سلسلة الطفل

أهمية استراتيجيات تعديل السلوك وأنواعها

تعتبر استراتيجيات تعديل السلوك إحدى اشكال العلاج الذي يهدف إلى إحداث بعض التغييرات في سلوك الطفل لتجعل حياته وحياة
المحيطين به أكثر فعالية.

وهناك الكثير من الاستراتيجيات التي تستخدم في تعديل سلوك الأطفال، لكن تحتاج أولًا لتحديد السلوك الذي تود تعديله،
والظروف التي ينشأ فيها هذا السلوك، وبذلك تستطيع تحديد أفضل أسلوبٍ للتعامل معه.

وإذا أردت أن تعرف أكثر عن استراتيجيات تعديل السلوك، يمكنك متابعة هذا المقال، حيث نتعرض فيه لعدة استراتيجيات خاصة
بتعديل سلوك الأطفال مع نبذاتٍ عنها.

تعريف تعديل السلوك

أولا وقبل معرفة تعريف أو مفهوم تعديل السلوك، فإنه ولابد من معرفة تعريف السلوك بشكل خاص،
فالسلوك إنما هو عبارة عن مجموعة صفات تجتمع في شخص معين سواءً صفات ظاهرة حركية أم غير ظاهرة كطريقة تفكير
معينة مثلا أو نظرة الشخص لموضوع معين من جهة معينة مثلا.

أما تعديل السلوك: فهو يحتاج في الأساس إلى حصر الصفات والسلوكيات المرغوب فيها والسلوكيات غير المرغوب فيها، وبعد
حصر تلك السلوكيات يعمل المتخصصون في تعديلها، وتعديل السلوك بمعنى: إظهار وإبداء الصفات والسلوكيات المرغوب فيها
من شخص معين وإخفاء أو إضعاف ظهور صفات وسلوكيات غير مرغوب فيها.

وتعديل السلوك إنما يهدف إلى إيصال الشخص المراد تعديل سلوكه إلى طباع تتناسب وتليق بمجتمعه وتربيته وبيئته، فلا
يكون تعديلا إلا بوجود نظام متبع وأسس علمية ومجتمعية مطلوبة ومرغوب بها.

أهمية تعديل السلوك

المهم من تعديل السلوك للشخص هو انخراطه مع المجتمع وبيئته بشكل سليم صحي،
بحيث يعمل تعديل السلوك على تقليل المشاكل العائلية والاجتماعية والأهم يعمل على تعديل المشاكل النفسية الناتجة
من الاختيارات الخاطئة بسبب التعصب لأمر معين أو الانفعال الزائد أو عدم القدرة على مواجهة المشكلات مثلا.

فالنفع من التعديل السلوكي يعود على الشخص نفسه وعلى مجتمعه وعلى كيفية تفكيره ونظرته لنفسه وللآخرين، وهذا
إن أفاد فإنه سيعود بالنفع على المجتمع ككل وزيادة فعالية الفرد في المجتمع وبيئته المحيطة.

أنواع تعديل السلوك

معرفة أنواع تعديل السلوك ناتجة عن معرفة أنواع السلوك
نفسه، فكل السلوكيات تنقسم إما إلى:

  • سلوك مكتسب من بعض العوامل المحفزة على وجود هذا السلوك، وهي ناتجة مثلا عن تعامل المجتمع والبيئة
    المحيطة مع الشخص المضطرب.
  • سلوك خلقي عند الشخص نفسه، وهو يكون إما وراثيا أو بسبب اجتماع عوامل معين وضغوطات خاصة على
    الشخص أكسبته أو أظهرت فيه سلوك غير مرغوب فيه.

ومن هنا يمكن للمختصين جعل تعديل السلوك أنواع مختلفة وتقسيمه إلى تقسيمات خاصة متعلقة بكل نوع من السلوكيات
السابقة.

أمثلة على تعديل السلوك

الكثير من الصفات والسلوكيات الغير مرغوب فيها من الممكن أن تخضع لخطة علاج تعديل السلوك ، وإخفاء وإنقاص هذه الصفة والتخلص منها ، ومن ضمن تلك الأمثلة والصفات التي تعتبر منتشرة في أعمار وأشخاص معينين:

  • سلوك قضم الأظافر “المنتشر في سن الأطفال على الأغلب” فهو سلوك موجود وكثيرا ما تنجح خطط تعديل السلوك مع أشخاصه.
  • سلوك أو صفة الأنانية
  • التبول اللاإرادي فبعد استبعاد الجوانب الطبية ، يذهب المختصون إلى الخطة العلاجية النفسية المختصة بتعديل سلوك معين يسبب تلك الصفة.
  • عدم القدرة على الجلوس للمذاكرة أو التحدث بشكل غير لائق أو بألفاظ قبيحة لدى الأطفال في سن معين.

كل تلك الصفات والأمثلة من أمثلة الأشخاص الذين يندرجون تحت العلاج النفسي في تعديل السلوك، ونسب تعديل هذه السلوكيات والاستجابة للخطة العلاجية نسبة عالية كما هو مقدر.

استراتيجيات تعديل السلوك

1- التعزيز

تعتمد هذه الاستراتيجية على تقوية السلوك الذي يشير إلى العامل المثير الذي يؤدي إلى زيادة احتمالية ظهور الاستجابة

وللتعزيز أنواع منها:

  • التعزيز الإيجابي

وهو عبارة عن إضافة مثير، أو ظهوره بعد السلوك مباشرة، مما يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث هذا
السلوك في المواقف المماثلة مستقبلًا.

  • التعزيز السلبي

ويعتمد على تقوية السلوك عن طريق إزالة مثير مؤلم، أو بغيض بعد حدوث السلوك المرغوب فيه مباشرةً.

  • التعزيز التفاضلي للسلوك الآخر

وهو تعزيز الفرد حين يمتنع عن القيام بالسلوك الغير مرغوب فيه، والمراد تقليله لفترة زمنية معينة.

  • التعزيز التفاضلي لانخفاض معدل السلوك

وهو تعزيز الفرد عندما يصبح معدل حدوث السلوك الغير مرغوب فيه لديه، أقل من قيمة معينة يتم تحديدها مسبقًا.

2- العقاب

وتعتمد هذه الاستراتيجية على تعريض الفرد لبعض المثيرات المنفرة والتي يترتب عليها كفل عن السلوك غير المرغوب فيه، وهو نوعان:

  1. العقاب الإيجابي: وهو أن تعرض الفرد لمثيرات منفرة ومؤلمة، عند قيامه بالسلوك الغير مرغوب فيه، وهذا النوع يمنع استخدامه.
  2. العقاب السلبي: وهو أن تستبعد شيئًا سارًّا بالنسبة للفرد، أو تحرمه من بعض الامتيازات نتيجةً لصدور سلوك غير مرغوبٍ فيه.

3- عملية الإقصاء

وهو إجراء يهدف إلى تقليل أو إيقاف السلوك غير المرغوب فيه، وذلك من خلال إزالة المعززات الإيجابية مدة زمنية محددة، وذلك بعد حدوث السلوك مباشرةً.

وينقسم لنوعين:

  1. إقصاء الفرد عن البيئة المعززة
  2. سحب المثيرات المعززة مدةً زمنية محددة، بعد أن يصدر منه السلوك الغير مقبول مباشرةً.

4- التشكيل

تعد تلك الاستراتيجية من إحدى أهم الطرق التي يمكنك من خلالها إكساب الطفل سلوك جديد جيد ومحبذ، وتشتمل تلك الاستراتيجية على التعزيز الإيجابي المنظم للاستجابات التي تقترب شيئًا فشيئًا من السلوك النهائي بهدف إكساب الطفل السلوك الجديد.

5- التصحيح الزائد

في هذه الاستراتيجية يقوم الفرد الذي يسلك سلوكًا غير مقبول بإزالة الأضرار التي نشأت نتيجة سلوكه ذلك، ومع التكليف ببعض الأعمال الإضافية.

6- التعلم بالنموذج (النمذجة)

وتعتمد هذه الاستراتيجية على تغيير السلوك نتيجة ملاحظة سلوك الآخرين (أي عن طريق مشاهدة نموذج معين)، وذلك كأن يتعلم الطفل بعض الأساليب الصحيحة عن طريق مشاهدة غيره وهو يقوم بها.

7- ضبط المثير

والمقصود بها إعادة تهيئة البيئة من جانب الفرد لكي يقلل بعضًا من سلوكياته.
ومثال ذلك كنقل طالب يتحدث مع زميلة في الحصة بشكلٍ مستمر إلى مكان آخر غير الذي يجلس فيه.

8- الإطفاء

ويعتمد على حجب مدعم في حال ظهور سلوكٍ غير مرغوبٍ فيه، فالسلوك الذي لا يدعم يضعِف ويتلاشى، ومثال ذلك، أن يسأل المعلم طلابه سؤالًا ما، فيقف أحد الطلاب ملوحًا بيده قائلًا، أنا يا أستاذ، أنا أعرف، فلا يسمح المعلم لهذا الطالب بالإجابة ، وبهذا يكون المعلم قد أخضع سلوك الطالب الغير مرغوب فيه للإطفاء.

كانت تلك بعض أهم استراتيجيات تعديل السلوك والتي يمكنكم الاستفادة منها لتعديل بعض السلوكيات الأطفال غير المرغوب فيها بطريقةٍ إيجابيةٍ وفعّالة.

 وإذا كان لديك أي شيء آخر تريد إضافته أو اقتراح أو رأي فنرجو منك إخبارنا في تعليق  أو من خلال الرابط التالي .. اضغط هنا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى