سلسلة كيف ؟

كيف تكون مثقفاً طليق اللسان في جميع المجالات

الإنسان بفطرته كائن متشوق للعلم والإطلاع وطرح التساؤلات واكتساب المعرفة في مجالات الحياة سواء التي يتخصص ويعمل بها أو التي يهتم بها أو التي لا يعلم عنها شيئًا .

يريد الشخص منا أن يمتلك الكثير من المعلومات وأن تكون معرفته كبيرة في المجالات والعلوم المختلفة ويكن على دراية وإدراك بما يحدث من حوله وما يتحدث به هو مع الناس ودون أن يشعر بالحرج من المشاركة لقلة معرفته .

لطالما كان الضوء في التجمعات والحوارات يتسلط على المثقف طليق اللسان الذي يمتلك معرفة ومعلومات كثيرة و يملك القدرة والثقة للتحدث في أي مجال و عن أي أمر سواء كان سياسيًا أو علميًا أو ترفيهيًا .

والفكرة من أن تصبح شخصا مثقفا ليس بالأمر الصعب ، اكتساب صفة كهذه يتطلب فقط بعض الجهد منك لذلك سنتناول في مقالتنا هذه بعضًا من النصائح والخطوات التي يمكنها مساعدتك لتصبح شخصًا مثقفًا .

اقرأ أيضاً أفضل مواقع ثقافية اون لاين

كيف تصبح مثقفًا ؟

هناك العديد من الطرق المكُسبة للثقافة ، ولكن بتعددها يجب عليك حصر بعض الطرق التي توصلك لهدفك في أسرع فرصة لكي لا تملّ مثلا من طريقة أو ما إلى ذلك ، فيجب عليك تنقية طريقة مناسبة لذلك.

أن تكون مثقفًا يعني أن تكون مُشبع الفضول و متوسع الثقافة في العلوم والمعارف والفنون المختلفة ، ومن تلك الخطوات المساعدة في إشباع فضولك وزيادة معرفتك و ثقافتك :

1- معرفة أنماط الحياة المختلفة 

من خلال زيارة أماكن جديدة والسفر إلى دول مختلفة لاكتشاف أنماط الحياة الغريبة والعادات والتقاليد للثقافات المختلفة بين البلدان ومعرفة كيف يعيش الناس و تصرفاتهم وأفكارهم فتكون قادرًا على إدراك العالم الأخر وتقبله .

2- لا تكن انحيازيًا

لا تكن انحيازيًا … اخرج من دائرتك واقرأ وتعلم في مجالات مختلفة سواء كنت مختص بها أم لا .

3- الفنّ بكل فروعه 

  • وبشكلٍ مؤكد سيزيد التعمق في الفنون من ثقافتك ومعرفتك فالفنّ بحر واسع يضم بكل فرع فيه ثقافة جديدة و معلومات مختلفة وحقائق مثيرة.
  • كاللوحات الفنية و قصص راسِمها و الهدف منها و رسالتها.
  • كالموسيقى التي تميز كل بلد عن أخرى.
  • كالشعر الذي يرتبط بالأدب والحضارة والتاريخ.
  •  وغيرها من الفنون التي تعبر عن عقلية صانعها وبيئته و بلده وتحكي وتفضح أفكاره.

4- الاستماع إلى أفكار وآراء مختلفة 

خض حوارات مع أشخاص بأفكار ووجهات نظر و معتقدات مختلفة ، استمع إلى آرائهم واطرح الأسئلة وحاول فهم وترجمة عقليتهم دون أن تكون متعصبًا إلى أفكارك ومعتقداتك ، احترم وجهات النظر الأخرى و أنصت جيدًا و تجنب المقاطعة أو الهجوم والرد بحدة بسبب اختلاف الرأي .

5- اقرأ عن التاريخ 

اقرأ عن تاريخ بلدك و حضارته القديمة وعن تاريخ البلاد الأخرى القريبة منك و البعيدة عنك و تعلم من شخصياتها البارزة و من الأحداث و الصراعات والحروب القديمة و أسبابها و اربطها جميعها بحاضر هذه البلد الآن .

كيف أكون مثقفًا طليق اللسان ؟

ما هي طلاقة اللسان ؟ 

تعني انتقاء الشخص للمفردات والكلمات المناسبة وقولها في الوقت الصحيح و بالطريقة الصحيحة أثناء حديثه وإعطاء النتائج المطلوبة والقصد المراد حتى يقدر على جذب انتباه الأخرين للاستماع إلى ما يقوله والحصول على احترامهم و تقديرهم وثقتهم .

نصائح لاكتساب الفصاحة وطلاقة اللسان :

  • زيادة الثقافة باستمرار واكتساب معرفة ومعلومات جديدة من مصادر مختلفة .
  • اختيار العبارات والجمل المناسبة أثناء التحدث .
  • التحكم بالأعصاب و المحافظة على الهدوء وإظهار الثقة بالنفس دون توتر أو ارتباك والتعبير عن أفكارك و تحليلاتك بمساعدة لغة جسدك .
  • تبادل ومشاركة الأحاديث والحوارات مع أشخاص مثقفين و طلقاء للاستفادة منهم و إدراك أسرار ثقتهم وفصاحتهم .

كيف أكون مثقفًا في كلامي ؟

كلما ازدادت معرفتك وثقافتك و استطلاعات كلما ازدادت قدرتك على التكلم ببراعة و برزت ثقافتك على حديثك وفي طريقة تعبيرك عن أفكارك وآرائك .

  • لذلك يجب عليك الإلمام بمختلف مجالات الحياة حيث تكون مستعدًا دائمًا للتحدث و المشاركة في ما يتكلم به الناس من حولك .
  •  القراءة وزيادة ثقافتك ومعلوماتك و مفرداتك باستمرار عن طريق الكتب و الجرائد و مشاهدة الأفلام المتنوعة .
  • تكلم بنبرة صوت منخفضة وبأدبٍ و فصاحة ودون تعقيد .
  • تجنب الحديث عن الأمور التي تجهلها ولا تعرف فيها الكثير و محاولة اختلاق المعلومات وتأليفها .
  • أذكر مصادر معلوماتك من الأمثلة و الشواهد .

كيف تكون مثقفًا علميًا ؟

هناك عدّة خطوات يجب عليك اتباعها لكي تكون مثقفًا علميًا وتوسّع مداركك بشكلٍ كبير، وهذه ليست خطوات عليك اتباعها بشكل نمطي أو بترتيب معين ، فكل ما عليك فعله اختيار خطوة أو طريقة معينة تناسب تفكيرك والطريقة المناسبة لك في التعلُّم ومن تلك الطرق :

1-تعلُّم أساسيات العلوم

  • أولا يجب عليك تعلم الأساسيات في كل مجالات العلوم أو على الأقل بناية معرفة بسيطة وسطحية عن أساسيات أغلب العلوم ، ليَسهُل عليك فيما بعد الدخول في علم من العلوم والاستفاضة فيه، ولكن دون إهمالٍ لأي من العلوم الأخرى.
  • بهذه الطريقة تستفيد من فهمك لمعظم العلوم وتبني ثقة مع المتحدثين إليك في أي فرع علميّ لأنك كوّنت صورة سريعة بالعلم أو الموضوع الذي يتحدثون عنه.
  •  لكي تصل إلى نقطة معرفة شاملة لأساسيات معظم العلوم ننصحك بالتالي: مشاهدة الأفلام الوثائقية و المقابلات مع العلماء و المتخصصين و قراءة الموسوعات والمجلات العلمية، ومتابعة بعض القنوات على اليوتيوب كقناة “ثقّف نفسك”.

2-التخصصية

  • هذا لا يتعارض مع النقطة السابقة ، فالتخصصية هنا بمعنى أن تأخذ علما من العلوم التي قرأت في أساسياتها ووجدتها مناسبة لفكرك وشغفك ، فيجب عليك الاستفاضة في تعلم هذا العلم والقراءة فيه ومتابعة مقدميه لكي تبني صورة كاملة عن علم بحد ذاته.
  • هذه الخطوة تفيد القارئ او المتعلم في حياته حيث أن الناس تحترم التخصصية ، وتستمع للمتخصصين الدراسين والعارفين لمجال الحديث من كل جوانبه.

3-متابعة التطورات أولاً بأول

  • هذه الخطوة من أهم الخطوات لتحصيل الثقافة العلمية وهي مواكبة الأحداث والتطورات العلمية الحاصلة في العلوم اولا بأول ، لكي لا تأتي دراسة تنفي او تعدّل سابقيها من الدراسات ويكون الإنسان متأخرا في معلومته وهذا ينفي كونه مثقفا.
  • نرَشِّح لتلك الخطوة متابعة الأوراق والأبحاث العلمية للعلم المراد معرفته أولا بأول على الإنترنت ومتابعة الموثوقين من المتخصصين في هذا العلم.

كيف تكون مثقفًا سياسيًا ؟

الثقافة السياسية ليست بالضرورة أن تكون محللا للأحداث ولكن أن تكون على دراية شاملة ، ورؤية واسعة المجال بالأحداث والصراعات السياسية الحاصلة ، ويمكنك تحصيل الثقافة السياسية من عدة طرق منها :

  • بداية أي ثقافة في أي مجال يكون عن طريق معرفة الأساسيات ، ومن أساسيات العلوم السياسية والسياسة بشكل عام المصطلحات السياسية المتداولة كـ ( الديمقراطية – الدستور – النظام الملكي – النظام الجمهوري – النظام البرلماني – الليبرالية ) وغيرها .
  • يجب عليك أن تكون على دراية بما يحدث في العالم من أحداث وصراعات وحروب ، وهذا يتحقق عن طريق مشاهدة نشرات الأخبار والاستماع إلى النقاشات وقراءة مقالات لأستاذة مختصين.
  • ولكن احرص كل الحرص دائمًا على عدم أخذ معلوماتك وبناية استنتاجاتك وأفكارك من مصدر واحد كصحيفة معينة أو قناة تلفزيونية واحدة ، ولكن تنوع في المصادر والأماكن الإخبارية ؛ لتقصّي الحقيقة وبناية صورة واقعية منطقية للأحداث .
  • حلل ما يحدث من خلال منطقك وابني رأي مستقل وأفكار خاصة بك بدلًا من الانسياب خلف الأخرين .

كيف تكون مثقفًا اجتماعيًا ؟

الثقافة الإجتماعية ليست معناها أن تكون مثقفا بعلم ما ، بل مثقفا بالاجتماعيات بشكل عام ، وبطريقة وكيفية التعامل مع من حولك من أفراد المجتمع باختلافاتهم الشخصية أو اختلاف تفكيرهم وتقاليدهم ، ومن النقاط المهمة لتثقيف نفسك اجتماعيا :

  • و لتحقيق ذلك يجب عليك بناء علاقات اجتماعية و التعرف على أناسٍ جدد كلما سنحت لك الفرصة ، وتكوين شبكة صداقات متعددة ، والمشاركة في الأنشطة والمناسبات الاجتماعية التي تساعدك على مقابلة أشخاص من خارج دائرة معارفك .
  • كن سهلًا في تعاملك وتجنب خلق حواجز بينك وبين الآخرين ، تقبل النقد ولا تكن متعصبًا لرأيك، بل تقبّل النقاشات البناءة واختلاف الرأي .
  • عامل الآخرين بالطريقة التي تريد أن تُعامل بها ، وهذا علم اجتماعي أسسه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من 1400 سنة بقوله صلى الله عليه وسلم : “لا يؤمن أحدكم-أي لا يكتمل إيمانه- حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه ” فهذا أساس ديني.
  • القراءة المستمرة في علوم الإجتماع والتنمية البشرية ، وما إلى ذلك.
  • التدرّب على طرق تحاورٍ بنّاءة غير متكلفة وتغير لغة الجسد وترويضها بحيث لا تكون مُنَفِّرةً للمتحدَّثِ معه.

الأسئلة الشائعة

ما هي أهمية تثقيف النفس ؟

  • تقدم وتحسن المجتمع فـلو اعتنى كل شخص بتطوير نفسه وذاته سينمو المجتمع و يزدهر .
  • زيادة ثقة الإنسان بنفسه وأفكاره وآرائه و وصوله إلى نقاط قوته ونقاط ضعفه .
  • تقبل عقلية الآخرين و وجهات نظرهم واختلافهم وبناء حوار ونقاشات بنّاءة مع الغير. 
  • الاستفادة من التجارب واكتساب خبرات عديدة من خلال قراءة التاريخ و كثرة المطالعة .
  • العثور على أهداف جديدة و ارتفاع سقف الأحلام والطموحات.
  • زيادة المعارف الاجتماعية واكتساب أصدقاء من ثقافات مختلفة .

فوائد قراءة التاريخ :

  • معرفة الأحداث السابقة و فهم المشكلات الحالية والتنبؤ بما سيحدث في المستقبل .
  • الانتفاع من أخطاء الأمم السابقة و تفاديها لعدم تكرارها .
  • زيادة الثقافة و اكتساب مهارة التحليل و اتساع آفاق الدماغ .
  • تعزز فخر الإنسان بحضارة بلده بعد دراستها .
  • إدراك الأساسيات التي بُنيت عليها الحضارات السابقة .

وفي النهاية الثقافة والتثقيف بشكل عام هو مفهوم ورغبة نابعة من داخل الشخص نفسه ومرتبطة بإرادته في التغيير ، فلابد للشخص نفسه أن يكون ذا إرادة في التعلُّم والتثقُّف لمواكبة الأحداث والتطورات من حوله ولا يجب عليه أن يركن إلى التقليد والركود الفكري.

في نهاية مقالتنا كانت تلك أهم النقاط التي تتعلق بالثقافة وفوائدها ، وعن بعض الخطوات المساعدة لاكتسابها ، آملين أن نكون قد شرحنا بشكلٍ كافي الطريقة المناسبة لتصبح شخصًا مثقفًا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى