أثر الطلاق على الأطفال وكيفية التعامل مع الطفل وحل مشاكله

أثر الطلاق على الأطفال كبير فإن أبغض الحلال عند الله الطلاق هكذا كانت نظرة الإسلام للطلاق، فبالرغم من مشروعيته إلا أن الشريعة تحث على وضع خيار الطلاق كحلٍّ أخير يلجأ إليه الزوجين، فقد قال الله تعالى في كتابه: “إن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً”.

ولا شك أن الطلاق يحدث الكثير من التغييرات السلبية داخل الأسرة في جميع مجالاتها، وأكثر من يتأثرون بالطلاق هم الأطفال.

وفي هذا المقال، نعرض لكم بشكل أكثر تفصيلًا ما يفعله الطلاق بنفوس الأطفال وشخصياتهم. 

يترك الطلاق آثارًا سلبية كثيرة في نفسية الطفل، فهو يكون مفهومًا سيئًا لديه عن الوالدين وفيما يلي سنتعرف على أثر الطلاق على الأطفال:

1 ـ ضعف ثقة الطفل بنفسه

يتكون لدى الطفل مفهوم الذات السيئ، وينتج عن ذلك ضعف ثقة الطفل بنفسه وبمن حوله، كما يحدث خللًا في نمو شخصيته.

حيث تؤثر المفاهيم الخاطئة التي تتكون لدى الطفل على سيطرته على مشاعر القلق والتوجس، كما تسبب له انخفاضًا في طموحاته، وسوء التوافق سواءً النفسي والاجتماعي.

2 ـ ضعف التحصيل الدراسي

أثبتت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يعيشون مع أحد والديهم دون الآخر يقل ضعف تحصيلهم الدراسي، كما يررتفع معدل إصابتهم بالاكتئاب، ويكونون أكثر قابليةً عن غيرهم للاضطراب النفسيّ.

3 ـ العزلة والشعور بالوحدة

يسبب انفصال الوالدين للأطفال في توترٍ دائم، فهم دائمًا ما يكافحون عاطفيًّا ما بين الغضب والحزن الذي يؤدي يهم أحيانًا إلى العزلة والشعورة بالوحدة، كما يعتقد بعض الأطفال أيضًا أنهم هم المسئولون عن طلاق والديهم، مما يؤثر بالسلب على نفوسهم.

4 ـ انعدام الشعور بالأمان

من أكثر المشاكل التي يتعرض لها الطفل بعد انفصال والديه هي انعدام شعوره بالأمان، فَوالدا الطفل همَا أول من تعرف عليهم في حياته وأول من استمد منهما الشعور بالاطمئنان، لذلك فإن انفصالهما سبب له الكثير من مشاعر الخوف وعدم الاستقرار.

وانعدام شعور الطفل بالأمان يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل منها:  التبول اللاإرادي، وانعدام التركيز، ومواجهة الكوابيس خلال النوم.

5 ـ الشعور بالغربة

إذا قرر أحد الوالدين الزواج ثانيةً فإن ذلك سيولد لدى الأطفال الشعور بالغربة والتشتت، ويزداد لديه شعور الخوف من أن يترك وحيدًا.

6 ـ الشعور بالغضب

قد يشعر الطفل أحيانًا بالغضب تجاه أحد الوالدين الذي يعتقد بأنه سبب هذا الطلاق، وسبب انقلاب حياته رأسًا على عقب؛ لذلك إذا اضطررت إلى اتخاذ قرار الطلاق، فعليك أن تفكر كثيرًا في قرارٍ كهذا قبل اتخاذه، وأن تجعله آخر خيارٍ يصل إليه عقلك وقلبك.

1. تحدث مع طفلك بشكلٍ صريح، واترك له مساحةً للاستفسار واهتم بالإجابة عنها؛ وذلك لأن للطفل الحق في أن يفهم ما يدور حوله.
2. أخبر طفلك أنه مهما حدث سيظلون في رعايتك و سيحظون بحبك، وحاول أن تؤكد لهم ذلك بأفعالك.
3. لا تفوت مواعيد مقابلتهم، وخصص لهم وقتا كافيًا تمضيه بينهم بين الحديث واللعب، ولا تتخلى عن دورك في حياتهم أبدًا.
4. حاول بقدر إمكانك أن لا تحدث الكثير من التغييرات في حياة طفلك، فإن ذلك يجعل الطفل يشعر بالأمان ويساعده على تجاوز تلك الأزمة.

تمر المرأة بعد الطلاق بالعديد من المشاعر السلبية؛ حيث تواجه الألم النفسي والعاطفي وفيما يلي سنتعرف على الأثر الذي يتركه الطلاق على المرأة:

1. يسبب الطلاق للمرأة الشعور بالقلق والاكتئاب وانعدام الأمن وذلك نتيجة التغييرات التي حدثت في نمط حياتها، كما أنها تشعر بالخوف من المستقبل وكيفية مواجهة صعوبات الحياة بدون شريك.
2. كما يؤثر الطلاق على النمط الغذائي للمرأة مما يؤدي إلى زيادة أو نقصان في الوزن ومن ثم التأثير على صحتها وزيادة المشاعر السلبية لديها.
3. بالإضافة إلى ذلك، فقد أثبتت العديد من الأبحاث أن كلاً من النساء والرجال عرضة للإصابة بأمراض القلب.
4. كما أن الطلاق يؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم؛ حيث تواجه المرأة بعد الطلاق الكثير من الكوابيس الموحشة فضلاً عن الشعور بالأرق الذي يصاحب الاكتئاب.

على الرغم من معظم الأطفال يعيشون مع الأم بعد وقوع الطلاق إلا أن هذا الأمر لا يلغي مسؤولية الأب تجاه أبنائه بعد الطلاق وفيما يلي سنتعرف على أهم المسؤوليات التي يجب على الأب القيام بها بعد الطلاق:

1 ـ التواصل مع الأطفال بانتظام

يجب على الأب أن يتواجد في حياة أطفاله بشكل منتظم بعد الطلاق؛ حيث أن غياب الأب يؤثر على نفسية الطفل؛ لذلك يجب أن يهتم الأب بتحديد أيام وأوقات معينة لزيارة أطفاله والتواجد معهم.

كما يجب على الأب أن يراعي أهمية تواجده في حفلات الطفل المدرسية وحضور التدريبات معه؛ حيث أن ذلك يجعل الطفل يشعر أن الأب مهتماً به وبِنشاطاته.

2 ـ الالتزام بالأمور المادية 

ينبغي على الأب أن لا يقصر مع أبنائه بعد الطلاق في الأمور المادية؛ حيث أن ذلك يؤثر على نفسية الطفل ويجعله يشعر بعدم الأمان والاستقرار.

لذلك، يجب على الأب الالتزام بالأمور المادية والتي تشمل نفقة الأم والأبناء.

3 ـ سد الاحتياجات العاطفية للأطفال

يصبح الأطفال بعد وقوع الطلاق أكثر حساسية وبالتالي فإنهم يكونون عرضة للإصابة بالاكتئاب؛ لذلك يجب الاهتمام بسد احتياجاتهم العاطفية والتواصل معهم وذلك لِتوفير الدعم والاحتواء وسد الاحتياجات العاطفية.

4 ـ التواصل مع الأبناء باستمرار

يجب على الأب أيضاً أن يحرص على الاتصال المتكرر بأطفاله وإرسال رسائل نصية لهم، ويشارك أحداث يومهم باستمرار؛ حتى يشعر الأطفال بوجود الأب في حياتهم.

5 ـ اتباع منهج ثابت بين الأبوين

يجب على كلا الأبوين الاتفاق فيما بينهم على المسموح والممنوع في تربية الأطفال.

1. يجب على كلاً من الآباء والأمهات أن يكون تعاملهم بعد الطلاق مع أطفالهم أكثر تحضراً لمساعدة الطفل على تجاوز المشاعر السلبية التي مر بها ومن ثم تقبل فكرة الانفصال.
2. كما يجب أن يكون الأبوين أكثر صموداً وهدوءًا وأقل توتراً أمام أطفالهم.
3. الاهتمام بمشاكل الطفل والإنصات إليه، وتوفير الدعم العاطفي له.
4. الحرص على توفير روتين عائلي مستقر للأطفال في المنزل قدر المستطاع حتى في أوقات الاضطراب والتوتر.

تترك تجربة الطلاق أثراً مريراً على المراهقين والتي سنتعرف عليها فيما يلي:

1 ـ العزلة والانطواء

يشعر المراهق بالرغبة في العزلة ويفضل الانطواء بعد وقوع الطلاق؛ حيث أنه يشعر بالوحدة والصدمة التي تجعله يلتزم الصمت.

2 ـ الشعور بالخجل

 يؤثر الطلاق على نفسية المراهق؛ حيث يجعله يشعر بالخجل أمام الأصدقاء بعد انفصال والديه عن بعضهما بل ويشعر أن ذلك يعد نوعاً من العار.

حيث أن الطفل ينظر إلى من حوله من الأصدقاء ولا يجد من يمر بنفس ظروفه ومن ثم ينتاب إليه شعور أنه ذو سمعة سيئة.

3 ـ الانحرافات السلوكية

أثبتت العديد من الدراسات الحديثة أن الانحرافات السلوكية تنتشر بين المراهقين الذي لا يعيشون في أسر مستقرة وذلك نتيجة ردود أفعالهم الانفعالية.

4 ـ فقدان الثقة بوالديه

يفقد المراهق ثقته بوالديه بعد وقوع الطلاق فلا يلجأ إليهم عند وقوعه في مشكلة؛ حيث أنه يرى أن والديه لم يتمكنا من الحفاظ على تماسك الأسرة واستقرارها.

شرح الأسباب التي أدت إلى الانفصال لِلطفل والحديث معه بشكل مستمر حتى لا يفقد الشعور بالأمان.

يواجه الطفل بعد انفصال والديه الكثير من المشاعر السلبية التي تؤدي به إلى الوقوع في مشاكل منها:

1. الابتعاد عن أحد الأبوين أو كليهما.
2. الإصابة بالاكتئاب.
3. الشعور بالوحدة.
4. من الممكن أن يلجأ الطفل إلى التفكير في الانتحار؛ حتى يتخلص من معاناته.
5. يشعر الأطفال بعدم الحب؛ نتيجة قلة الاهتمام بهم، وكذلك نتيجة التغيرات النفسية التي تمر بها الأم؛ حيث أنها تنعكس عليهم.

في نهاية المقال ذكرنا أثر الطلاق على الأطفال، ونذكر أن الطلاق يُشكل معاناة نفسية كبيرة للأطفال؛ وذلك نتيجة تدهور العلاقة بين والديهم؛ لذلك إذا كان هناك اضطرار لِاتخاذ قرار الطلاق، فعلى كلاً من الوالدين أن يفكروا كثيرًا في قرارٍ كهذا قبل اتخاذه، وأن يجعلوه آخر خيارٍ وحل يمكن الوصول إليه .