ماذا أفعل ؟

ماذا أفعل للإستعداد لرمضان ؟

كيف أستعد لرمضان؟

تساؤلٌ يطرحه الكثير من الناس في الآونة الأخيرة، فبعيدًا عن استعدادات الناس المعروفة من شراء الأطعمة والمشروبات، ونشر الزينة في كل مكان، ينسى الناس إعداد أنفسهم وأرواحهم لاستقبال هذا الشهر بقلبٍ تائب، وعزيمة على جهاد النفس لترك العديد من الذنوب واكتساب العديد من الطاعات والأعمال الصالحة، فإذا أردت اغتنام كل دقيقةٍ في هذا الشهر الفضيل، يجب عليك أن تكون في أتم الاستعداد له ولاستقباله، وفي هذا المقال سنعرض لك أهم النقاط التي تساعدك على الاستعداد جيدًا لهذا الشهر الكريم.

 وإذا كان لديك أي نصائح أخرى أو مقترحات اتبعتها لتستعد لشهر رمضان فنرجوا منك إخبارنا في تعليق أو من خلال الرابط التالي .. اضغط هنا 

كيف أستعد لرمضان ؟ :

1- التوبة :

إن خير ما يبدأ به العبد استعداده لهذا الشهر الكريم، هو أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى من ذنوبه، ويعزم على تركها، فالذنوب تحول بين العبد وبين الخير، وتكون حجرًا في طريقه للقيام بالأعمال الصالحة، لذلك متى تاب العبد إلى توبةً نصوحةً، وجاهد نفسهُ على ترك السيئات أقبل على الطاعات بصدرٍ رحب، وأقبلت هي عليه.

يقول الله تعالى: “ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ

وفي شهر رمضان من أسباب ترك الذنوب ما ليس في غيره، ولعل ذلك يكون دافعًا قويًّا وعونًا للعبد على توبته وعدم الرجوع فيها، قال صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه”. متفق عليه

2- النية :

إن خير ما يعين المرء على الطاعة هي النية الصادقة التي يضعها في نفسه قبل كلّ عملٍ يشرع إليه، بل إن العبد بنيّةٍ صالحة قد يحول بعض عاداتهِ إلى عباداتٍ يثاب عليها، ويقول تعالى : ” إن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”

والنية صالحة تعد إحدى الأسباب لتوفيق الله عبده، ومما يدل على ذلك قوله تعالى ” لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا”.

وعلى المسلم أيضًا أن يعقد النية على فعل الطاعات في الشهر الكريم والاجتهاد في ذلك.

3- ضبط الفرائض و زيادة النوافل :

إذا عرف المرء منا بقدوم زائرٍ له، يستعد لذلك أتم الاستعداد، فيبدأ بتنظيف المتسخ وترتيب الفوضى أولاً، ثم بعد ذلك تبدأ خطوات التزيين ووضع العطور وما إلى ذلك

وذلك تمامًا ما يجب عليك فعله مع نفسك لاستقبال زائرك المميز، ابدأ بضبط الفرائض، فإذا كنت تتهاون في الصلوات المفروضات تذكر قوله تعالى ” إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقتًا”، وإذا كنت تؤجل تلك صلاتك لآخر وقتها فتذكر: “فويلٌ للمصلين. الذين هم عن صلاتهم ساهون”.

وكذلك تفعل في جميع ما فرضه الله عليك، فلا تتساهل في تركه، ولا تؤجله بغير عذرٍ أو سبب.

أما بعد ضبط الفرائض، ابدء بزيادة النوافل، يقول الله تعالى في حديثٍ قدسيّ: “وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه , وما يزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافلِ حتى أُحبُّه”

وبذلك تستقبل الشهر الفضيل وأنت بعزيمةٍ قوية، ونفسٍ معتادةٍ على الطاعة.

4- الابتعاد عن الملهيات :

إذا أردت اغتنام جميع دقائق رمضان، يجب عليك أن تبتعد عن الملهيات شيئًا فشيئًا من الآن، حتى يأتيك هذا الشهر وأنت في أتم الاستعداد لذلك، انظر في أكثر ما يلهيك عن أعمالك وعن الطاعات سواءً كان من مواقع التواصل الاجتماعي، أو مشاهدة البرامج أو الهاتف المحمول بشكلٍ عام، وابدء في تقليل استخدامه تدريجيًّا، واستبدل ذلك الوقت بما ينفع.

والاعتدال في المباحات بشكلٍ عام شيء مطلوب، ولا تنسى أن الاعتدال والوسطية هما صفة هذه الأمة، قال تعالى: ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا

5- عوّد نفسك على قيام الليل :

الكثير من الناس يرى أن القيام للتراويح يوميًّا في رمضان ليس بالشيء السهل، هذا لأنه ليس معتادًا على قيام الليل، لذلك عوّد نفسك من الآن أن تصلي ما تيسر لك من الركعات في كل ليلة، ولقيام الليل ثوابٌ وفضلٌ عظيم، ولا يقتصر على رمضان شهر رمضان فقط، فالله تبارك وتعالى قد مدح أهله، وقال في كتابه: ” تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

وقال تعالى: “ أَمْ مَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ

وفي النهاية، حاول أن تستثمر فترة الاستعداد هذه في الإكثار من الطاعات، تصدق بما تستطيع، أكثر من الصيام في شعبان، ابدء في تنظيم وقتك ونم مبكرًا حتى لا تفوت الصلوات المفروضة، ولا تفوت يومك الرمضانيّ بعد ذلك في النوم، عوّد لسانك أن يكون رطبًا بالاستغفار وذكر الله تعالى، وعوّد قلبك أن يكون حاضرًا مع الله دائمًا فيترك المعصية قبل أن يهم بها، ابتعد عن الغيبة والنميمة والبذيء من الكلام، ولا تنسى قول الله تعالى” وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ“، وقوله تعالى: ” وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ “.

نسأل الله أن يبلغنا رمضان، وأن يجعلنا من عتقاء النار فيه.

هذا ما توصل إليه فريق بحث Dal4you

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى