سلسلة الطفل

صعوبات النطق والكلام عند الأطفال: الأسباب والحلول

تقول الأبحاث أن الطفل يبدأ التحدث بين سن 10 إلى 14 شهرًا. أيضًا، بحلول الوقت الذي يصلون فيه إلى سن 2، يجب أن يكونوا قادرين على إكمال 2 إلى 3 جمل بينما يمتلكون مفردات من 150 إلى 300 كلمة.

وإذا كان طفلك يعاني من صعوبات النطق والكلام ستجد أنه يعاني من مشاكل في إنشاء أو تشكيل أصوات الكلام اللازمة للتواصل مع الآخرين. هذا يمكن أن يجعل من الصعب فهم خطاب طفلك.

في هذا المقال سنتناول لمحة عامة عن أسباب صعوبات النطق وأنواعها وطرق حلها إذا تحولت لمشكلة تعيق طفلك عن التواصل.

الأسباب

يُعد تحديد المسببات الأساسية لصعوبات النطق والكلام أمرًا ضروريًا لتزويد الطفل بمجموعة مناسبة من التدخلات، وللوالدين بفهم السبب والتاريخ الطبيعي للمشكلة.

قد تؤدي مجموعة متنوعة من الحالات الخلقية والمكتسبة إلى تطور غير طبيعي في كلام ولغة الطفل، تشمل هذه الحالات:

  • الاضطرابات الأولية للسمع
  • بالإضافة إلى أمراض وراثية محددة
  • متلازمات تشوه الدماغ
  • الأخطاء الخلقية في التمثيل الغذائي
  • التعرض للسموم
  • نقص التغذية
  • الإصابات
  • الصرع

وتعتبر اضطرابات النطق واللغة الشديدة خطيرة بشكل خاص، حيث تمنع أو تعيق مشاركة الطفل في الأسرة والمجتمع، والإنجاز المدرسي، والعمل في نهاية المطاف. وفيما يلي أنواع الصعوبات التي تواجه الطفل في النطق والتعبير عما بداخله.

الانواع

هناك العديد من أنواع مشكلة صعوبة النطق عند الأطفال، تنقسم إلى ثلاث أنواع رئيسية هما:

مشكلة التأتأة\التلعثم عند الأطفال

تتسم هذه المشكلة بانحباس الكلمات داخل الشخص وصعوبة في الإفصاح بها (ثُقل باللسان حين نُطق كلمات)، هي عملية ولادة مُتعثرة للكلمات بفم المتحدث، كما يميل الطفل بتكرار بعض الكلمات وأخذ مدة أطول لنطق البعض الآخر.

التلعثم شائع بين الأطفال الصغار كجزء طبيعي من تعلم الكلام. قد يتلعثم الأطفال الصغار عندما لا يتم تطوير قدراتهم اللغوية والكلامية بما يكفي لمواكبة ما يريدون قوله. ويتفوق معظم الأطفال على هذا التلعثم التنموي.

مشكلة التأخر اللغوي عند الأطفال:

وهي مشكلة تُصيب ما يقرب من 10% من الأطفال وتختلف اضطرابات الكلام عن اضطرابات اللغة عند الأطفال. تشير اضطرابات اللغة إلى شخص يعاني من صعوبة في:

  • إيصال معناها أو رسالتها إلى الآخرين (لغة تعبيرية)
  • فهم الرسالة القادمة من الآخرين (لغة استقبالية)

مشكلة عُسر التلفظ (Dysarthria)

أحد أنواع مشكلة صعوبة النطق عند الأطفال. تحدث نتيجة ضعف في عضلات كُل الأجزاء المشتركة في عملية النطق (الوجه، الفم، الجهاز التنفسي- الرئة) تؤدي إلى صعوبة النطق عند الأطفال وافضل الطرق للعلاج المبكر لها تكمن في معرفة أعراض المشكلة وآلية علاجها.

عُسر الكلام (Apraxia)

هي عملية تعذر الأداء الحركي نتيجة مشكلة في الجزء المسؤول عن الكلام (النطق) في الدماغ. حين يريد الشخص الحديث يُصدر الدماغ البشري إشارات عصبية إلى الفم واللسان تمهيدًا لعملية الكلام، نظرًا لوجود مشكلة في المنطقة المسؤولة عن الكلام في الدماغ تؤدي إلى مشكلة صعوبة النطق عند الأطفال.

والآن بعد أن اطلعت على الأسباب المسببة لصعوبات النطق والكلام، والأنواع المختلفة له، إليك بعض الحلول لتطوير مهارات النطق والكلام لدى طفلك.

كيف يمكن مساعدة الأطفال في تطوير مهارات النطق والكلام؟

في البداية تتمثل الخطوة الأكثر أهمية لحل مشكلة صعوبات النطق والكلام في تقييم طفلك من قبل أخصائي أمراض النطق واللغة. إذا تم تشخيصهم على أنهم يعانون من تأخير في الكلام، فمن المرجح أن يتلقوا علاج النطق لتحسين مهارات التواصل لديهم.

وإذا كانت المشكلة خطيرة‮ ‬سيساعد‮ ‬الاختصاصي ‬طفلك‮ ‬على‮ ‬تطوير‮ ‬مهاراته‮ ‬اللغوية.‮ ‬وقد‮ ‬يعلمك‮ ‬كيفية‮ ‬مساعدة‮ ‬طفلك‮ ‬على‮ ‬الكلام‮ ‬في‮ ‬المنزل.‮ ‬قد‮ ‬تلزم‮ ‬التربية‮ ‬الخاصة‮ ‬للأطفال‮ ‬الذين‮ ‬يعانون‮ ‬من‮ ‬صعوبات‮ ‬التلفّظ‮ ‬أو‮ ‬من‮ ‬مشكلة‮ ‬السمع‮ ‬الدائمة.‮ ‬ويمكن‮ ‬ايضًا‮ ‬ان‮ ‬تكون‮ ‬معالجة‮ ‬مقوّمة‮ ‬للنطق‮ ‬لازمة‮ ‬للأطفال‮ ‬الذين‮ ‬يعانون‮ ‬من‮ ‬صعوبات‮ ‬مثل‮ ‬اللدغ‮ ‬أو‮ ‬التأتأة‮ ‬إذا‮ ‬كانت‮ ‬لا‮ ‬تزال‮ ‬قائمة.

وتتمثل بعض هذه الحلول في:

القراءة لتطوير الكلام:

القراءة لطفلك تساعده على أن يكون أكثر دراية بأصوات وإيقاعات اللغة. القراءة أيضا تحسّن مهاراته الاجتماعية وتوسع مفرداته. لذا عندما نقرأ للأطفال فإننا  نشجعهم على الإشارة إلى أشياء أو ألوان معينة، وتحفزهم على تكرار كلمات معينة.

علاوة على ذلك، فإن قراءة الكتب المحملة بالمحاكاة الصوتية (الكلمات التي تبدو في الواقع مثل الصوت الذي تصدره) يمكن أن تساعد بشكل أكبر. في الواقع ، إلى جانب تعزيز الكلام وتطوير اللغة في وقت مبكر، يمكن أن تكون المحاكاة الصوتية طريقة ممتعة أخرى لجعل أطفالك الصغار يقلدونك.

البطاقات التعليمية:

تحظى البطاقات التعليمية بشعبية كبيرة وغالبًا ما يستخدمها معالجي صعوبات النطق والكلام أثناء جلسات العلاج. يمكن أن تساعد البطاقات أيضًا الطفل عندما يتعلق الأمر بالذاكرة البصرية ومهارات المفردات. بالإضافة إلى توسيع بنك الكلمات الخاص بهم، يمكنك استخدام بعض هذه البطاقات للعمل على أصوات محددة أو للتعبير عن الكلمات.

أغاني الأطفال:

بقدر ما قد تبدو سخيفة أو مضحكة، من المعروف أن أغاني الأطفال تساعد الأطفال الصغار عندما يتعلق الأمر بالحفظ. كما أنها أداة رائعة لتحسين مهارات الاتصال لديهم. في الواقع هي لا تساعد الأطفال على النطق والتعبير فحسب، بل تعرض الأطفال أيضًا لكلمات جديدة، مما يزيد من بناء مهاراتهم في المفردات، ويمكن للغناء مع أطفالك تحسين تطور الكلام واللغة.

اللعب للكلام واللغة:

من المعروف أن اللعب مع طفلك الصغير يساعد في تعزيز مهاراته الحركية والاجتماعية. علاوة على ذلك، تظهر الدراسات وجود صلة بين اللعب وتطور اللغة. سواء كنت تعمل على أصوات الهدف التي تدور حول الألعاب التي يستخدمونها، أو تطلب منهم الإشارة إلى ألوان أو أشياء معينة، يمكنك تحسين مهاراتهم في التواصل الاجتماعي.

الروتين اليومي للطفل:

في حين أن الروتين اليومي يميل إلى أن يكون زائدًا عن الحاجة، إلا أنه يمكن أنه يُكون فرصًا رائعة للمساعدة بشكل أكبر في تطوير لغة طفلك وكلامه. على سبيل المثال:

  1.  أثناء تغيير الحفاضات ، يمكنك غناء تهويدة طفلك المفضلة لجعله يتفاعل معك.
  2.  يمكنك أيضا إصدار أصوات سخيفة (المحاكاة الصوتية) لتقليدها.
  3.  أثناء تناول الطعام ، يمكنك تشجيعهم على تكرار الأشياء التي يرونها على الطاولة (مثل الأكواب أو الملاعق).

بالإضافة إلى ذلك ، فإن بدأ الروتين في وقت مبكر يمكن أن يعرض طفلك لكلمات جديدة ويبني لغته بشكل أكبر.

استخدام التكنولوجيا لتعزيز تطوير الكلام:

يُعد استخدام تطبيقات الكلام مثل Speech Blubs طريقة أخرى يمكنها تحسين كلام طفلك الصغير. لا يحفز هذا التطبيق الممتع والتفاعلي الأطفال على العمل على إنتاج الكلمات والأصوات وتوسيع مفرداتهم فحسب، بل يعمل أيضًا على مهاراتهم في التعبير من خلال نمذجة الفيديو.

لغة الإشارة:

على الرغم من أن البعض قد يعتقد أن لغة الإشارة يمكن أن تعيق تطور كلام الطفل الصغير، إلا أن الأمر ليس كذلك. في الواقع، يمكن أن تطور لغة الإشارة نظام لغة الطفل مع تحسين تعلمه أيضًا. عند التفاعل مع طفلك يمكنك اختيار الكلمات (تناول المزيد، من فضلك، السرير، الكتاب، القراءة، إلخ) لتوقيعها مع دفعها أيضًا إلى النطق.

التفاعل مع الطفل

يلعب الآباء ومقدمي الرعاية دورًا مهما في مهارات التواصل لدى أطفالهم. إذا كنت تريدين أن يكون كلام طفلك أفضل من المتوسط  فلن تكون جلسات العلاج وحدها كافية. يعد التفاعل مع طفلك الناشئ في كل فرصة أمرًا بالغ الأهمية، سواء اخترت القراءة أو اللعب أو الغناء لهم ، فإن التحدث إليهم مرارًا وتكرارًا وجعلهم يكررون الكلمات أو الأصوات التي يعانون منها هو المفتاح.

التعزيز الإيجابي

أخيرًا وليس آخرًا، التعزيز الإيجابي أمرًا لا بد منه. سواء كان طفلك قادرًا على قول كلمة أو محاولة قوله، فمن المهم جدًا الإشادة بجهوده لأنه لا يحفزه فقط على بذل المزيد من الجهد، ولكنه أيضًا يبني ثقته بنفسه.

ختامًا

نأمل أن تؤدي هذه الأفكار البسيطة والعملية إلى أشياء يمكنك تجربتها اليوم لتنمية مهارات النطق لدى طفلك. تذكر أن الممارسة لا يجب أن تكون معقدة أو مخططة لتحقيق أقصى استفادة من اللحظات الصغيرة التي تقضيها بالفعل مع طفلك، عندما يتعلق الأمر بتطور الكلام واللغة، فأنت أفضل نموذج لطفلك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى