فنون التعليم

خطوات التخطيط الإداري والسياحي والإستراتيجي

خطوات التخطيط الجيد ووضع الخطة لأي عمل هي من أسباب نجاح هذا العمل ومن طرق الإدارة الصحيحة للأعمال.
فلا عمل بدون تخطيط ودراسة جدوى هذا العمل والتخطيط بحد ذاته له مفاهيم عدة،
ولكن تتحد جميعا في وصفه بأنه جسر بين الحاضر والمستقبل.
فهو رسم خطة للطريقة التي ستُسَيّر بها الأعمال ورسم خطط بديلة إذا حدث أي خطأ أو اعترض الخطة الأولى أي عائق،
وهذا ما ستتناوله مقالتنا من حيث بيان مفهوم التخطيط وما الجدوى منه وبعض الأمثلة التي تهمك عن التخطيط.

مفهوم التخطيط

التخطيط هو أسلوب إداري واعي يعمل على توجيه الموارد المتاحة بيَدّ الإدارة،
سواءً موارد مالية أم بشرية أو غير ذلك توجيها يهدف إلى تحقيق الغاية من العمل والوصول إلى الهدف المراد.
وهو كما ذكرنا جسرٌ يربط بين الحاضر والمستقبل.

فالخطة توضع من قِبَل الإدارة في الحاضر ويراد منها رسم طريق لإنجاح المؤسسة أو العمل في المستقبل.
كما يدخل في مفهوم التخطيط دراسة خطط بديلة ورسم طرق عديدة ما إن فشلت الخطة الأولى،
وهو كما ذكرنا من أهم أسباب النجاح ألا وهو التخطيط الجيد.

أهمية التخطيط وما الجدوى منه؟

  1. الاستخدام والاستغلال الأمثل للموارد المتاحة سواءً مالية أو بشرية أو غيرهما.
  2.  تقليل المخاطر والخسائر لأي عمل بتوقعك لحدوث الخلل قبل وقوعه مما يساعد على تفاديه مستقبلا.
  3.  تحديد كل الأولويات بالاتفاق مع الاحتياجات والمطلوبات.
  4. سرعة تحقيق الأهداف بسبب تنظيم الدماغ البشرية للأولويات وذلك يساعد على سرعة إنجاز المهام.
  5.  السيطرة على المشاكل التي تعترض التنفيذ وحلّها حل علمي سريع.
  6. معرفة أماكن الضعف والقوة في العمل المخطط له.
  7. تنظيم الأدمغة لاختيار القرار الأكثر صوابا وترك العشوائية في التفكير.

أركان التخطيط

أركان التخطيط السياحي والأسري والإداري

اجتمع المختصون على بعض الخطوات والأركان التي تجعل التخطيط ذا جدوى وليعود بمنفعة على المخطَّط له وهذه الأركان او الخطوات هي:

1- عملية جمع المعلومات

جمع المعلومات عن الموارد المتاحة بين يديك سواء الموارد البشرية أم المالية ومعرفة تفاصيل هذه الموارد، وجمع المعلومات يعمل على وضع أساسات للخطة، فكيف تبني بناءً بدون معرفة مساحة الأرض وقوة استيعابها!

2- عملية وضع وتحديد الهدف

فبدون هدفٍ يغيب الجدوى من العمل، فلابد من وضع الهدف نُصبَ أعين العاملين والتخطيط الكامل بأسس علمية وعملية لبلوغ هذا الهدف بأسرع وقت وبأقل المجهودات.

3- عملية بناء ووضع الافتراضات

من المهم بناء افتراضات تخيُّلِية للخطة ولكل ما سيتعارض ويعيق المسار الطبيعي لتنفيذ هذه الخطة ووكل ما سيكون حجر عثرة أمام تحقيق الهدف.
فوضع الافتراضات سيترتب عليه وضع خطة لتفاديها وبالتالي ستقل الأخطاء الواردة في الخطة وسيصبح بلوغ الهدف أسرع.

4- الخطة البديلة

وضع خطة بديلة للخطة الأصلية هي عملية وركن من أهم أركان التخطيط السليم.
فالخطط البديلة ناتجة عن بناء افتراضات وتوقع حدوث تعارضات ومعوِّقات للخطة الأولى،
ووضع بدائل ودراستها سيسهل عملية الوصول إلى الهدف المطلوب بأسرع وقت ممكن بدون توقف وإعادة بناء للخطة الأولى.

5- عملية تنفيذ الخطة

البدء في التنفيذ للخطة الموضوعة سواء من التنفيذ من قِبَل الإدارة أو العاملين،
ولكن هذا الركن يتطلب دقة في تحرّي الخطة وتنفيذها بالشكل المطلوب والمتّفق عليه.
كما يتطلب سرعة الوصول لهذه المرحلة ألا وهي مرحلة التنفيذ، لأنه بالتأخير والتأجيل يموت الشغف.

6- عملية التقييم والمتابعة

هذا الركن ينبغي أن يتم بمجموعة من المتخصصين في مجال المراجعة والتقييم للعمل ككل،
فكيف سنعلم أن التخطيط أتى بثماره إلا عن طريق تقييم مراحل الوصول للهدف وسرعة حدوث ذلك،
وبالتالي متابعة تقدم الخطة في التحقق أول بأول إلى أن يتحقق الهدف وهو المطلوب الأوليُ من التخطيط.

أنواع التخطيط

تنقسم خطوات التخطيط باعتبار عدة معايير إلى أنواع كثيرة مثل:

  • المعيار الأول: التخطيط حسب المدى الزمني.
  • المعيار الثاني: التخطيط حسب نطاق التأثير.
  • المعيار الثالث: التخطيط الشامل.
  • المعيار الرابع: التخطيط النوعي.

أولا: حسب المدى الزمني ينقسم إلى

  1.  التخطيط طويل المدى : تخطيط لمشاريع كبيرة تدوم لأكثر من خمس سنوات وهو متعلق بالمؤسسات الكبيرة والوزارات وما إلى ذلك.
  2. التخطيط قصير المدى : وهو الأكثر انتشارا والمطلوب من الأفراد وليس للمؤسسات فقط فهو يعتمد على فترة زمنية تقل عن السنة، كالتخطيط من أول العام لتحقيق أهداف معينة في نهاية العام.

ثانيا: حسب نطاق التأثير ينقسم إلى

  1. التخطيط الإستراتيجي: يعمل على توحيد الهدف للمؤسسة ككل وتوحيد نظام العمل وهو مما يساعد على سرعة التنفيذ وسرعة ودقة وصول المؤسسة والأفراد إلى الهدف المنشود، ويعتمد هذا النوع على خطة طويلة الأمد.
  2.  التخطيط التكتيكي: يعمل على تنفيذ الأنشطة في التخطيط الإستراتيجي وإتقانها على أتم وجه فهو يعمل على تقسيم المهام التي خُطِّطَ لها في التخطيط الإستراتيجي.

ثالثا: التخطيط الشامل

التخطيط الشامل واهميته

تخطيط يعمل على استخدام كافة الإمكانيات والموارد ويضع في الإعتبار كافة العوامل سواء اقتصادية أم اجتماعية او غير ذلك.

رابعا: التخطيط النوعي

وهو ذلك التخطيط المتخصص بنوع محدد من الموارد أو الإمكانيات ويصب التركيز عليه ويهمل العوامل الأخرى غير المفيدة للخطة في ذلك الوقت.

وفي ما يلي سنتناول خطوات التخطيط في مجالات عدّة ومتنوعة يهتم بها الجميع سواءً أفرادا أم مؤسسات وجماعات.

التخطيط الأسري

أهم تجمّعٍ في المجتمع ووحدة بناء المجتمعات والمؤسسات هي الأسرة فلذلك كان من الأهمية بمكان أن نتناول أولا كيفية التخطيط للأسرة بخطوات ثابتة واضحة، فالتخطيط الأسَرِيُّ يعمل كميزان لكي تمتص الأسرة المؤثرات الخارجية وتتكيف وتتعامل مع التغيرات الحادثة في المجتمع.

خطوات التخطيط الأسري

  1. الرؤية والأهداف

    ينبغي لكل عمل وكل خطة هدف محدد كما ذكرنا من قبل وإلا فما الفائدة من وجود خطة إذا انعدم الهدف واختفت الغاية، وينبغي للأسرة أن تكون أهدافها طويلة المدى بحيث تكون مرحليّة هدفٌ يليه هدف، لا أن تتراكم الأهداف فيضعف التنفيذ، كما ينبغي إخلاص النية لله في تكوين أسرة سويّةٌ في أخلاقها مفيدة لمجتمعها.

  2. توفير وسائل مساعدة

    لتنفيذ المطلوب وتحقيق الهدف ينبغي من توافر وسائل مساعدة على ذلك، مثلا ككقرائة كتب في التربية وما إلى ذلك.

  3. تحديد جدول زمني

    لتحقيق تلك الأهداف وكلما كان الجدول الزمني دقيق كلما كان عاملا مساعد في تحقيق أهداف تلك الأسرة.

  4. توزيع الأدوار

    فلابد من رب الأسرة توزيع المهام والأدوار على الأسرة لتعليم الكل المسئولية ولإنجاز الأهداف في أسرع وقت، كما أن توزيع المهام يعدُّ عاملا مميزا في الشعور بروابط الأسرة وتقوية أواصلها.


  5. متابعة الخطة وتحقيق الهدف

    ففي المتابعة بيان للإهتمام والجديّة في الإلتزام بالخطة، فمثلا يقوم الأب بجلسة أسبوعية أو شهرية يتابع فيها ما تحقق من أهداف ومكافأة الملتزمين.

التخطيط الإداري

من أهم الأنشطة التي تعتمد عليها العملية الإدارية في أي مؤسسة هي التخطيط الإداري حيث يعتمد على تحديد الغاية والهدف ودراسة الأولويات وتوزيع المهام ودراسة الموارد والإمكانيات المتاحة، وهذه العملية في التخطيط إنما تساعد على عدم إهدار الموارد والوقت في المؤسسات، وسرعة إنجاز الأعمال وتحقيق الأهداف المرجوة.

خطوات التخطيط الإداري

  1. تحديد الأهداف:

    كما في أي عمل تخطيطي في أي مؤسسة وفي أي نوع من التخطيط، وتحديد الهدف إنما يساعد على سرعة الإنجاز وتوجيه الجهود وعدم تشتيت الفكر.

  2. وضع خطط بديلة لمسارات العمل:

    بعد دراسة الموارد يجب إيجاد خطط بديلة ما إذا فشلت الأصلية وتحديد نتائج الخطة البديلة إيجابياتها وسلبياتها.

  3. خلق بيئة تعاونية وتنافسية في نفس الوقت:

    لتسريع عملية تحقيق الهدف، ولخلق روح المرح بين وسط العاملين فكل منهم يريد تحقيق الهدف وهذا يعود بالنفع على المؤسسة أولا ثم على الجميع بعدها.

  4. المتابعة وتقييم التنفيذ:

    متابعة الخطة بيان لجدية وجدوى الخطة، والتقييم الدوري للرحلة الموصلة للهدف لمنع حدوث أي قصور في الخطة.

التخطيط الإستراتيجي

يعتمد على التخطيط طويل الأمد لتوحيد الجهود في خدمة المؤسسة، ويعتمد على خطوات مترتبة على بعض:

  1. التحليل: القيام بتحليل الموارد وجمع البيانات والمعلومات ودراستها غايةً في الوصول لرؤية واضحة للأهداف المطلوبة.
  2. بيان نقاط القوة والضعف: وكل ما يهدد فشل الخطة أو العمل ككل.
  3. بيان الأهداف والغايات المرجوة من تلك الخطة
  4. رسم خطة تكتيكية: بتقسيم المهام مثلا، أو بتنوع الإستراتيجيات التي تتعامل مع كل مشكلة تواجه العمل.
  5. التنفيذ والمداومة والتواصل: أخيرا يبدأ تنفيذ الخطة مع مراعاة تقسيم المهام وتقييم الإستمرارية، كما ينبغي أن يراعى التواصل بين الموظفين لضمان جودة العمل والوصول إلى الهدف بشكل كامل.

التخطيط السياحي

يعتبر التخطيط السياحي احد انواع خطوات التخطيط الناجح حيث يعمل علي رسم صورة مستقبلية تقديرية للنشاط السياحي في الدولة في فترة زمنية معينة. ويعتمد ذلك على حصر الموارد السياحية في الدولة من أجل تحديد أهداف الخطة السياحية وتحقيق تنمية سياحية سريعة.

وقد تطورت حركة السفر في الآونة الأخيرة، وتتطور المنظور للثقافات الأخرى والدول أخرى فكان لابد من رسم خطة لكل دولة لتجلب السياح وزيادة السياحة والدخل الناتج عنها للدولة وللمؤسسات الخاصة.

خطوات التخطيط السياحي

وفي نهاية هذا المقال نرجو أن نكون قد أحطنا بكل جوانب هذا الموضوع، وبيان أهمية التخطيط في كل تلك المجالات المذكورة، وبيان طرق و خطوات التخطيط لكل مجال فيهم.

  1. بناء خطة للتنمية السياحية تعتمد بشكل أساسي على الخطة الإقتصادية الشاملة للدولة بحيث تكون الأهداف واحدة لمصلحة الدولة.
  2. دراسة الأماكن السياحية المطلوبة للزيارة.
  3. دراسة الفترات الزمنية وفصول السنة الأكثر زيارة في الدولة والأقل زيارة.
  4. دراسة الموارد البشرية في الدولة والعدد المطلوب لخدمة السياح وتلبية حوائجهم.
  5. دراسة الموارد الإجتماعية من مأكل ومشرب وما إلى ذلك من احتياجات السيّاح.
  6. تحديد مهام كل من القطاعين الخاص والعام في تنمية السياحة.
  7. تنظيم هدف شامل لنمو الإقتصاد العام عن طريق تنمية السياحة.
  8. العمل على نشر الصور والأماكن السياحية على كل وسائل التواصل لجذب أكبر عدد ممكن واجتذابهم للأماكن الطبيعية أو الأثرية.

وفي النهاية لابد من توحيد الغاية في التخطيط السياحي ألا وهي النمو الإقتصادي للدولة ورخائها واستقرارها، وهذا يعتمد على اتحاد كل الموظفين في مؤسسات السياحة واتحاد القطاعات الخاصة والعامة لتحقيق تلك الغاية.

زر الذهاب إلى الأعلى