سلسلة كيف ؟

كيف تجعل من كتاباتك أفضل؟

المقدمة:-

مهارة الكتابة تعد من أفضل وأهم المهارات التي يجب أن تعتني بها وتنميها، فمهارتك في الكتابة هي التي تفتح لك الباب على مصراعيه أمام التأليف، فإذا أردت أن تصير كاتبًأ محترفًا، وتجد لأعمالك صدى واسع، فعليك أن تُحسِّن من كتاباتك، حتى تمهد لك الطريق نحو التأليف. 

وفي مقالنا هذا سوف نمدك ببعض النصائح التي ستجعل من كتاباتك أفضل، وأكثر تميزًا، وتأثيرًا في الناس، حتى تجد التفاعل الذي تريده لها.

 وإذا كان لديك أي نصائح غير المذكورة أو مقترحات اتبعتها شخصيًا لتُحسِّن من كتاباتك، فنأمل  منك إخبارنا في تعليق أو من خلال الرابط التالي.. اضغط هنا 

نصائح لتجعل من كتاباتك أفضل:-

1- لبِّ حاجة الجمهور

يجب أن تكتب عن الموضوع الذي يهتم القراء لأجله، أو القضية التي تشغل بال القرّاء وتمسهم، فبهذا سوف تجد صدى واسع بين القرّاء، وستجعلهم يتفاعلون معك أكثر، فالناس ستنجذب لما تقدمه طالما يحل لهم مشكلة تواجههم، فطالما أنت مهتم بالجمهور، وتكتب له، سيشعر جمهورك أنك تهتم لأمره، وحينها سيهتم بكل ما تكتبه.

2- اجعل كتاباتك بسيطة.

كلما كانت كتاباتك بسيطة وغير معقدة، وتوصل الفكرة العامة، كلما كانت أفضل، وهنا تذكر كلمة ليوناردو دافنشي أن البساطة هي قمة التعقيد، وإذا استخدمت أي كلمة قديمة اذكر معناها، وإذا ما ذكرت مصطلحًا قم بتوضيحه للناس.
فلن يحب الناس أن يقرؤوا كلامًا معقدًا لا يفهمون منه أي شيء، وهذا بالمناسبة لا يتعارض مع الأسلوب الأدبي، والبلاغة في التعبير، واستخدام الألفاظ الجزيلة، فالكتابة باسلوب أدبي مبسط وبلاغي، دائمًا ما ينجذب الناس له، على عكس الكتابة التعقيدية التي ينفر منها أغلب الناس.

3- يجب أن تكون قارئًا جيدًا، قبل أن تكون كاتبًا جيدًا.

القراءة هي التي ستفتح لك آفاقًا جديدة نحو تحسين كتاباتك، فطالما أنت لا تقرأ فلن تتحسن كتاباتك إلا بقدر ضئيل، حتى لو طبقت كل ما قيل لك، فالقراءة هي النافذة التي من خلالها تتمكن من تحسين كتاباتك.
فالقراءة بنهم وباستمرار، هي التي سوف تنمي لديك الحس الأدبي، وستجعلك تتذوق الأعمال الأدبية الناجحة، وتميزها دونًا عن غيرها، وهي التي ستعلمك كيف تصير كاتبًا محترفًا، وستجد كتاباتك تتحسن فجأة كلما حرصت على القراءة.
ولكن انتبه جيدًا قبل هذا إلى قراءتك، لمن تقرأ، وهل تقرأ لتزداد علمًا أم لمجرد القراءة فقط؟ فإجابة هذا السؤال هي التي ستحدد بنسبة كبيرة، هل ستستفيد من قراءتك، وتجد أثرها في كتاباتك وحياتك أم لا؟

4- اختصر وابتعد عن الحشو

لا تكتب إلا معلومات مفيدة، وراجع ما كتبته وإذا وجدت فيه بعض الكلمات التي من الممكن أن تستغنى عنها فاحذفه، وفكر في أغلب ما تقرؤه وأثر فيك، وفي كتابات كاتبك المفضل، هل تؤثر فيك لأنها غنية بالكلمات والجمل التي لا فائدة منها، أم أنك تنجذب لتلك الكلمات لأنها مميزة ولا تكرار فيها؟
فغالبًا ستجد أن الكلمات التي استخدمها الكاتب ممميزة، وأن كل كلمة في مكانها الصحيح، فالجمهور إذا ما رآك تضيف الكثير من الكلمات التي لا فائدة منها، سينفر مما تكتبه.

5- اكتب أولًا ثم حرر فيما بعد.

عندما تشرع في الكتابة لا تحاول أن تصحح ما تكتبه، بل دع المجال لنفسك وإلهامك ليفرغ كل ما في جعبتك، فلا تحاول أن تقف أمام هذا السيل، فينجرف ولا تحسن لا الكتابة ولا التعديل، بل اكتب كل ما يخطر على بالك، وكل الاقتباسات، والإشارات والقصص التي تكون في ذهنك، واستطرد في الحديث حيثما تشاء.
وبعد ما تكون قد انتهيت من كل ما لديك، قم بأخذ راحة ولو لمدة 10 دقائق، وأفعل شيئًا مُغايرًا لما كنت تقوم به، ثم بعد ذلك ابدأ بالتعديل وحرر ما كتبته، وقم بتنظيمه بالطريقة التي تود عرضها، ونقح وصحح فيه كما يحلو لك.

6- اكتب بعد أن تنتهي من عمل لكاتبك المفضل.

هناك الكثير من الكتاب المحترفين، والذين يكون لهم أسلوبٌ ساحر في الكتابة، فمن الممكن أن نقرأ عملًا لأحدهم أو لكاتبك المفضل، ومن ثم فكر في محاكاة ما قرأته، وجرب أن تقلد اسلوب كاتبك المفضل، والتعبيرات البليغة التي يستخدمها الكتاب المحترفون.
ستجد فور ذلك أن كتاباتك تحسنت كثيرًا، وقد ازدادت محصلتك اللغوية، وأصبحت على علم بالكثير من العبارات الأدبية، والعبارات الرصينة، وستجد أن اسلوبك اختلف كثيرًا، وابتعدت عن تكرار نفس الكلمات التي عادة ما تكتبها، وستجد أن اسلوبك في الكتابة بدأ يتغير كثيرًا محو الأفضل.

7- اكتب يوميًا، وستجد أثر ذلك في كتاباتك.

أي مهارة لا تأتي إلا بالممارسة، فالممارسة هي ما ستجعل منك كاتبًا أفضل، لا شيء آخر، فاجعل لك روتينًا يوميًا، أن تكتب ولو لمدة نصف ساعة، فهذا جدير أن يجعل منك كاتبًا محترفًا في فترة قليلة، فالكتابة الكثيرة واليومية، ستجعلك تفكر أكثر، وتجعلك أكثر نهمًا لنحسن من كتابتك، فاحرص على هذه العادة.
ومن الجيد أن تختار كل يوم موضوع مختلف، تتناوله من وجهة نظرك الخاصة، وتبث فيه جلّ ما تعرفته، وقرأته، وخبرته، فهذا سيعمل على تشغيل حواسك، ويجعلك تغوص في بحر التأمل والتفكر، لتخرج كل ما ثارك نحو هذا الموضوع، فحينها لن تجد كتاباتك فقط التي تطورت وصارت أفضل من السابق بكثير، بل ستشهد تطور العديد من المهارات لديك.

8- اطلب رأي الناس والخبراء دائمًا

حاول أن تحافظ على هذه العادة دائمًا، فطلب رأي الناس فيما تقدمه لهم والتعرف على ما يريدونه، سوف يعرفك كيف يفكر الجمهور، وما الذي يريده، وهل ما تكتبه يؤثر بهم أم لا، بجانب أنك ستعرف ما الذي يفضلون أن يقرؤوه.

واستفد من انتقادات الخبراء، فتلك الانتقادات حتى لو كانت هدامة، هي التي ستُبصرك بعيوبك، وتجعل من كتاباتك أفضل، وقم بشكر كل من يعطيك رأيه، وأخذ وقتًا حتى يقرأ ما كتبت، وأعطاك نصائح بخصوصه، فأغلب الناس والخبراء لا يفعلون ذلك، لذا قدر ما قاموا به، وتقبل النصح مهما كان.

9- اعتمد على القصص.

فالقصة بألف كلمة، القصة من أهم الطرق التي توصل ما تريد وبشكل مباشر، ولعل هذا السبب وراء كثرة القصص في القرآن الكريم، فإن القرآن يحوي ثلثه قصص، وهذا لأنها أقرب لنفس القارئ، وتمنحه تصورًا واضحًا عما يجري، وتلمس فيه تأثيرًا أكبر بكثير عن الكلام العادي، كما إن القرّاء يتعلقون بها بشكل أكبر من أي شيء آخر.

فاحرص دائمًا على استخدام القصة، إذا ما أردت أن يتفاعل الناس معك أكثر.

10- كن طبيعيًا ولا تتكلف في الكتابة.

اكتب ما تريده، وأخرجه بالصورة التي تريد، فلا تتكلف وتتصنع في كتابتك، فهذا أمر سيلاحظه القارئ بسهولة، كما إنه سيرهقك كثيرًا وأنت تكتب، وسيصعب عليك وصف ما تريده للقارئ، فكل شخص له طريقته الخاصة في الكتابة، وفي الوصف، وكلما كنت تكتب بأسلوبك الخاص كلما وصل ذلك للقارئ بسهولة، واستطعت أن تنقل له الصورة كما تريد.

الخاتمة:-

وتلك كانت أفضل النصائح التي ستجعل من كتاباتك أفضل، ذلك أن الكتابة هي كنز فكري، إذا ما رعيته أزهر، وإذا ما انصرفت عنه أذبل، وفي زهوره تميزًا، فالكتابة واحدة من أهم المهارات، إن لم تكن أفضل مهارة وأعظمها على الإطلاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى