فنون التعليم

ما هي المهارات القيادية للقائد الإداري الناجح؟

المقدمة:

هناك مهارات يحتاج إليها كل شخص يريد أن يكون مؤثراً في من حوله بالطريقة التي تناسب موقعه، سواء كان زعيماً، أو مديراً في شركة، أو غير ذلك. وتظهر أهمية، وضرورة إتقان هذه المهارات عندما تكون المسؤوليات، والأشخاص الذين تتعامل معهم أكبر.
وبناءً على ذلك، فأنت من يحدد المهارات القيادية التي تناسب موقعك؛ لأنك أعلم بمسؤولياتك أكثر من غيرك، ولذلك سنتعرف معاً في هذه المقالة على المهارات القيادية التي يحتاج إليها الشخص حتى يكون ناجحاً، ومؤثراً، ومحبوباً في مكان عمله أو خارجه… فهيا بنا.

أهم المهارات القيادية

1- المسؤولية والشرف

من أهم المهارات القيادية التي تميز القائد بالنجاح، هي المسؤولية بمعنى أن يحاسب القائد نفسه قبل أن يقوم بمحاسبة من يرأسهم. فعلى سبيل المثال، إذا تعرضت مؤسسته لأي نوع من أنواع الفشل فلا بد أن يكون هو أول من يعترف بِالخطئ؛ لأن القائد الذي يتسم بالنجاح لا ينسب القرارات الصحيحة، والنجاح فقط لنفسه، وإنما يتحمل مسؤولية وتبعات جميع القرارات الخاطئة، و الصائبة، كما أنه يتحمل أيضاً مسؤولية كل أعضاء الفريق الذي يعمل معه؛ لأنه هو المسؤول عنهم. بالإضافة إلى ذلك، يعد الشرف من أهم المهارات القيادية التي لا تنفك عن المسؤولية؛ لأن القائد الناجح يلزم نفسه بتطبيق ما يأمر به غيره. ومن هنا، يمكن القول أن القائد الحقيقي لا يعطي نفسه مميزات أكبر ممن حوله، أو يستثني نفسه من بعض الالتزامات، ولكنه يتعامل معهم بشكل يوضح أنه مثلهم، إلا أنه يقودهم لكونه المثل الأعلى لهم.

2- التواصل الفعّال

يعد التواصل الفعّال أيضاً مهارة من أهم المهارات القيادية، حيث يوجد مقولة مشهورة توضح أن القائد الناجح هو الشخص الذي يعرف كيف يتواصل مع الآخرين بشكل مميز؛ لأن القائد يعرف الوقت المناسب للكلام، والوقت الغير مناسب، فَيصمت حتى ينصت لمن حوله، فَيجعلهم يشعرون بإهتمامه، أيضاً المدير الناجح له طريقة معينة في إخبار الشخص المخطئ بخطئه في الوقت المناسب، بالإضافة إلى أن لديه من العبارات الجيدة التي يستخدمها في الثناء على الأشخاص المؤديين لأعمالهم على الوجه المطلوب. لذلك، يعد التواصل الفعّال أيضاً مهارة من أهم المهارات القيادية التي يجب أن يتحلى بها القائد؛ حتى يكون ناجحاً.

3- الثقة

تعتبر الثقة واحدة من أهم المهارات القيادية التي يجب أن يتمتع بها القائد الناجح؛ حيث أن القائد الناجح يكون واثق في الخطوات التي يقبل عليها؛ لأن لديه قدرة على اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى أنه يعطي الثقة لمن حوله، ويترك لهم مساحة من الحرية، للتعبير عن آرائهم. هذا، وقد أثبتت عدة دراسات نفسية أن الأشخاص الذين يتمتعون بالثقة، لديهم خبرة عالية تجاه ما يقومون به من أعمال، ومعنى ذلك أن أساس الثقة بالنفس يأتي من الخبرة والمعرفة؛ لذلك نجد القائد الناجح يتحدث بطلاقة عندما يقوم بإعطاء الأوامر لمن حوله، أو عندما يتخذ القرارات؛ لأنه يكون على دراية تامة بما يتحدث عنه، وهذا أهم ما يميز القائد الناجح عن القائد الغير ناجح؛ حيث نجد القائد الغير ناجح يبدو عديم الثقة بنفسه ومن ذلك نجده يظهر متردداً عند الحديث. ومن هنا، نوضح أن الثقة تعد مهارة أساسية من المهارات القيادية، ومن هنا، ننصحك بضرورة الحرص على بكل شيء في المؤسسة أو المشروع الذي تقوم بإدارته؛ حتى تبدو مديراً ناجحاً.

4- حسن الإدارة وتوزيع المهام

تعتبر مهارة حسن الإدارة وتوزيع المهام من أهم المهارات القيادية؛ فَالقائد الذي يتمتع بالمهارات القيادية يتمتع بطريقة مميزة في إدارة وتوزيع مهامه بشكل سليم، كما أن لديه القدرة على استخدام واستغلال كل ميزة كل فرد من الفريق الخاص به حسب إمكانياته وقدراته.
بالإضافة إلى ذلك، يتمكن القائد الناجح الذي يتميز بحسن إدارته للمهام من كيفية قراءة البيانات، وبالتالي فهو يعرف مواضع الخلل بها، ومن ثم كيفية ضبطها. ومن هنا، يتضح لنا أن حسن الإدارة وتوزيع المهام مهارة من أهم المهارات القيادية التي يجب أن يتحلى بها القائد؛ حتى يكون ناجحاً في المكان الذي يقوم بإدارته.

5- امتلاك رؤية مستقبلية واضحة

من أهم المهارات القيادية التي يتحلى بها القادة الناجحون، هي قدرتهم على قراءة مستقبل الشركة؛ لذلك نجدهم يتميزون بوضع خطط واقعية وملموسة تقبل التحقيق على أرض الواقع، ومن ثم يتم النهوض بالشركة وفق رؤيتهم. ومن هنا، تعتبر الرؤية هي المهارة المحركة لكل قائد ناجح؛ وذلك لأنها تعد بمثابة الحافز الذي يدفعه كل يوم للاستيقاظ مبكراً، ليذهب إلى ترقب عمله يوماً بعد يوم. هذا، والرؤية ليست فقط لمن يقف أعلى قمة جبل، ولكن الرؤية هي نظرة لكل من يعد مسؤولاً عن شيء يسعى لتحقيقه، فهي للمدير، والطالب، والمشرف، وغيرهم.

6- مهارة سرعة التعلم

إن من أكثر الأشياء التي تميز القائد بالنجاح أنه يتعلم بسرعة، بمعنى أنه إذا تم شرح شيء جديد له، فإنه يتعلمها بشكل سريع حتى يستغلها في إدارة عمله؛ وذلك لأنه يدرك أن قوة قيادته تظهر في اكتساب الكثير من المعلومات، والتقنيات الحديثة. هذا، وسرعة التعلم تأتي من التركيز، والإصرار على البحث عن المعلومة من مصادرها الموثوقة، واكتسابها؛ حتى يتم تطبيقها واستغلالها في أكمل صورة ممكنة.

7- مهارة التعامل مع تقييم الآخرين

من أهم المهارات القيادية التي تميز القائد الناجح أنه لا يتعامل مع تقييم الآخرين له بشكل شخصي، ولكن يأخذ الأمر على محمل الإستماع إلى الانتقاد، فيكون له بمثابة الحافز لتحقيق الأفضل فيما بعد. كذلك إذا كنت قائد في مؤسسة معينة، وترغب في تقييم شخص ما، عليك أن تحرص على أن تظهر حساساً في انتقادك، فيمكنك أن تخبره بتقيمك له على انفراد، ولكن بعد التأكد من صحته أولاً، وأنه لا يوجد عامل خارجي مؤثراً عليه. بالإضافة إلى ذلك، ننصحك أن تكون محدداً غير معمم عند التقيم، كما ننصحك أن لا توجه أي انتقاد وأنت عصبي بشكل علني أمام الجميع، فإنك إذا اتبعت هذه النصائح ستجبر الآخرين على احترامك سواء كنت مديراً، أو موظف، كما ستلاحظ أن الكثير سَيلجئون إليك بعد ذلك عند مواجهتهم أي مشكلة؛ لأنك ستبدو في أعينهم قائداً ناجحاً.

8- مهارة أخذ زمام المبادرة

تعد هذه المهارة واحدة من أهم المهارات القيادية الضرورية التي تظهر في القائد الحقيقي في أي مكان عمل. على سبيل المثال، عند حدوث عطل، أو أي مشكلة تتعرض لها المنظمة نجد القائد الناجح يبادر في التعامل معها حتى يقوم بحلها. أيضاً، إذا كان هناك شخص ما في فريق العمل الخاص بك يتصرف بشكل خاطئ، عليك أن تكن حازماً وتعالج مشكلته بشكل سريع، فإذ لم يستجب لك، أزله فوراً. ومن هنا، يتضح لنا أن مهارة أخذ زمام المبادرة مهارة قيادية لا تنفك عن أي قائد ناجح، كما أن التحلي بهذه المهارة ستجعلك تكتسب احترام الكثير ممن حولك، و ستؤدي كل ما عليك، وبالتالي يتولد لديك الشعور بالرضا.

9- مهارة التعاون مع الآخرين

كذلك من أبرز المهارات القيادية التي تميز القائد الناجح، التعاون مع من حوله، وهذه المهارة لا يمكن للشخص أن يكتسبها، أو يتحلى بها إلا إذا طور مهارة التواصل مع الآخرين، وكان صائباً في تحديد نوعية شخصيتهم، وهذا يلزم منك أن تكون متواضعاً، وواضحاً في تعاملك. ولا تتوقف أبداً عن مدح أي شخص أدى عمله بشكل مميز؛ حتى تمنحه الثقة والتقدير، وإذا أردت أن قراراً مهماً في عملك، احرص على استشارة جميع أفراد الفريق؛ حتى تتأكد من أن الغالبية تدعم أفكارك، وهذه هي أفضل صورة من صور التعاون المثمر.

10- مهارة المسؤولية والحماية

أيضاً من أبرز المهارات القيادية التي يتحلى بها القادة الناجحون، حماية فريق العمل، والدفاع عنه. فعلى سبيل المثال، عندما تلاحظ غضب مديرك على أفراد فريق العمل، عليك أن تكن أنت أول من يتحدث ويوقفه، بالتأكيد بشكل مهذب وصارم في ذات الوقت، فإذا كنت قائد فريق في أي منظمة دافع عن فريق عملك، وكن بجوارهم، وان أخطأ أحدهم، عليك بمساعدته وتصحيح خطئه، وإذا كان الأمر يتطلب أن تقوم بتوجيه الانتقاد له، احرص أن يكون ذلك على انفراد؛ حتى تحفظ له كرامته، ولا يشعر بالحرج. بالإضافة إلى ذلك، يهتم القائد الناجح بالحفاظ على حقوق أفراد فريق عمله، فعندما يكن لأي فرد من أفراد الفريق حق، فعليك أن تساعده، وتبذل أقصى ما لديك من جهد حتى يحصل عليه وبذلك يثق بك أفراد الفريق، ويلجأون إليك عندما يواجهون أي عقبة أمامهم، أو يرتكبون أي خطأ.

في نهاية المقال، نوضح القائد الذي يتحلى بالمهارات القيادية يستطيع أن يؤثر في الأشخاص بسرعة، وبذلك يتمكن من تأدية مهمته في عمله بنجاح. ومن هنا، ننصحك بضرورة الالتزام بهذه المهارات المذكورة؛ حتى تكون قائداً ناجحاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى