة أو ما إلى ذلك ، او حتى تشجيع الطفل على قراءة القرآن فيها، وجعله ينتظر رمضان من عام إلى عام.

3- قراءة قصة دينية كل يوم

قراءة قصة للأطفال كل يوم او كل فترة في رمضان عن سيرة النبي والصحابة ، أو قصة تعليمية دينية ، هي من العادات الجميلة التي تربط الطفل بأهله ودينه ، وتجعل شهر رمضان شهرا مميزا تعليميا للطفل.

4- اصطحاب الطفل إلى المسجد

  • تعويد الطفل على آداب الصلاة في المسجد وآداب المسجد هي من أهم الأمور التي تفتقدها أمتنا في الأيام الحالية ، فإما منع الطفل من حضور الصلاة في المسجد ، أو إحضاره دون تعليمه مما يسبب إزعاجاً وتشتيتاً للمصلين.
  • لذا يجب تعويد الأطفال في السن السابعة مثلا أو إن كان أصغر سنا من ذلك ولكن يلتزم بالتوجيهات ، فلابد من تعويده على المسجد وتحبيبه فيه وفي صلاة التراويح لأنه في سن زراعة وترويض ، والناتج والمحصول عندما يكبر بإذن الله.

5- تنظيم الأهل لأسئلة عن شهر رمضان

تعد تلك الطريقة لطيفة وسهلة في تعليم الطفل وزيادة معلوماته الدينية والدنيوية ، بأن يجهز الأهل كل يوم بعض الأسئلة الدينية أو الحياتية وإعطاء جائزة أو ما شابه ذلك لإضفاء روحٍ من التنافس وحب التعلم عند الطفل.

6- جعل الطفل ينظم الأطباق والموائد الرمضانية

على الأهل أن يشغلو أطفالهم بتجهيز موائد الإفطار والسحور في المنزل لتعليمهم أهمية تلك العبادات ، وإضفاء روح المسئولية عند الطفل والمشاركة والعمل الجماعي.

7- عمل صندوق صدقات

عمل صندوق للصدقة ومحاولة مساعدة الطفل على أن يضع فيه يوميا ، وفي آخر الأسبوع أو الشهر جعل ما فيها للفقراء ، ويفضل أن يعطيها الطفل للفقراء بنفسه ، لما في ذلك من تعويد الطفل على روح الأخوة ومساعدة الغير وحب الخير.

خطبة عن أفضل الأعمال في رمضان

من الأهمية الكبيرة لشهر رمضان المبارك وعظم الثواب فيه ، فكثيرا ما نجد خطَباً ودروسا دينياً تتحدث عن أهمية وفضل هذا الشهر، وكثيرٌ من العلماء والشيوخ من تحدث عن فضل وأحكام هذا الشهر.

ولابد للمسلم أن يستمع او يتدارس أحد تلك الخطب أو الدروس لمعرفة جميع الأحكام المتعلقة بالصيام ، لتجنب الوقوع في مبطلات الصيام ، أو للمحافظة على جميع شروطه وأركانه ، ومن تلك الخطب المشهورة عن شهر رمضان المبارك:

خطبة الشيخ كشك رحمه الله :

 

خطبة الشيخ العلامة محمد راتب النابلسي :

ختاماً كانت هذه مقالتنا عن أفضل الأعمال الصالحة في رمضان ، محاولين أن تكون تضمنت الكثير من أبواب الخير التي تفتح على صاحبها والعامل بها الثواب العظيم ، راجين من المولى القبول وأن يبلّغنا رمضان عاما بعد عام مع تحصيل كامل ثوابه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى