إسلاميات

ماهو حكم صلاة تحية المسجد وماذا يقرأ فيها وماهو فضلها

تعتبر صلاة تحية المسجد من الآداب المتعارف عليها بالدين الإسلامي، فإذا دخل المسلم أي بيت من بيوت الله وجب عليه أن يؤدي صلاة تحية لهذا البيت، وتختلف هذه التحية عن تحية المسلم للمسلم، فتحية المساجد هي تحية لله سبحانه وتعالى. وتعتبر تحية المسجد من السنن المحببة لدى جموع جمهور العلماء.

وهي لا تقل عن ركعتين بل من الممكن أن تزيد عن ركعتين يؤديها المسلم إذا دخل المسجد وأراد الجلوس به، ولقد روى عن أبو قتادة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: “فإذا دخل أحدُكم المسجدَ، فلا يجلِسْ حتى يركعَ ركعتَينِ” الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الأنصاري.

اقرأ أيضاً كيف تكون صلاة الاستخارة الصحيحة ومتى وقتها والدعاء فيها

ماذا يقرأ في صلاة تحية المسجد

تعتبر صلاة تحية المسجد صلاة قراءتها سرية لا يجهر فيها المسلم بصوته في الصلاة، بحيث لا يسمع أحد صوته أيا كان موعد دخول المسجد ليلاً أو نهاراً لتأدية صلاة تحية المسجد، ويجوز له أن يصليها في أي مكان يحبذه بالمسجد.

تعد صلاة تحية المسجد كغيرها من صلوات الفرض والسن، لا يشترط في صلاتها قراءة معينة، فيقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة وما يتيسر منها من التلاوات، فالفاتحة هي عماد الصلوات وحجر الزاوية فيها، حيث قال النبي “صلى الله عليه وسلم” “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب” رواه البخاري في (الأذان) برقم (714(.

يجوز للمسلم أن يجمع نية صلاة تحية المسجد مع أي صلاة أخرى من النوافل، باستثناء صلاة الجنازة، ويؤديها المسلم بعد دخوله من المسجد مباشرة حتى قبل أن يسلم على المسلمين، وفي المسجد النبوي يؤديها قبل الصلاة على النبي “صلى الله عليه وسلم”.

فضل صلاة تحية المسجد

يكمن فضل صلاة تحية المسجد في أنها من آداب دخول المساجد وبيوت الله والجلوس بها، حيث تعبر عن مكانة المسجد وتعظيمه، فهي تعبير عن طاعة المسلم لله عز وجل، فهي تعظيم لله تعالى يريد المسلم من وراءها أن ينال فضلها ويتقرب إلى الله عز وجل من خلالها، وتجنب المسلم من فتن الدين والدنيا، ويشترط الدخول للمسجد لأداء هذه الصلاة سواء كان الدخول للجلوس فيه أو مروراً به، وأن يكون المسلم على وضوء عند دخوله المسجد لأداء هذه الصلاة، وأن تكون الصلاة قبل صعود الإمام للخطبة سواء كانت خطبة العيد أو خطبة صلاة الجمعة، لكن هذا الشرط لا يشترط به في المذهب الشافعي.

تعتبر صلاة تحية المسجد من النوافل التي لها سبب شرعي حيث يشترط أدائها عقب دخوله المسلم المسجد مباشرة وتبطل فور جلوسه، كما يكره أن تبطل هذه التحية فهي من النوافل المحببة والمفضلة، نظراً لعظم فضلها في تعظيم الله عز وجل وتعظيم مجالس ذكر اسمه وبيوته، وتكون تحية صلاة المسجد بالمسجد الحرام هي الطواف حول الكعبة.

تفسير حلم صلاة تحية المسجد

يعتبر حلم صلاة تحية المسجد في المنام من الرؤى المحببة والمفضلة لدى الكثير من علماء ومفسري الأحلام، وتدل على صلاح الرائي وعمله الصالح.

إذا رأى المسلم في منامه أن يؤدي صلاة تحية المسجد، فإن هذا المنام يدل على طاعته وتدينه وتعلق قلبه بالمسجد، كما أنها دلالة على حب الرائي للخيرات والعمل الصالح، فهي من النوافل وصلوات التطوع.

تحية المسجد قبل صلاة المغرب

تحية المسجد قبل صلاة المغرب

ثمة أوقات نهي فيها الشرع عن صلاة النوافل، حيث تمنع صلاة النوافل التي لا سبب لها في الأوقات التي تبدأ من بعد صلاة الفجر حتى طلع الشمس، وأوقات من بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس، وتُعد تحية المسجد قبل صلاة المغرب من المسائل الوارد حولها العديد من الخلافات بين جموع الفقهاء، لأن من القواعد المعمول بها عند الفقهاء: “لَا يُنْكَرُ الْمُخْتَلَفُ فِيهِ، وَإِنَّمَا يُنْكَرُ الْمُجْمَعُ عَلَيْهِ” فالأمر به سعة كبيرة.

يجوز للمسلم إذا دخل المسجد بعد صلاة الفجر أو صلاة العصر وأراد أن يصلي ركعتين تحية المسجد ويقرأ القرآن فلا حرج عليه في ذلك، بل يجوز له كما أجمع جموع العلماء، ولا يوجد نزاع في ذلك، لأن تحية المسجد من النوافل ذوات الأسباب التي تجوز وقت النهي، مثل: صلاة الطواف في مكة وصلاة الكسوف. ويفضل أن يصلي المسلم ركعتي تحية المسجد إذا دخله بعد صلاة الفجر أو العصر، حيث قول النبي “صلى الله عليه وسلم”” : إذا دخل أحدكم المسجد؛ فلا يجلس حتى يصلي ركعتين” أخرجه الشيخان في الصحيحين.

حكم صلاة تحية المسجد أثناء خطبة الجمعة

من السنة أن يصلي المسلم ركعتي تحية المسجد عند دخوله حتى لو كان الإمام يخطب، فقد روى عن مسلم في صحيحه عن جابر، عن  النبي “صلى الله عليه وسلم” قال: “إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما” أخرجه البخاري في (الجمعة) برقم (1170)، ومسلم في (الجمعة) برقم (875) واللفظ له، ولكن الأمر يختلف لدى الإمام مالك والذي نه عن القيام بصلاة تحية المسجد أثناء خطبة الجمعة، ولكن لا يجوز لأحد أن يخالف سنة النبي “صلى الله عليه وسلم”، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا “(النساء، 59)، وقوله تعالى:” وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) “الشورى، 10). وحكم رسول الله “صلى الله عليه وسلم” معلوماً، وأكد الله تعالى في القرآن الكريم، بقوله عز وجل: “مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ” (النساء، 80).

 أمر النبي يدل على جواز صلاة تحية المسجد أثناء خطبة الجمعة، وقد قال الإمام ابن قدامة : مسألة: قال “ومن دخل والإمام يخطب، لم يجلس حتى يركع ركعتين، يوجز فيهما”، وقد روي عن روى جابر، قال: “جاء رجل والنبي – صلى الله عليه وسلم – يخطب الناس، فقال: صليت يا فلان؟ قال: لا، قال: قم، فاركع” المغني لابن قدامة (2/ 236(.

عدد ركعات صلاة تحية المسجد

صلاة تحية المسجد من السنة التي تصلى ركعتين ثم يسلم منها، وإذا أحب أن يصلي المسلم زيادة فلا بأس من ذلك، لكن وجب عليه أن يسلم من كل ركعتين ولا يجوز أن يجمع أربع ركعات بسلام واحد، فالسنة ركعتان فقط، حيث قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم” “صلاة الليل والنهار مثنى مثنى” متفق عليه. بعد الانتهاء من صلاة تحية المسجد يسلم المسلم ثم يسلم على المصلين ويبدأ بقراءة آيات من القرآن الكريم.

تعتبر صلاة تحية المسجد من السنن التي لا تسقط بخطبة الإمام على المنبر في يوم الجمعة أو غيرها، حيث يمكن للمسلم أن يؤديها أثناء الخطبة، فعند دخول المسجد تزامناً مع إلقاء الخطيب للخطبة يصلي المسلم ركعتين خفيفتين ثم يجلس لسماع الخطبة.

هل يجوز صلاة تحية المسجد بعد العصر

إذا دخل المسلم المسجد بعد صلاة العصر يجوز أن يؤدي ركعتي صلاة تحية المسجد، لقول رسول الله “صلى الله عليه وسلم” إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين “، سواء كان المسجد هو المسجد الحرام أو بيت آخر من بيوت الله عز وجل.

نهى بعض العلماء عن صلاة تحية المسجد بعد صلاة العصر وحلول الغروب، لحديث الشيخين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله “صلى الله عليه وسلم” يقول: “لا صلاة بعد صلاة العصر” رواه البخاري، وقد استثنى أنصار الشافعية النوافل التي تؤدي لأسباب عارضة، مثل: صلاة الكسوف والاستسقاء ودخول المسجد وغيرها، حيث تؤدي بسبب عارض أو مؤقت مرتبط بوقت معين، وقد قال النووي في “روضة الطالبين”: “النَّافلة قسمان: أحدهما: غير مؤقتة، وإنما تفعل لسبب عارض، كصلاة الكسوفين، والاستسقاء، وتحيَّة المسجد، والثاني: مؤقتة، كالعيد، والضحى” (روضة الطالبين للنووي 1/ 337، ط. المكتب الإسلامي).

تحية المسجد في صلاة العيد

تحية المسجد في صلاة العيد

ثمة خلافات دائرة حول آراء الأئمة والعلماء لجواز أو منع تحية المسجد في صلاة العيد، حيث:

  • المالكية: انقسم رأي الملائكة حول جواز صلاة تحية المسجد في العيد، فيكره صلاتها في صلاة العيد إذا أديت الصلاة في الصحراء، كما هو في السنة، لكن إذا أديت بالمسجد لا يكره التنفل بها سواء قبل صلاة العيد أو بعدها.
  • الحنابلة: يكره صلاة تحية المسجد في صلاة العيد في أي مكان أديت فيه صلاة العيد سواء كان في المسجد أو غيره.
  • الشافعية: يكره للإمام أن يتنفل بصلاة تحية المسجد قبل صلاة العيد أو بعدها، سواء أديت الصلاة في الصحراء أو المسجد أو أي مكان آخر، لكن المصلي لا يكره أن يؤديها كسنة قبل أو بعد صلاة العيد.
  • الحنفية: يكره صلاة تحية المسجد قبل أو بعد صلاة العيد أو أثناء أدائها، إذا كان المكان مصلى، ولكن إذا كان غير ذلك يجوز عادي.

استندت معظم الآراء التي أجازت بالصلاة إلى أنه لم يرد نهي في ذلك، والذين قالوا بالمنع استندوا إلى فعل النبي “صلى الله عليه وسلم”  فقد روى عن  ابن عباس أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ “لم يصلِّ قبل العيد ولا بعده”.

وقد قال البيهقي: “يوم العيد كسائر الأيام، والصلاة مباحة إذا ارتفعت الشمس حيث كان المصلَّي”، فضلاً عن حديث أبي ذر أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “الصلاة خير موضوع، فمن شاء استكثر ومن شاء استقل” رواه ابن حبان في صحيحه.

حكم صلاة تحية المسجد أثناء الأذان

هناك أمران حول أداء تحية المسجد أثناء الأذان، الأمر الأول: إذا دخل المصلي المسجد لأداء الفروض العادي أي في غير صلاة الجمعة وكان المؤذن يؤذن، فيجب عليه متابعة المؤذن والدعاء بعد الانتهاء من الأذان، وبعد الانتهاء من الدعاء عليه أن يقوم بأداء صلاة تحية المسجد، أما في إذا دخل المسجد والمؤذن يؤذن لصلاة الجمعة فلا يجب عليه متابعة المؤذن وعليه أن يفرغ ليؤدي صلاة تحية المسجد ثم يتفرغ لاستماع خطبة الجمعة.

إن استماع خطبة الجمعة واجب ومتابعة المؤذن سنة، وإذا تعارضت السنة مع الواجب، فيجب تفضيل الواجب على السنة، حيث وجب على المسلم إذا دخل المسجد والمؤذن يؤذن الأذان الثاني، فوجب صلاة تحية المسجد قبل أن ينتهي الخطيب من الأذان ويبدأ بخطبة الجمعة.

يمكن معرفة حكم صلاة تحية المسجد أثناء الأذان بشكل تفصيلي أكثر عن طريق الرجوع للرابط

اضغط هنا

خلاصة القول، صلاة تحية المسجد من النوافل والسنن المحببة، والتي لها فضل عظيم في تعظيم وتقدير بيوت الله عز وجل، لكن اختلف جمهور العلماء حول أحكامها وشروطها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى