قصة أصحاب الفيل سنعرضها في مقالتنا فمن المعلوم أن قصة أصحاب الفيل واحدة من أبرز القصص الموجودة في السيرة النبوية؛ وذلك لأنها ترتبط بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد ولد في عام الفيل الذي تعرضت الكعبة التي بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأمر من الله لِحادث عجيب.
فإذا كنت ترغب في معرفة قصة أصحاب الفيل، فعليك بالاطلاع على هذا المقال؛ لأننا سوف نقوم بسرد هذه القصة الرائعة.
نبذة عن قصة أصحاب الفيل
وردت قصة أصحاب الفيل في القرآن الكريم في سورة من قصار السور التي نزلت في أوائل الدعوة الإسلامية على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ حتى يؤمن الناس برسالة النبي ويعلموا أنه النبي الذي اصطفاه الله عز وجل؛ ليكون حاملاً دعوة الإسلام، ورافعاً لِرايته، ومطبقاً لِحكم الله في الأرض.
سورة الفيل
بسم الله الرحمن الرحيم
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5).
صدق الله العظيم
بداية قصة أصحاب الفيل
بداية قصة أصحاب الفيل كانت قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين يوما بالتمام؛ حيث كان هناك حاكم ظالم يُدعى أبرهة الأشرم الحبشي في أرض اليمن يحكم فيها كيفما شاء دون أن يخشى الله.
لاحظ هذا الحاكم الظالم أن قريش التي كانت توجد في أرض الحجاز يأتي إليها وفود من الناس في كل وقت من أي مكان في كل عام؛ حيث كان الكثير يزور مكة بهدف التجارة، وكانوا يطوفون حول الكعبة التي كانت الأصنام تلتف حولها آنذاك فكانوا يعبدونها ويقسمون بها.
غضب أبرهة الحبشي
وجد أبرهة الحبشي أن الناس وقتها كانوا ينفقون أموالهم في تجارتهم على قريش فقرر أن يبني كنيسة مثل الكعبة في بلده؛ حتى يأتي إليها الناس من كل مكان في العالم؛ حتى تكون مثل الكعبة في مكة.
ثم بعد أن علم أبرهة من الوزير أن الكنيسة أصبحت جاهزة لاستقبال الناس قام بإرسال الدعوات إلى الحكام والأمراء والأميرات؛ حتى يأتون إليها في يومٍ محدد ولما حان الميعاد، لم يأت إلى أبرهة أي واحد من المدعوين.
هجوم أبرهة الحبشي على الكعبة
وكان هذا هو السبب الذي أدى إلى غضب أبرهة؛ حيث قرر أن يهجم على بلدة إسماعيل النبي فأمر وزيره أن يقوم بإعداد جيشاً كبيراً حتى يتجه إلى الكعبة ليهدمها؛ لأنها تجذب الناس ولا يذهبون إليه.
جيش أبرهة الحبشي
ركب أبرهة على فيل ضخم كان في مقدمة جيشه رغم أنه كان يعتاد ركوب الفرس إلا أنه قرر ركوب هذا الحيوان الضخم عند الاتجاه إلى هدم الكعبة ولذلك سميت هذه القصة بـ قصة أصحاب الفيل.
اتجه أبرهة الأشرم فوق الفيل إلى الحجاز؛ حتى يدمر الكعبة وعندما وصل إلى مكة قابل أهل قريش الذين خافوا من جيشه ومن جبروت الحبشي أيضاً؛ وذلك لأنهم لم يتمكنوا من ردعه ورده؛ حيث نهب منهم كل ما يمتلكون، وهدم بنيانهم ثم وقف أمام الكعبة يريد أن يدمرها؛ حتى يكسر شوكة قريش العربية.
اقرأ ايضا: أفضل كتب قصص للأطفال PDF للقراءة والتحميل
غضب عبد المطلب من أبرهة
في ذلك الوقت الذي اتجه فيه أبرهة الأشرم إلى مكة لهدم الكعبة كان هناك رجل معروف يحبه الناس من بني هاشم يُدعى عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وعندما كان أبرهة ينهب أموال بني قريش فقد تمكن من نهب إبل عبد المطلب بن هاشم؛ حيث استولى على مائتي بعير منه.
خرج عبد المطلب بن مالك على أبرهة وسأله في غضب عن إبله التي نهبها منه فأجابه أبرهة أتسألني في مائتي بعير ولا تسألني عما أنا عازم عليه؟ فإني سوف أسلب دينك ودين آبائك وأجدادك.
رد عليه عبد المطلب وقال له ” أما الإبل فأنا ربها، وأما البيت فله رب يحميه”.
هزيمة أبرهة و دفاع الله عن البيت الحرام
رغم أنف أبرهة الحبشي أعطى الإبل التي سلبها ونهبها إلى عبد المطلب، ثم بعد ذلك توجه إلى الكعبة؛ حتى يهدمها ولكن حدث ما لم يكن في حسبان أبرهة؛ حيث أرسل الله جنوده على أبرهة وامتنع الفيل الذي يركبه أبرهة عن الدخول إلى الكعبة ولم يتحرك من مكانه بل وجلس فيه.
وعندما أجبره أبرهة على التحرك والدخول أظلمت السماء؛ وأرسل الله تعالى الطير على أبرهة حتى يقذفه بالحجارة من السماء فنزلت على رؤوسهم دمرتهم وقتلتهم؛ حتى جعلهم الله تعالى مثل العصف المأكول.
وبعد ما هُزم أبرهة فرح العرب وأهل قريش وأيقنوا صدق قول عبد المطلب عندما قال أن للبيت ربٌ يحميه، وعرفوا أن النصر لا يكون إلا من عند الله، وأن العزة له وحده لا بأحد.
الدروس المستفادة من قصة أصحاب الفيل
- بدأت سورة الفيل بأسلوب استفهام؛ حتى يدل على إنكار الله تعالى لأفعال المشركين الذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة.
- مواساة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث أنها نزلت لِتثبيت قلبه؛ حتى لا يحزن من أفعال من كانوا ينكرون عليه دعوته.
- بالإضافة إلى أن آيات هذه القصة تبين لنا أن الله تعالى يعز بقدرته من يشاء، وكما أن الله أهلك هؤلاء الأعداء فإنه قادراً على إهلاك غيرهم.
- مهما زادت قوة الظلم فإن له نهاية أمام الحق.
كذلك من أن أهم الدروس المستفادة من قصة أصحاب الفيل:
- أن القصة بينت لنا مكانة الكعبة عند الله سبحانه وتعالى وعند المسلمين، فقد أهلك الله من فكر بالاعتداء عليها؛ حتى يؤكد على عظمتها وحرمة التعدي عليها فهي أول بيتٍ وضع للناس.
- بيان قدرة الله في القضاء على أعدائه الذين أرادوا هدم الكعبة، فأرسل عليهم طيراً ترميهم بالحجارة حتى يهلكهم.
- لا بد أن تعلمِ طفلك أن قدرة الله تعالى تغلب كل القوى البشرية.
- كما يجب أن يعلم أنه يجب على العبد أن يلجأ إلى الله في مواطن الضعف.
زمن قصة أصحاب الفيل
وقعت قصة أصحاب الفيل في عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث أهلك الله فيها أبرهة الأشرم وكل ما معه من جنود.
في نهاية المقال، نذكر أن قصة أصحاب الفيل تعد من أحسن القصص التي يستمع إليها الكبار والصغار؛ وذلك لما فيها من العظة والعبرة ما يجعل النفس عامرة بالله، كما أنها تعلمنا أنه لا حول إلا به ولا قوة من دونه.
