تعريف العمل الجماعي وروح الفريق وأهميته وأهم مهارات العمل الجماعي

يبحث أصحاب الأعمال دائمًا عن موظفين بإمكانات جديدة لزيادة الإنتاجية والكفاءة، حيث تنفق الشركات جزءًا كبيرًا من ميزانيتها لتحديث التكنولوجيا أو العثور على الأشخاص المناسبين للعمل لديها. ومع ذلك، فإن أحد الأساليب الجديدة لهذه المشكلة هو إنشاء مجموعات من المهنيين تعمل من أجل هدف مشترك.

في هذه المقالة سنتعرف مفهوم العمل الجماعي، ومزاياه، وأهميته للنهوض بالشركات، وأبرز المزايا للعمل الجماعي، وأخيرا العمل الجماعي في الإسلام

اقرأ أيضاً ماهي عوامل نجاح فريق العمل والعمل الجماعي وصفاته

العمل الجماعي هو تجميع الموظفون لتحقيق هدف مشترك، وهو أحد الخصائص الأكثر طلبًا من قبل الشركات اليوم، فضلاً عن كونه مهارة ضرورية لتسهيل تحقيق الأهداف في أي مجال من مجالات حياتنا.

يجب أن يكون قائد الفريق قادرًا على التأثير بشكل إيجابي لتوليد الثقة وإثارة تبادل المعرفة والدعم والصداقة الحميمة، فالذكاء العاطفي مهم بشكل متزايد للقيام بهذا العمل. 

إضافة إلى ذلك، لتحقيق فريق متماسك، من الضروري تعزيز روح الانتماء التي تؤدي إلى الشعور الجماعي بالقيم مثل التضامن وتحقيق تأثير إيجابي على الشركة.

العمل الجماعي مهم للغاية لكي تنجح الشركة وتصل إلى أهداف العمل. لماذا؟ لأن كل موظف في هذا الفريق سيلعب دورًا محددًا – بناءً على نقاط قوته – والتي ستعمل جنبًا إلى جنب مع بقية الموظفين على تحسين النتائج الإجمالية. لذلك، فإن العمل الجماعي الجيد يحسن الإنتاجية.

في الواقع، ليس مهما معرفة كيف يعمل الأعضاء المختلفون في المجموعة مع بعضهم البعض، وكيف يكملون بعضهم البعض؛ ولكن ما يؤثر حقا هو أن الشخص الجيد سوف يعزز الدافع والشعور بالانتماء إلى الكيان.

لسوء الحظ، تستمر العديد من المنظمات في المراهنة على المواهب الفردية، لكن لا تأخذ في الاعتبار إمكانية دمج هؤلاء الأعضاء في فريق العمل الذي سيكونون جزءًا منه. 

المشروعات التجارية التي يتعاون فيها مجموعة من الأشخاص ذوي المعارف والخبرات والأفكار المختلفة ويشتركون فيها، هي تلك التي تحقق النجاح.

يتم الحصول على مزايا العمل الجماعي عند مشاركة أفكار جديدة ومختلفة توفر حلولاً أفضل إضافة إلى ذلك، عندما يشعر الموظف بالرضا وأنه جزءًا مهمًا من هذا الفريق، يتدفق إليه الإحساس بالمسئولية تجاه العمل كليًّا.

وفى السطور التالية نعرض عليك فوائد العمل الجماعي:

1- النمو الشخصي والجماعي

يتكون الفريق من أشخاص ذوي معارف مختلفة تمامًا، ويولد العمل الجماعي ثراءً شخصيًا عاليًا عندما يشارك الجميع وجهات نظرهم ومهاراتهم، ما يساهم في جعل العمل أكثر إيجابية وتحفيزا وإنتاجية.

2- يشجع على الإبداع

سماع وجهات نظر متنوعة يحفز الإبداع لدى جميع أعضاء الفريق ويوفر حلولاً أكثر فعالية للمشكلات التي قد تنشأ.

3- زيادة الدافع

يتم اتخاذ القرارات كفريق، لا يتم فرضها من قبل شخص واحد، وهذا يجعل العمال يشعرون بأنهم جزء مهم من الشركة، وبالتالي تتحسن البيئة وينمو الدافع للعمل.

4- ينمي التآزر

مع العمل الجماعي، يتم تقسيم المهام وتقليل إجهاد الموظف وزيادة الإنتاجية، حيث ينمو التآزر بين أفراد الفريق لأنه عند العمل معًا يتم الحصول على أفضل نتائج من العمل الفردي.

5- تحسين التواصل

في الشركات التي تعزز العمل الجماعي، يكون التواصل أكثر مرونة ومباشرة لأنه يمكن نقل الآراء المختلفة دون أن يأخذها أي شخص بطريقة سلبية. وبالتالي، فهو يحسن بيئة العمل وحل المشكلات.

يتطلب اتحاد مجموعة من الأشخاص الذين يضعون قدراتهم وذكائهم ومهاراتهم لإنجاز حدمة معينة سلسلة من المهارات اللازمة لتحقيق أفضل النتائج التي تسمح بتدفق هذه العملية برمتها.

 دعونا نرى ما هي أهم المهارات المطلوبة عند العمل كفريق:

1- اعتبار نفسك عميلا

من أكثر القرارات إثارة للاهتمام عندما يضع جميع أعضاء الفريق أنفسهم مكان الآخرين للتأكد من أن الفريد يقدم إليهم القيمة المرجوة منهم.

مع أنّه قد يبدو مضيعة للوقت لتدريب فريق كامل على قضايا تتجاوز عملهم المعتاد، فإن هذا سيسمح لهم بالتحدث بشكل صحيح ومعرفة ما يعنيه كل إجراء.

لا يتعلق الأمر بمعرفة مهام زملائك تمامًا بقدر ما يتعلق بفهم ما تتكون منه وظيفتك وما يستتبعه كل إجراء.

 سيساعدك الحصول على نظرة عامة على جميع المجالات على التعاطف مع زملائنا وأن نكون في وضع يسمح لنا بالتعبير عن آراء أكثر استنارة، ما يمكن الفريق من اقتراح التحسينات التي تؤثر بشكل مباشر على تطور الشركة. 

2- القيادة 

تحتاج الفرق إلى أشخاص يعرفون كيفية القيادة، على الرغم من أننا نتحدث عن الهياكل الأفقية التي تترك وراءها النماذج الهرمية المبتذلة بين الرئيس والموظف التي اعتدنا عليها، إلا أنه يجب أن يقدم القائد الثقة والتحفيز لفريقه، ومساعدة زملائه قدر الإمكان 

3- القدرة على حل المشكلات

عند إدارة الفرق، يجب أن تكون حازما لجمع المهارات التي تسمح بحل المشكلات التي قد تنشأ داخل المؤسسة.

 يجب فهم القدرة الحاسمة للقائد وفريقه على أنها جزء من العمود الفقري لأي عمل تجاري.

إن معرفة كيفية التعامل مع العوائق، والحصول على خدمة عملاء جيدة، وحتى وجود بروتوكول لإدارة الأزمات يحدد كيفية التصرف في الأوقات الصعبة، كلها قضايا أساسية لتقديم خدمة جيدة.

4- الاستماع النشط

يجب أن يتمتع جميع المحترفين بمهارات استماع نشطة حتى يتمكنوا من العمل على النحو الأمثل مع زملائهم. 

يجب أن تستمع لفهم ما يحدث، وكيف يشعر الفريق، وما هي المشاكل التي تنشأ وما هي احتياجات المنظمة.

على الرغم من أنها قد تبدو في البداية مهارة بسيطة للغاية، إلا أن الاستماع النشط يتطلب مجهودًا، حيث إنه لا يتعلق الأمر بالسمع أو الاستماع السلبي، بل يتعلق بفهم المشاعر والأفكار وراء ما نسمعه.

5- مهارات الاتصال 

يجب أن يكون التواصل مع أعضاء الفريق ركيزة أساسية لعمل كل شيء. لهذا، من الضروري استخدام قنوات الاتصال المناسبة، وبالتالي تعزيز التماسك بين الافراد. 

فإذا أردت العمل على التواصل مع فريق، فستحتاج إلى منح الثقة. وبالتالي، سيشعر الناس بالحرية في التعبير عن آرائهم وإبلاغ أساليب عملهم دون الشعور بالحكم عليهم.

6- القدرة التنظيمية 

يجب أن يتوفر في كل موظفي المؤسسة الواحدة مهارة العمل الجماعي، والتي بإتقانها سيؤدي هذا إلى زيادة الإنتاجية، وسيكون من الأسهل تحديد أولويات المهام، وقبل كل شيء، سنكون قادرين على تحديد المهام التي يمكن تفويضها.

أما بالنسبة للعمل الجماعي ، فإن التنظيم الجيد والتشغيل الآلي للعمليات سيساعد أعضاء الفريق على اكتساب عادات جيدة، وأن يكونوا أكثر إنتاجية وفعالية.

 فعندما نعمل مع إدارة سيئة يمكن أن تكون العواقب وخيمة بغض النظر عن مدى ذكاء أعضاء الفريق. إن العمل المنظم بشكل جيد سيثير مشاركة وتحفيز أكبر.

7- المرونة 

من الضروري العمل بهياكل مرنة ومنفتحة على التغيير والابتكار وتجربة طرق جديدة للقيام بالأشياء. إذا كانت لدينا طرق صارمة للتصرف، فسيكون من الصعب جدًا ظهور الابتكار وعلى الفريق اقتراح أفكار أو مشروعات أو طرق جديدة للقيام بالأشياء.

التحلي بالمرونة وترك مجال للإبداع أمر ضروري، كما أنه من المهم ترك الشعارات جانباً إذا أردت المراهنة على عمل جماعي تنافسي ومبتكر ومنفتح للتغيير.

8- المسئولية 

المسؤولية تتعلق بالالتزام واتخاذ القرار الواعي، يجب أن يكون القائد متسقًا مع أفعاله، بالإضافة إلى إدراك وقبول عواقب القرارات التي يتخذها.

9- الدافع 

ترتبط القدرة على التحفيز بالقدرة على جعل الناس يشعرون بالرضا، ومساعدتهم على تحسين احترامهم لذاتهم والالتزام بالعمل المكلفين به.

 هناك العديد من الطرق لتحقيق ذلك، مثل منح مسؤوليات جديدة أو منح حرية اتخاذ القرارات.

إن الشريعة الإسلامية شريعة عظيمة وكاملة، وعظمتُها مِن عظمة منزلها عز وجل، وكمالُها من كمال مبدعها جل في علاه، حيث حثنا سبحانه وتعالى على العمل في قوله “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.

الله عز وجل يقول: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60]؛ فالاجتماعُ قوة، والنزاع والفُرقة ضعف.

يجلب العمل الجماعي مزايا عدّة، لا سيما فيما يتعلق بإنتاجية الشركات. كما ذكرنا، فإن اتحاد معارف ومهارات الأعضاء يزيد من قوتهم ويؤدي إلى نجاح المنظمة التي تروج لها.

والأكثر من ذلك، أن إحدى الصفات التي تحظى بتقدير عالٍ من قبل متخصصي الموارد البشرية في كل من عمليات جذب المواهب هي أن الموظفين المستقبليين قادرون على العمل كفريق واحد ويشاركون بعمق في المهام أو المشروعات المشتركة.

 ومن بين أبرز فوائد  العمل الجماعي ما يلي:

• يزيد بشكل كبير من جودة العمل.
• تحقيق أفكار وقرارات وحلول أفضل.
• يعزز الخيال والإبداع.
• تميل القرارات التي يتم اتخاذها معًا إلى قَبُول الشركات بشكل أفضل.
• يساعد في خلق بيئة عمل أكثر ودية وديناميكية.
• يشعر جميع الأعضاء بالمشاركة في المشروع.
• يشجع على تطوير العلاقات الشخصية الإيجابية والتعاونية.
• يوفر قدرًا أكبر من الأمان لأولئك الأعضاء الذين يشعرون في البداية بعدم الأمان.
• يعزز الانسيابية في التواصل بين جميع الأطراف.
• يوفر الفرصة لإظهار نِقَاط القوة والفضائل الفردية.
• يزيد من التزام جميع أعضاء الفريق.
• مشاركة المهام والمسؤوليات، يتم تقليل مستوى التوتر.
• تحسين الأداء وجودة العمل مما يزيد من الإنتاجية.
• يقوي الجهد لتحقيق الأهداف المحددة.
• يسمح لك بإنهاء كل مشروع أو مهمة بطريقة أسرع وأكثر مرونة.
• يعزز الاحترام المتبادل بين جميع الأعضاء.

أهم أهداف العمل الجماعي تتمثل في: 

1- التحفيز المستمر

أعضاء فريق العمل لديهم الفرصة لتطبيق معارفهم ومهاراتهم وتنمية الشعور بالاكتفاء الذاتي والانتماء للمجموعة.

2- زيادة المشاركة

المشاركة في التحليل واتخاذ القرار تلتزم بأهداف الفريق والأهداف التنظيمية حيث يتم إنشاء المزيد من الالتزام عندما ينفذ الأشخاص قرارًا شاركوا فيه.

3- تدفق الأفكار

ينتج عن التأثير التآزري الذي يحدث عندما يعمل الناس معًا إنتاج عدد من الأفكار أكبر مما يحدث عندما يعمل شخص واحد بمفرده.

4- الإبداع

يتم تحفيز الإبداع عن طريق الجهود المشتركة للأفراد، وهذا يساعد على إنشاء مسارات جديدة للتفكير في المشاكل والعمليات والأنظمة.

5- التطوير المهني

حِجَّة أخرى تستحق الاهتمام هي التطوير المهني، فعند المشاركة في فريق عمل وفي صنع القرار، يتم اكتساب أو تحسين سلسلة من المهارات التي يمكن تطبيقها في المواقف المستقبلية.

هذا جانب يعزز تدريب وإثراء الموارد البشرية، إضافة إلى ذلك، فإنه يجعل من الممكن لأعضاء المنظمة تطوير العلاقات الشخصية وتأكيد الشعور بالانتماء إلى المنظمة.

6- قرارات أفضل

مادام أن فريق العمل يُدار بشكل جيد، فإن جودة القرارات تتأثر بشكل إيجابي بالممارسات التشاركية. قرار الجودة هو القرار الذي يتم تنفيذه ومن المحتمل أن يحقق الأهداف التي اقترحتها المنظمة معه.

من الأحاديث النبوية التي نزلت في فضل العمل الجماعي قول النبي صل الله عليه وسلم : «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله» وهو ما أكد عليه المولى عز وجل في قوله: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا».

كيف تعرف أن استراتيجية شركتك تعتمد على العمل الجماعي؟

إذا كنت لا تعرف إجابة هذا السؤال فيجب أن تفهم أنه كلما كان التحفيز والمكافآت أكثر للموظفين كلما حصلت على بيئة عمل آمنة ومحفزة على العمل.

ما هي خصائص العمل الجماعي؟

تتكون خصائص العمل الجماعي من: “أهداف مشتركة ومحددة، حل المشاكل، التواصل الجيد والتحفيز، العمل الجماعي التشاركي، العمل الجماعي المنظم”.

كيف تشجع فريقك على العمل الجماعي؟

هناك عدة معايير يجب وضعها في الاعتبار لتشجيع فريقك على استخدام مفهوم العمل الجماعي داخل المؤسسة، أبرز هذه الأشياء هي: “الاتصال الجيد، الوقت الكافي، الدعم، الصبر على الموظفين، تقييم الأداء، النصح والإرشاد”.