إسلاميات

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية للمسلمين

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية في الأسلام، فبعض المسلمون ينجرفون وراء الاحتفالات برأس السنة الميلادية وأعياد الكريسماس الخاصة بالنصارى، وذلك من مشاركتهم بمظاهر الاحتفال، أو التشبه
بشعائرهم من إحضار الهدايا والأشجار وما إلى ذلك، ومع أن الحكم في في التشبه بالمشركين واضح.

إلا أن بعض المسلمين لا يزالون يقعون في تلك الشبهات المحرمة، وفي الآتي تفصيل حكم الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية والكريسماس، مع
الاستدلال من القرآن والسنة، وذكر آراء العلماء في ذلك.

ما هو حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية أو الكريسماس؟

ما هو حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية أو الكريسماس؟

اقتربت الاحتفالات الخاصة برأس السنة الميلادية وأعياد النصارى، ورغم وضوع الإجابة عن هذا السؤال،
لا زال الكثير من المسلمين يتساءلون، ما حكم الاحتفال بتلك الأعياد؟ أو الاحتفال برأس السنة الميلادية؟ 

والإجابة أنه لا يجز للمسلمين المشاركة في تلك الاحتفالات فقد نهانا الله تعالى عن فعل ذلك، وإليك الأدلة من القرآن
والسنة. 

1- حكم الاحتفال من القرآن

  • قال تعالى: “وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً” 
  • ويتضح من تفسير تلك الآية أن فيها نهي عن مشاركة المسلمين في أعياد المشركين أو الاحتفال بها 
  • ففي تفسير مجاهد: أن المقصود هنا هو أعياد المشركين 
  • وفي تفسير ابن سيرين: أن المقصود بكلمة الزور هنا هو عيد للنصارى يدعى الشعانين، ويقام هذا العيد في الأحد
    السابق لعيد الفصيح، حيث يحتفل المشركون به بحمل السعف ظنًا منهم أنه ذكرى لدخول المسيح عليه السلام

    البيت المقدس. 

2- حكم الاحتفال من السنة

فقد روي عن أنس ابن مالك رضي الله عنه: “قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذا اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر”

وقد استدل العلماء من هذا الحديث النهي عن الاحتفال بأعياد المشركين، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يقر العيدين
اللذين كانا في الجاهلية، بل قال أن الله أبدلهما بما هو خير منهما، ومن المعروف أن الإبدال من الشيء يستلزم ترك المبدل
منه.

كما أن قول الرسول “خيرًا منها” يستلزم الاعتياض بالعيدين اللذين شرعهما الله لنا عما كان متعارفًا عليه في الجاهلية. 

3- حكم الاحتفال بالإجماع

  • لم يكن في عهد السلف من المسلمين من يفكر حتى في الاحتفال مع النصارى في أعيادهم أو مشاركتهم بها
    فضلًا عن فعل ذلك. 
  • وقد اشترط عمر رضي الله عنه على أهل الذمة لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام وقد اتفق على ذلك جميع
    الصحابة رضي الله عنهم وكذلك سائر الفقهاء من أهل العلم. 
  • ونذكركم بقول عمر رضي الله عنه: ” إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم
    فإن السخطة تتنزل عليهم”، وكذلك ما رواه البيقهي عن عمر أنه قال: ” اجتنبوا أعداء الله في عيدهم.”

4- حكم الاحتفال بالاعتبار

وبعد أن أثبتنا عدم جواز الاحتفال بأعياد المشركين من القرآن والسنة والإجماع، نأتي للاعتبار، فإن الأعياد تعتبر من جمل
الشرع وما يتبعه من مناسك، وقد قال الله تعلى في ذلك” لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً”. 

إذًا فإن مشاركة المشركين بشكلٍ عام في أعيادهم، أو المشاركة في أعياد رأس السنة الميلادية وأعياد النصارى تعدً
مشاركةً في مناسك شريعتهم الباطلة ومناهجها، فالموافقة في الفروع وبعض مناهج الكفر لا تختلف كثيرُا عن المشاركة في
الكفر نفسه. 

  • ومن أوجه الاعتبار أيضًا أن الإنسان إذا سوغ له المشاركة في القليل أو فعله بوجه عام، فإن ذلك يؤدي مع الوقت إلى فعل الكثير.
  • ومن المعروفٍ أيضًا أن الشيء إذا اشتهر بين الناس يدخل فيهم عوامهم دون مراجعة للأحكام أو دراية بها، حتى يتناسوا أصل الشيء ويصير عادةً بينهم، بل عيدًا لهم كذلك، مما يؤدي إلى اندثار شرائع الإسلام وإحياء شرائع الكفر بدلًا عنها.

والخلاصة في ذلك أنه لا يجوز الاحتفال بأعياد الكريسماس ورأس السنة الميلادية، ولا المشاركة فيها بأي وجهٍ كان، لما تم ذكره من الأدلة الموجودة في القرآن والسنة وكذلك من إجماع الأمة الإسلامية على ذلك وأوجه الاعتبار المذكورة. 

أقوال العلماء في الاحتفال برأس السنة الميلادية

1- أقوال ابن تيمية في الأحتفال برأس السنة

يرى ابن القيم عدم جواز احتفال المسلمين بتلك الأعياد ومشابهتهم فيها: وقال شيخ الإسلام: 

مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء

2- أقوال العلامة ابن عثيمين في الأحتفال برأس السنة

يرى ابن عثيمين حرمة مشاركة المسلمين ف الاحتفال بتلك الأعياد، أو إقامة أية شعائر أو حفلات وتبادل التهنئة وما إلى ذلك، وقال: “وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من تشبه بقوم فهو منهم.

3- أقوال العلامة محمد بن إبراهيم في الأحتفال برأس السنة

مفتي الديار السعودية: يرى الشيخ عدم جواز المشاركة في تلك الأعياد، ولا شراء مستلزماتها ولو كانت على سبيل إهدائها لغير المسلمين، وقال: “ولا نشك في أنكم تعرفون عدم جواز ذلك وما ذكره أهل العلم من الاتفاق على حظر مشاركة الكفار من مشركين وأهل كتاب في أعيادهم.

4- أقوال العلامة عبد العزيز بن باز في الأحتفال برأس السنة

يرى العلام ة أنه لا يجوز لأي مسلم أو مسلمة مشاركة النصارى والمشركين أعيادهم، وأوجب ترك ذلك الأمر، كما يرى الشيخ عدم جواز مساعدتهم في الاحتفال بتلك الأعياد ولا الاشتراك فيها بأي حالٍ كان، وقال الشيخ: “لا يجوز للمسلم ولا للمسلمة مشاركة النصارى، أو اليهود، أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم، بل يجب ترك ذلك؛ لأن من تشبه بقومٍ فهو منهم، والرسول -صلى الله عليه وسلم- حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.

لماذا لا نحتفل برأس السنة الميلادية ؟

لماذا لا نحتفل برأس السنة الميلادية؟

1- أعياد المسلمين اثنان عيد الفطر وعيد الأضحى

شرع الله للمسلمين عيدان، وقد أبدل بهما أعياد الجاهلية، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، وإذا كان الله قد ألزمنا بترك أعياد الجاهلية، فكيف بأعياد المشركين ومن يدعون بأن الله ثالث ثلاثة؟ 

قال صلى الله عليه وسلم: ” كان لكم يومان تلعبون فيهما، قد أبدَلكم الله بهما خيرًا منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحى”

 2- الأعياد من جملة الشرائع

من المعروف أن الأعياد هي من شرائع الديانات ومناسكها، فلكل دين أعياده، ولكل امة أعيادها التي تميزها، فكيف إذا يجوز للمسلم أن يشترك في مناسك ديانات الكفر، وشعائرها؟ 

وقال الذهبي: “فإذا كان للنصارى عيد، ولليهود عيد، مُختصين بذلك، فلا يُشارِكهم فيه مسلم، كما لا يُشارِكهم في شِرْعتهم ولا في قِبلتهم”

3- لا يجوز التشبه بالكفار

من المعروف أن الكفار يحتفلون برأس السنة الميلادية، وأن احتفالاتهم تلك لا تخلو من المعاصي والكبائر، وقد قال صلى الله عليه وسلم ” من تشبه بقومٍ فهو منهم” فكيف لك أخي المسلم أن تتشبه بهم وتحتفل بأعيادهم وشعائر دياناتهم الباطلة؟ 

4- تراجع نفسك في بداية العام، وتحزن على فواته، أم تحتفل به؟ 

يفترض بالمسلم في نهاية كل عامٍ أن يراجع نفسه، يعرف أخطائه وذنوبه ويعزم على التوبة منها وعدم تكرارها، يحزن على فات عامه دون تحصيل الفوائد الكافية، حزنًا يدفعه للتخطيط إلى عامه الجديد بما يملئ حياته بالطاعات والحسنات وما ينفعه في دينه ودنياه، لا أن يحتفل برأس العام بشتى المعاصي. 

وفي آخر هذا المقال، نرفق لكم مقطعًا للشيخ محمد العريفي في حكم الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية وأعياد النصارى، آملين أن نكون قد أوضحنا باستفاضة  حكم الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى