فنون التعليم

أنماط التعلم والتفكير عن بعد | وكيفية تنمية مهارات التفكير

أنماط التعلم والتفكير نقدمها لكم فإن التفكير هو عبارة عن سلسلةٍ من النشاطات العقلية تتم في الدماغ بهدف اتّخاذ قرارٍ أو البحث عن حلٍ لمشكلة، ويختلف مستوى هذه النشاطات العقلية من شخصٍ إلى آخر حسب المعلومات التي يخزّنها العقل الباطن للشخص عن هذه المشكلة أو موضوع القرار الذي ينوي اتخاذه، ولهذا فمن النادر أن تجد شخصين متطابقين في التفكير تمامًا، بل إن للتفكير أنواع متعددة مما ترتب عليه وجود أنماط مختلفة للتعلم، وسوف نتناول اليوم الحديث عن أنماط التعلم والتفكير بشيءٍ من التفصيل.

أنواع التفكير

لمعرفة أنماط التعلم والتفكير، علينا بدايةً التعريف بأنواع التفكير المتعددة، وتلك الأنواع هي:

1- التفكير التقليدي

ومن يمتلك هذا التفكير البسيط لا يمتلك طموحًا لتطوير عمله، ولا يتطلع للأفضل بل ينظر لما هو أمامه فقط، وغالبًا ما تكون خبرته عبارةً عن تجربةٍ مكررةٍ.

2- التفكير الناقد

وصاحب هذا التفكير يركز على التحليل والتقييم للحلول المعروضة أمامه وفق معايير متفق عليها، ومن خصائصه:-

  • التنبؤ بحل المشكلة، أو نتيجة القرار. 
  • الاهتمام بوضوح المشكلة، أو الموضوع المطلوب اتخاذ قرار فيه. 
  • التأكد من مصادر المعلومات، والرجوع إليها أحياناً. 
  •  التمييز بين الحقائق التي يمكنه إثباتها. 
  • التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي. 
  •  الربط المفاهيم مع بعضها ربطاً سليماً. 

3- التفكير الإبداعي

صاحب هذا النوع من التفكير يمثل حالة ذهنية فريدة، ولديه رغبةً قوية في التوصل إلى نتائجَ دقيقةٍ غير معروفةٍ سابقاً،

ومن خصائصه:-

  • امتلاك خبرة مخزنة في دماغه مما يجعله يتفرد في طرح الأفكار. 
  • القدرة على استدعاء معلوماتٍ أو خبراتٍ تكون مخزنةً بعقله، وطرح بدائل بشكلٍ سريع.
  •  القدرة على طرح تفاصيلٍ حول الموضوع. 
  •  القدرة على طرح أفكار متنوعة تتغير مع تغيّر متطلبات الموضوع.

4- التفكير المعرفي

صاحب هذا التفكير لديه تراكم كبير للمعلومات في عقله مما يعطيه خصائص مميزة منها:-

  • القدرة على تصنيف المعلومات ومفرداتها.
  • القدرة على جمع المعلومات حول الموضوع.
  •  القدرة على تحديد العلاقات بين الأشياء، والتنبؤ بالنتائج.
  •  القدرة على التركيز، وتوضيح الفكرة، وتحديد الهدف.
  •  القدرة على جمع المعلومات من خلال طرح الأسئلة.

كيفية تنمية مهارات التفكير

كيفية تنمية مهارات التفكير

قلنا من قبل أن التفكير مهارة وهذا يعني أنه يمكن تطويره، من الطبيعي أن التفكير يتطور تدريجيًا مع تطور مراحل التعلم منذ الطفولة، والدور الرئيسي في هذا التطور يلعبه المعلم عن طريق مجموعة من الوسائل منها:-

  1. السماح للطلاب بالتعبير عن آرائهم بحريةٍ. تحفيز الآراء الناقدة.
  2. تقدير أي مجهود يبذله الطالب للحصول على المعلومة.
  3. مراجعة المعلم لطلابه بهذه المهارات.
  4. الاعتماد على لغة الحوار مع الطلاب.
  5. عرض مهارات التعلم أمام الطلاب، وتعريفهم بأنواع التفكير.
  6. تنفيذ مهارات وأمثلة على أشكال التفكير وبيان الفرق بينها.

اعتمادًا على ما سبق هل يمكن اعتبار كل التلاميذ ذوي نمط تعلم واحد رغم اختلاف طريقة تفكيرهم؟

بالتأكيد لا يمكن ذلك، لأن اختلاف أنماط التعلم نتيجة طبيعية لاختلاف طرق التفكير، وفيما يلي سنتحدث بشكل أكثر تفصيلًا عن نشأة أنماط التعلم وأنواعها.

كيف تنشأ أنماط التعلم؟

ما دمنا قد شرعنا في الحديث عن أنماط التعلم والتفكير، إذا علينا أن نجيب عن هذا السؤال المحوريّ والمهم.

إن هناك ما يسمى بالقنوات الإدراكية وهي تعني الطريقة التي يمكن للفرد استيعاب المعلومة من خلالها بأفضل شكل ممكن، ولذا نجد أن الناس يختلفون عن بعضهم في قنواتهم الإدراكية المفضلة، أي في أنماط تعلمهم.

وتعتبر القناة الإدراكية الأكثر انتشارًا على الترتيب هي:-

1- القناة المرئية

  • فمصطلح المتعلم البصري يعني الشخص الذي يتعلم جيدًا من المحفزات المقدمة إلى القناة الإدراكية البصرية، حيث يتعلم الشخص من خلال النظر أو المنبهات ثنائية الأبعاد، على سبيل المثال: كتاب أو رسم مسطح أو مقطع فيديو.
  • فالكتب الدراسية والصور هي أدوات تعليمية مفيدة وفعالة للأفراد الذين يفضلون القناة الإدراكية المرئية، والأفراد ذوو البصر الجيد وتفضيلهم للقناة الإدراكية المرئية سيؤدون بشكل جيد مع التعليمات المستندة إلى الكتب المدرسية.  

2- القناة السمعية

المحاضرات والأغاني أدوات تعليمية مفيدة وفعالة للأفراد الذين يفضلون القناة الإدراكية السمعية، الأفراد الذين يتمتعون بسمع جيد ويفضلون القناة الحسية السمعية سيؤدون بشكل جيد مع التعليمات القائمة على المحاضرات. 

3- القناة اللمسية

فتتبع الرسوم البيانية أو استخدام أمثلة محكم (أو نماذج مؤثرة) مفيد وفعال لأولئك الذين يفضلون القناة اللمسية.

٤- القناة الحركية (المكانية)

  • فمصطلح المتعلم المكاني يعني “الشخص الذي يتعلم جيدًا من المحفزات المقدمة في ثلاثة أبعاد”، قد يكون العرض التقديمي نموذجًا يتم التعامل معه ولمسه من قبل الفرد أو قد يكون تجريبيًا، يتعلم من خلال العمل (تحريك الجسد عبر المكان والزمان)، كما يستخدم بعض الأفراد المتعلم المكاني للإشارة إلى الفرد الذي يتعلم بشكل أفضل من الرسوم البيانية والصور أكثر من تعلمه من الكلمة المنطوقة أو المكتوبة (اللغة اللفظية).
  • فالسرعة أو الرقص أثناء تعلم مادة جديدة هو أمر فعال للأفراد الذين يفضلون القناة الإدراكية الحركية.

ولما كانت القنوات اللمسية والحركية مفضلة لدى فئة صغيرة من الناس، أطلق عليهم صعوبات التعلم، نظرًا لحقيقة أن المدارس نادرًا ما تعلم أساليب التعلم المفضلة لديهم، فمعظم طرق التدريس من مرحلة رياض الأطفال حتى نهاية التعليم الثانوي تتضمن مزيجًا من المحاضرات والكتب المدرسية (أو غيرها من المواد المكتوبة) نظرًا لأن ذلك يصل إلى حوالي 85٪ من القنوات الإدراكية المفضلة لدى السكان للتعلم.

 ولا يعتبر التفضيل هنا فعل واعي متعمد، وهذا يعني أن الفرد يكون “موصلًا” لأي سبب من الأسباب بطريقة تجعل هذه القناة الإدراكية تحصل على “الأفضلية” في الدماغ، وبالتالي يتعلم الفرد بسهولة عبر هذه القناة.

تقييم أسلوب التعلم المفضل للفرد

إن هناك الكثير من العوامل التي تؤخذ في الاعتبار عند محاولة تقييم أسلوب التعلم المفضل للفرد، معظمها اختيارات أو تفضيلات واعية ومتعمدة (لاحظ أن مصطلح التفضيل يستخدم الآن بمعنى آخر) ومنها:

1- حجم ونوع المجموعة

2- الاستقلال مقابل الاعتمادية 

3- الاكتشاف مقابل طرق التدريس التقليدية

4- التفضيلات البيئية مثل:

  • مستويات الإضاءة والضوضاء (ساطع / خافت ، صاخب / هادئ ، حديث / موسيقى / صمت). 
  • حرية الحركة ونوع منطقة الدراسة (المغلقة مقابل مفتوحة على نطاق واسع). 
  •  الحرية أن تقرر متى / أين تتعلم / تدرس (الاتباع مقابل الاختيار). 
  •  درجة الحرارة وحركة الهواء (دافئ / بارد، منسم / لا يزال الهواء). 
  •  وقت النهار (الصباح / بعد الظهر / المساء / في وقت متأخر من الليل). 
  •  تناول الطعام (خلال / قبل / بعد وقت الدراسة).

أنماط التعلم عند الأطفال

ما دمنا قد بدأنا رحلة الإبحار داخل أنماط التعلم والتفكير، إذا يجب علينا أن نتناول الحديث أيضًا عن أنماط التعلم عند الأطفال، وتلك الأنماط هي: 

1- التعلم البصري

  • وهو النوع الذي يستطيع تلقي المعلومة بسهولة من خلال العين، وذلك عن طريق ما يقرأه وما يكتبه الطفل.
  • ويسهل تعليم هؤلاء الأطفال من خلال طرق عرض الصور أو الرسومات التوضيحية، وقد أثبتت العديد من الدراسات أن هناك حوالي 65% من الأطفال الذين يتمتعون بمط التعلم البصري.

2- نمط التعلم السمعي

  • وأما عن هذا النوع من الأنماط فالأطفال الذي يتمتعون به يسهل عليهم التعلم وتلقي المعلومات من خلال الاستماع، ويمتلك هؤلاء الأطفال عادةً مهارات الإنصات والاستماع بشكلٍ جيد إلى الآخرين. 
  • وقد أثبتت الدراسات أن هناك حوالي 35% من الأطفال الذين يتمتعون بالنمط السمعي من أنماط التعلم. 

3- نمط التعلم الحركي

أما عن هذا النمط من الأنماط فيتميز أطفاله بأنهم مفعمون بالطاقة، لذلك يمكنهم تلقي المعلومات بسهولةٍ أثناء قضاء الوقت في الألعاب الحركية، ويعد هذا النمط مفيدًا لمن يجدون صعوباتٍ في التعلم. 

4- نمط التعلم الاجتماعي

يفضل هذا النوع من الأطفال التعلم في جو جماعيّ، حيث يستطيعون المذاكرة والتركيز فيه بشكلٍ أكبر، ويتلقون المعلومات أثناء تفاعلهم مع الآخرين من حولهم. 

أنماط التعلم عن بعد

أنماط التعلم عن بعد

وآخر موضوعٍ سنتناوله في هذا الملف الشامل عن أنماط التعلم والتفكير، هو أنماط التعلم عن بعد: 

  • هناك العديد من الأنماط في أنظمة التعليم عن بعد، ولكن هناك نمطين أساسيين هما التعلم الأحادي والتعلم المزدوج، وهو الذي يعتمد بشكلٍ أساسي على معيار طريقة التعلم، سواءً كان ذلك في التعلم عن بعد أو بصورةٍ مطلقة. 
  • هناك أيضًا النمط المزيج أو قد يسمى النمط المدمج، وهذا النمط أيضًا يعتمد على طريقة التعليم، ويعد النمط السائد في العديد من المؤسسات الجامعية. 
  • هناك أنماطً أخرى أيضًا لكنها أقل انتشارًا من الأنماط التي ذكرناها، مل النمط الاتحادي ونمط المشروع.

في النهاية مثلما أنه من النادر أن تجد شخصًا يفكر تمامًا بشكل أو بآخر (لفظيًا أو صورة)، فمن النادر أيضًا العثور على شخص يمكنه التعلم فقط من خلال قناة إدراكية واحدة، حيث أنه عند البلوغ يكون معظمنا مزيجًا من أساليب التعلم وأساليب التفكير، ويصبح لدينا تفضيلاتنا المختلفة ولكن يمكننا عادةً أن نستمر في الدراسة ونتعامل مع الآخرين.

وهناك البعض منا يعيش طوال حياته مؤمنًا أنه لا يمكنه التعلم لمجرد أنه لم يختبر التعلم والتعليم في أساليب التفكير والإدراك المفضلة لديه، والبعض الآخر يعتقد أنه لمجرد أننا نتعلم بشكل أفضل بطريقة واحدة لا يمكننا التعلم عبر القنوات أو الطرق الأخرى، وذلك لأنهم لا يدركوا أن هناك أسبابًا واعية وغير واعية لأنماط التعلم التي تبدو طبيعية بالنسبة لنا والأكثر فاعلية بالنسبة لنا، ولذلك نحن بحاجة لمعرفة ماهية أساليبنا وكيفية الاستفادة من نقاط قوتنا، كان ذلك كل ما قد تحتاج معرفته عن أنماط التعلم والتفكير. 

اقرأ ايضاً: ماهو مفهوم التفكير الناقد | مهارات وأنواع التفكير الناقد وأهميته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى