مقالات طبية

طرق التخلص من إدمان القهوة والكافيين وأضرارهم

أنا لا أستطيع أن أبدأ اليوم بدون قهوتي وأعاني من التخلص من إدمان القهوة!
بالنسبة لكثير من الناس، يعد كوب القهوة في الصباح من العادات الأساسية التي لا يمكنهم الاستغناء عنها. وأوضحت الدراسات أن حوالي  80%  من الناس يستهلكون المشروبات التي تحتوي على الكافيين بشكل يومي، ويصاب حوالي 25% منهم بإدمان القهوة أو إدمان الكافيين. فما هو إدمان قهوة وإدمان الكافيين وكيف نتغلب عليه؟ وكيف تؤثر القهوة على أجسامنا؟
في هذا المقال سنتعرف على أهمية القهوة وكيف نتحكم في استهلاكنا حتى نتفادى آثارها الضارة.

ما هو إدمان القهوة أو إدمان الكافيين؟

إدمان القهوة هو في حقيقته إدمان لمادة الكافيين الموجودة بها، حيث أن الكافيين يعتبر منشطًا للجهاز العصبي المركزي، كما أنه يساعد عن تحسين ورفع الحالة المزاحية بشكل واضح. فبعض الناس لا يستطيعون أن يمارسوا يومهم بشكل طبيعي قبل أن يتناولوا كوب من القهوة.

توجد مادة الكافيين في العديد من المشروبات مثل الشاي ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية. ويعتبر شرب القهوة مفيدًا للجسم ولكن إذا كان في المعدل الطبيعي، أما عند زيادته وتحوله من مجرد كوب قهوة إلى احتياج يومي لا يمكن الاستغناء عنه، فحينها نسميه إدمان القهوة.

ما تأثير القهوة على الجسم؟

عندما تشرب كوبًا من القهوة، فإن الكافيين والذي يعتبر منشطًا عصبيًا يتجه نحو خلايا المخ العصبية ويحل محل ناقل عصبي آخر يسمى الأدينوسين.

يلعب الأدينوسين دورًا في تثبيط الإشارات العصبية مما يؤدي إلى تقليل إفراز بعض المواد بالمخ مثل الدوبامين والنورأدرينالين ويسبب الإحساس بالتعب.
ولكن عندما يحل الكافيين محل الأدينوسين، يتم تنشيط الإشارات العصبية بدلًا من تثبيطها مما يؤدي لزيادة في إفراز الدوبامين والنورأدرينالين، ويفسر ذلك لزيادة حالة التيقظ والانتباه التي نشعر بها وتقليل الإحساس بالتعب.

وللقهوة أيضًا فوائد أخرى حيث أن لها تأثير إيجابي على الخلايا العصبية حيث أثبتت الدراسات أن القهوة تقلل من احتمالية الإصابة بالألزهايمر والباركنسون بنسبة كبيرة.
تقلل القهوة أيضًا نسبة الإصابة بسرطان الكبد بنسبة تصل إلى 40%. وتساعد في تحسين الحالة النفسية وتقلل من نسب الإصابة بالاكتئاب.

ما أضرار إدمان القهوة و الكافيين على الجسم؟

يمنحنا الكافيين إحساسًا رائعًا بالنشاط والحيوية، ولكن على الجانب الآخر فإن إدمان القهوة أو إدمان الكافيين يؤدي إلى أعراض جانبية غير مستحبة فلذلك يجب التخلص من إدمان القهوة ومنها:

  • اضطراب ضربات القلب
  • القلق
  • حموضة المعدة
  • تهيّج المعدة
  • تشتت التفكير والكلام
  • الرعشة
  • الأرق
  • عدم القدرة على الراحة
  • العصبية الزائدة
  • سرعة الاستثارة
  • التبول المتكرر

ما أعراض إدمان القهوة أو إدمان الكافيين؟

  • الرغبة المستمرة وغير الناجحة في التوقف عن شرب القهوة أو تقليل استهلاك الكافيين.
  • الاستمرار في استهلاك الكافيين حتى مع ظهور أعراض جانبية له تسبب مشاكل صحية واجتماعية ونفسية.
  • زيادة استهلاك الكافيين وشرب القهوة لمدة أطول من المتوقع.
  • تحمل الكافيين أو اعتياده مما يؤدي لزيادة الاستهلاك للوصول لنفس النتيجة.
  • ظهور أعراض الانسحاب عند محاولة تقليل استهلاك الكافيين.

ما مقدار الاستهلاك الطبيعي للكافيين يوميًا ؟

ينصح الخبراء بألا يزيد استهلاك الشخص في اليوم عن 400 جرام من الكافيين، أو بما يعادل أربعة أكواب.

إذا استهلك الشخص أكثر من هذا تزداد احتمالية تعرضه للأعراض الجانبية للكافيين والتي تتمثل في

  • اضطرابات النوم والصداع والغثيان والعصبية.
  • وتسارع ضربات القلب
  • بالإضافة إلى الإصابة بالرعشة.

قد يصاب البعض بهذه الأعراض عند استهلاك كميات أقل من الكافيين وذلك لأن استجابة كل فرد لنفس الكمية من الكافيين تتفاوت بشكل كبير.

لماذا يزداد استهلاكنا للقهوة؟

إذا شرب شخص كوبًا من القهوة لأول مرة، ستجعله مستيقظًا لساعات طويلة، أما في حالة إدمان القهوة أو إدمان الكافيين يبدأ الشخص بكوب واحد يوميًا، ثم بعد فترة يجد أن هذا الكوب لم يعد كافيًا ليجعله مستيقظًا طوال اليوم فيأخذ كوبًا إضافيُا!

هذا ما يسمى بظاهرة التحمُّل أو الاعتياد عند محاولة التخلص من إدمان القهوة فعندما تأخذ كمية معينة من الكافيين أو من أي دواء آخر لمدة طويلة، يقل تأثيرها بشكل تدريجي.

ويُفَسّر ذلك بأنه عندما تتعرض الخلية العصبية إلى منشطات لمدة طويلة تبدأ في تقليل عدد المستقبلات العصبية الموجودة على سطحها، مما يؤدي إلى عدم استجابتها بالشكل المطلوب. لذلك نحتاج إلى زيادة نسبة الكافيين بعد فترة حتى نحصل على النتائج المرغوبة.
كما أن الإفراط في إفراز بعض المواد في المخ يؤدي إلى نقص كميتها واستنزاف المخزون منها، فيقل إفرازها في المخ.

أعراض انسحاب الكافيين:

إذا كان الشخص مدمنًا للكافيين ثم قرر أن يتوقف فجأة عن شرب القهوة، فستظهرعليه بعض أعراض الانسحاب. حيث تحدث ردة فعل من الجسم تعاكس تمامًا تأثير القهوة وقد تظهر عليه الأعراض الآتية:((healthline.com))

  • الشعور بالتعب الشديد
  • النعاس المستمر
  • مواجهة صعوبة في التركيز
  • أحيانًا يصاب بعض الناس بالصداع.
  • الإحساس بالاكتئاب وسوء المزاج.
  • الكسل والخمول.

كيف تتغلب على أعراض انسحاب الكافيين من الجسم

إذا كنت تنوي أن تتوقف عن شرب القهوة، ننصحك بأن تبدأ بتقليل استهلاكك للكافيين تدريجيًا، فقد ثبت أن ذلك يساعد كثيرًا في تقليل الأعراض

إن إدمان القهوة والكافيين وعلى عكس إدمان المواد الأخرى يحتاج لفترة نقاهة أقصر، فقد تنتهي الأعراض لديك في خلال أسبوع إلى 12 يوم منذ بداية تقليل الاستهلاك.
بعد ذلك ستبدأ خلايا المخ ببناء مستقبلات الأدينوسين مرة أخرى حتى تعود لحالتها الطبيعية وتكون حينها تغلبت على إدمان القهوة أو إدمان الكافيين.

كيفية التخلص من إدمان القهوة والكافيين في الجسم

إن إدمان القهوة أو إدمان الكافيين لا يتم معالجته عادةً بشكل متخصص، وذلك لعدم توفر علاجات مخصصة له.
يمكنك القياد ببعض الخطوات التي تساعدك في العلاج مثل:

  • استهلك كميات أكبر من الماء.
  • راقب استهلاكك للكافيين يوميًا.((studiomefitness.com))
  • ضع مشروبًا خاليًا من الكافيين مثل الأعشاب مكان كوب من القهوة التي تشربها خلال اليوم.
  • مارس بعض التمارين الرياضية والتي بدورها ستساعدك بشكل كبير؛ لأنها تعمل كمنشط للجهاز العصبي المركزي.
  • يمكنك استخدام القهوة منزوعة الكافيين، يتم إنتاج القهوة منزوعة الكافيين باستخدام بعض المذيبات الكيميائية والتي يذوب فيها نسبة من الكافيين الموجود، فتنتج قهوة بها نسبة كافيين أقل بكثير من القهوة العادية.

من عليه أن يتجنب شرب القهوة ؟

تحتوي القهوة على الفيتامينات ومضادات الأكسدة التي يحتاجها جسدنا باستمرار، كما أثبتت الدراسات أن القهوة تقلل من احتمالية الإصابة بمرض السكري. ولكن أيضًا هناك بعض الناس الذين يتحتم عليهم تجنب القهوة بسبب بعض الآثار التي تسببها. فمن عليه ألا يشرب القهوة؟((mayoclinic.org))

  • الذين يعانون من اضطرابات قلبية وفي معدل ضربات القلب.
  • الذين يعانون من القلق ونوبات الهلع.
  • الذين يعانون من الأرق واضطرابات النوم.
  • النساء الحوامل أو المرضعات يجب ألا يزيد استهلاكهم عن 200 جرام في اليوم.
    الأطفال.
  • مرضى ضغط الدم المرتفع.

إذا كانت القهوة جزءًا أساسيًا من يومك فلا داعي للقلق، فقط حاول أن تراقب استهلاكك وألا تتعدى الكمية المحددة يوميًا حتى تحصل على الفوائد المرجوة وتتفادى أضرارها.

كتبت د/ يمنى جودي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى